هذه ليست دعوة لمخالفة مبادئنا وقيمنا التي أتربينا عليها، إنما جري الناس وراء مصالحهم دون تفكير في الآخرين هو السائد اليوم، والعكس هو في عدم إتباع هؤلاء الذين نسوا أن الرزق بيد الخالق وأنه مهما جرينا جري الوحوش غير رزقنا لن نحوش، طيب مادام الحكاية كدة تيجوا نمشيها بالعكس والمرة دي نقول لاوبجد ونأخذ موقف جماعي نحاول نتغير ونتكلم ونرفع صوتنا كدا غلط لكن المرة الجاية لن تكون سباقا من أجل الرزق بعد ما أصبحت أرواحنا علي المحك. وهذه القصة قد تغير وجهة نظركم في حاجات كثيرة مثلما حدث لي.. ففي الأمس القريب ركبت تاكسي وعندما صعد أحد مطالع الطريق الدائري وجدت عددا من سيارات الميكروباص تنزل في نفس اتجاه صعودنا مما تسبب في حدوث ربكة وتعطيل في المطلعين وهما الطريق الذي جاءت منه والآخر الذي نسير فيه وساعتها وجدت سائق التاكسي بيقول لاحول ولا قوة إلا بالله، الناس جري لها إيه، هي دماغها اتقلبت وإللا أيه. وبعدها بيومين تنبهت إلي أن سائق الميكروباص الذي أركبه يقوم بنفس الحركة وينزل بالعكس في نفس اتجاه الصعود الذي سار فيه إخوته من عفاريت الأسفلت ولحظتها شعرت بأننا في خطر لأن بعد النزول بسلام مشي بنا هذا السائق في الاتجاه المخالف علي الطريق السريع حتي وجدنا شارعا دخل منه هربا وسمعت بعض الركاب يتحدثون همسا ده خطأ ولا يصح أن يفعله وبقي البعض الآخر صامتا. ولم أكد أفرح بنجاتي من حادثة مؤكدة وقبل أن أقر الشهادتين.. وجدت سائق الميني باص هذه المرة يكرر مافعله سابقه ولاقتني أنا كمان باقول علي طول في طريقنا وبلاش تصعد الدائري لكن لاحياة لمن تنادي فقد ضاع صوتي وسط الضجيج وليته وصل لهذا السائق المتهور الذي لم يستطع الهروب، فقد وجدتنا هذه المرة وجها لوجه في مقابل سيارات نقل بمقطورات محملة وبمجرد نزوله من اتجاه الصعود قابلته سيارة نصف نقل بتحمل حديد من أحد المخازن علي الطريق، فعطلته عن استكماله للطريق المخالف لتجد الأرض تنشق وتظهر فجأة سيارة شرطة ينزل منها أمين شرطة ويقول للسائق انزل وهات رخصك ولحظتها أدركت ماكنا فيه من تهلكة وقلت للناس الحل هو أن ننزل ونصعد السلم اللي بعيد لنركب سيارة أخري تسير في الاتجاه الصحيح ولكن للأسف الشديد كان هناك ركاب كثير كبار في السن لا يستطيعون ذلك وعندما غادرت السيارة رأيت الضابط بكل قوته وانفعاله يخلع بإيده أرقامها ويلقي بها في الأرض وهو يصرخ في السائق قائلا خلاص مابقاش حد مالي عينكم، معاكم أرواح، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم... وقد استمريت في طريقي وبين لحظة وأخري أختلس نظرة للخلف لمعرفة مصير السيارة وركابها.