صورة توضح الفرق بين خريطة مصر الصحيحة والخريطة المزيفة منذ قيام الثورة تكررت محاولات عدة للنيل من مصر، عبر بث بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد علي شاكلة تفجير أزمة بورسعيد التي اشتهرت إعلامياً بمباراة الموت، أو عملية تهجير أقباط العامرية، وأزمة اختفاء فتاة الصعيد التي تردد أنها أشهرت إسلامها، لكن يبدو أن الهدف أوسع من ذلك بكثير وبخاصة مع النظر إلي مخطط تقسيم مصر والترويج لخريطة مصر المستقطع منها الجزء الجنوبي الشرقي المتاخم للحدود مع السودان في تحد سافر لسيادة الدولة المصرية علي أرضها. الطامة الكبري هي الأكذوبة التي روج لها المتصهين موريس صادق قبل أيام معلناً افتتاح سفارة للدولة القبطية في دولة جنوب السودان مدعياً اعتراف السودان الجنوبي بهذه السفارة المزعومة!! المتابع للمشهد يرصد تلقائياً العلاقة الوثيقة بين اليد الصهيونية الطولي في إسرائيل وبين أكذوبة الدولة المصرية القبطية التي أطلقها موريس صادق أخيراً، وبخاصة حينما نعود إلي فعاليات احتفال الإعلان عن انفصال جنوب السودان وانسلاخه كدولة مستقلة وسط رفرفة علم الكيان الصهيوني. أعلن موريس صادق - القبطي المقيم بأمريكا وصاحب التصريحات المثيرة للجدل - أن ما أسماه ب"الدولة القبطية" حصلت علي الموافقة الرسمية من جنوب السودان بافتتاح أول سفارة ل"الجمهورية القبطية" وتم اتخاذ كافة الموافقات الأمنية هناك. وادعي صادق أن جنوب السودان اعترفت بالجمهورية القبطية الحديثة بالقرار رقم 1201لعام 2 بإنشاء سفارة جديدة للدولة القبطية بجوبا كأول دولة أفريقية تعترف بالدولة القبطية، وبالفعل تم شراء مبني بالحي الرسمي، وسيتم افتتاح السفارة الأسبوع المقبل عقب الانتهاء من التجهيزات كافة. وأضاف أن مجلس أمناء الدولة القبطية سيقوم بافتتاح عشرة مكاتب قنصلية لها في كل من واشنطن وباريس ومونتريال وسيدني وسول وبون والقدس ولندن وجوهانسبرج الذين تم تقديم طلبات لهم بشكل رسمي من قبل من وصفه برئيس الدولة القبطية الحديثة الدكتور عصمت زقلمة. وأكد أنه تم إرسال خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الدولة القبطية الأسبوع الماضي أعربنا فيه عن شكرنا لما يقوم به من مجهود ومساعدات للدولة القبطية الحديثة. وزعم صادق أنه تم انتخاب الدكتور عصمت زقلمة رئيسًا للدولة القبطية، والمستشار موريس صادق سكرتيرًا تنفيذيًّا للدوله القبطية، والمهندس والإعلامي نبيل بسادة أمينًا عامًّا للدولة القبطية، والمهندس إيليا باسيلي مفوضًا عامًّا للتنسيق الدولي للدولة القبطية، حسبما نقلت مواقع إخبارية قبطية. من ناحيته علق د.أكرم لمعي المتحدث باسم الكنيسة الإنجيلية قائلاً: أجزم أن هؤلاء الأشخاص واهمون لا يعيشون علي أرض الواقع فمن المستحيل أن يحدث ذلك ، أي شخص مسيحي مصري لا يقبل هذا النوع من التهريج . وتساءل: أين حدود هذه الدولة وأين شعبها؟ فنحن كمصريين أقباط نرفض كل هذه الدعوات متمسكين ببلدنا مصر نعيش فيها مع إخواننا المسلمين. وأوضح لمعي: ليست هذه أول مرة أسمع فيها مثل هذا الكلام ومن المؤكد أن أي دولة تقبل بمثل هذه الأمور علي أرضها إما بلاد لا تفهم أي شيء عن الدبلوماسية أو أن تكون بلدا عدوا لنا كإسرائيل. أما ممدوح رمزي المحامي القبطي فقال: هذا نوع من لفت الأنظار فنحن لا نعلم أين تقع هذه الدولة القبطية المزعومة ولا نعلم إن كانت لأقباط الداخل أم الخارج لافتاً إلي أن الحديث عن دولة قبطية غير مقبول مفسراً اختيار جنوب السودان لتكون مقراً لهذه السفارة المزعومة بأنها دولة يشكل المسيحيون فيها نسبة 97٪ من إجمالي سكانها، لذا أظن أن هذا الخبر موجه بالدرجة الاولي للإخوان والسلفيين ويلمح لهم بفكرة الانفصال اذا كانت لديهم الرغبة في إنشاء دولة.