هو أسطورة من الزمن الجميل تعلقت به قلوب وعقول الصغار منذ أن دخل عالم السينما وهو في العاشرة من عمره ليشارك في أفلام »والت ديزني» ومنذ أول ظهور له علي الشاشة ولحظة وقوفه أمام الكاميرا لأول مرة قرر »والت ديزني» أن يوقع مع الصبي الصغير عقدا لمدة عشرة أعوام يحتكر فيها نشاطه لصالح أفلام ديزني ..»كيرت راسل» الممثل الأمريكي الشهير الذي أسعد الملايين وكان أشهر من قدم دور »بابا نويل» في السينما.. هو بطل أفلام الكريسماس التي تسعد الملايين في أنحاء العالم. »كيرت راسل» احتفل في السابع عشر من مارس الماضي بعيد ميلاده السابع والستين وسط حفل ضم أسرته وأصدقاءه.. وخلال مشواره الفني الذي استمر ما يزيد عن الخمسة وخمسين عاما يقول إنه مازال يشعر بنفس البهجة والسعادة والفرح والرهبة التي شعر بها وهو طفل صغير يقف للمرة الأولي ليقدم أول أفلامه »حدث ذات مرة في المؤتمر العالمي».
»كيرت راسل» مرتبط بالفنانة الجميلة »جولدي هاون» منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما وهما يعيشان حياة سعيدة مع أبنائهما.. ورغم تلك الحياة المشتركة الطويلة إلا أنهما يرفضان أن يتوجاها بزواج وعقود ففي رأيهما أن الزواج الرسمي يقتل الحب ويفشل العلاقات . كيرت راسل هذا الأسطورة الفنية الحية.. يتمتع ببساطة شديدة ومازال يعيش الطفل الصغير بداخله، ويتمتع بصراحة شديدة، هذه الصراحة من الممكن أن تؤدي به إلي المتاعب وخلق بعض العداوات. منذ عام 2000 وخلال لقائه مع المخرج الكبير »كونتي تارانتينو» أخذت حياته المهنية منحني جديدا، مايربط بينهما ليس العمل وعلاقتهما ليست علاقة مخرج بممثل بل علاقة صداقة وطيدة مثلها مثل التي ربطته »بجون كارينتور». في لقاء خاص مع الصحفي المخضرم »بنجامين روزافاس» بمجلة »بريميم» أشهر المجلات الفنية السينمائية الفرنسية.. تحدث »راسل» كعادته بصراحة شديدة.. ليعلن له عودته من جديد من خلال »وقائع بابا نويل».
وبالمناسبة فإن »كيرت راسل» يعشق باريس وهو حريص علي حضور مباريات الجولف الشهيرة في فرساي وهو يقول إن أفضل من يرافقه في هذه المباريات »صامويل جاكسون». ويقول »راسل» إنه كثيرا ما يجاوب علي الأسئلة غير المطروحة عليه.. يفعل ذلك بتلقائية.. وليس استخفافا بالسؤال، لكن السؤال الذي يستطرد في الإجابة عليه حقا عندما سئل عن فيلم يقوم ببطولته حينها يستطرد في الإجابة، وأحدث أفلامه »وقائع بابا نويل» يقول: إن أجمل الفترات هي أعياد الميلاد وأقيس علي ذلك مايحدث في منزلنا مع »جولدي» والأبناء. وهذا الفيلم الجديد هو من إنتاج »نتفليكس» وبالتالي عرضه في السينما لن يكون في المقام الأول.
وعن شخصية »بابا نويل» يقول : لقد حاولت أن ألعب علي مضمون روحه ووجوده بالطبع ،الشعر والذقن والملابس ساعدتني كثيرا لدرجة شعرت إنني »بابانويل» حقيقي.. وعن السينما يقول إنه فيما مضي كنا نعشق الذهاب للسينما دون أن نعرف أي شيء عن الفيلم.. الزمن الآن تغير وباتت كل صغيرة وكبيرة عن الفيلم معلومة للجماهير وهي التي تدفعهم للذهاب للمشاهدة.
وعن ذكريات طفولته وعمله في أفلام »ديزني» يقول : أشعر بحنين شديد إلي هذه الأيام الخوالي تعلمت الفن والسينما وكل شيء من خلال المعلم الكبير بنفسه »والت ديزني» مازالت كلماته ترن في أذني أسمع صداها.. ويضيف »راسل» قائلا: إن »ديزني» كان يستمع دائما للمشاهدين في أفلامه ممن يبلغ عمرهم عشرة أعوام.. وأقل من ثلاثة عشر عاما لأنهم بالنسبة له المقياس الحقيقي.. وأذكر عندما سألني عن رأيي في فيلم »ماري بوبيتر» أن قلت له إنه لم يعجبني كثيرا ولم أحبه.. والغريب إنه كتب تلك الملحوظة لديه والطريف أنه عند وفاة ديزني كانت آخر كلمات سطرها علي ورقة أمامه كانت تحمل اسمي »كيرت راسل».
وعندما تحدث عن الشيخوخة لدي الفنانين قال: بالتأكيد »نعانيها جميعا ونعمل لها ألف حساب.. لكنها في النهاية هي سُنة الحياة ولا مهرب منها والآن بفضل الأجهزة الحديثة يستطيعون إعادة الوجه سنوات للوراء بعد التصوير وقد تخصص في ذلك الماكيير »دنيال ليدبارد» وقد كانت لي تجربة في ذلك في فيلم »حراس الكوكب».. وقد جرت عمليات التصغير في الاستديو وأعتقد إنها تمت بنجاح كبير. وبجوار الفن فإن للرياضة دورا هاما في حياة »راسل» ..بداية والده »بينج راسل» هو الذي أسس اتحاد البيس بون» سنة 1949.. وكان علي »كيرت» ممارسة الرياضة لكن حدث لي خلع في الكتف وكان عمري 23 عاما.. حقيقة بعدت عن الاحتراف لكن تبقي التشجيع.
ولعلي الشيء الغريب أن هناك أفلاما جديدة قدمها »راسل» لم تحقق وقتها النجاح المتوقع منها.. لكن منذ تم إعادة إنتاجها مؤخرا حققت نجاحا كبيرا.. و»راسل» يعقب علي ذلك قائلا: ربما تغير ذوق المشاهد وكان سوء حظ بالنسبة لي.. لكن وقت عمل هذه الأفلام كنت سعيدا بها. ورغم العديد من الأفلام التي قام ببطولتها »راسل» فإنه لم يقدم سوي فيلمين فقط عن رعاة البقر رغم حبه الشديد لهذه النوعية من الأفلام.
و»كيرت راسل» شخصية كريمة ومضيافة إلي أقصي درجة.. وهو ودود للغاية.. وقد حدث في عام 1990 أن شاهدت ليدي ديانا عرض أحد أفلامه ودار بينهما حوار طويل وعندما قالت له إنها تشعر بالانزعاج من المصورين »الباباراتزي» الفضوليين وإنها ترغب بقضاء عطلة بعيدة عن عدساتهم اقترح عليها أن تمضي عطلة مع ولديها في مزرعته »بكولورادو».. وبالفعل بعدها بعدة سنوات وسنة 1995 ذهبت ليدي »ديانا» وأبناها »ويليام وهاري» لقضاء عدة أيام في هذه المزرعة الكبيرة الجميلة.