لا شك أن النادي الأهلي أكثر الخاسرين بعد مذبحة الأربعاء الدامي في بورسعيد وذلك بسبب تفاقم الأزمة المالية الحادة التي يعاني منها النادي إلي جانب توقع الأهلي أن تهدد الشركات المعلنة بسحب إعلاناتها وفي نفس الوقت لم ينس أعضاء مجلس الإدارة برئاسة حسن حمدي شبح لائحة صقر رئيس المجلس القومي للرياضة السابق التي قد تطيح بهذا المجلس ومنعهم من الترشيح بعد الدورة الانتخابية الحالية. وقد عقد حسن حمدي اجتماعا مع هادي خشبة المدير التنفيذي وسيد عبدالحفيظ مدير الكرة لمناقشة استئناف النشاط الكروي في الفترة المقبلة.. وقد فوجئ رئيس النادي الأهلي بمدير الكرة يرفض عودة الفريق في الفترة الحالية نظرا للحالة النفسية السيئة التي يعيش فيها اللاعبون. في حين لجنة الكرة ترغب في عودة اللاعبين إلي التدريبات خاصة أن مسئولي النادي اتفقوا مع مسئولي نادي الزمالك علي إقامة مباراة ودية يوم 11مارس المقبل يخصص دخلها لصالح الشهداء. عقب عودة مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي من إجازته الإجبارية التي حصل عليها بسبب مذبحة بورسعيد.. دعا إلي بدء التدريبات وكان المفروض أن يتدرب اللاعبون يوم الجمعة الماضية ولكن اللاعبين اعتذروا للمدير الفني متجاهلين موقف لجنة الكرة بالعودة إلي التدريبات خاصة أن اللاعبين أكدوا بأن حالتهم النفسية صعبة ولن يستطيعوا العودة للتدريبات حيث إن أبوتريكة وعماد متعب تزعما فكرة الرفض للعودة للتدريبات.. وقد تحدث جوزيه مع اللاعبين وأكد لهم أنه يلتمس لهم العذر خاصة إنه يشعر بمرارة ماحدث في بورسعيد ودافع جوزيه عن مجلس إدارة النادي وأكد بأنه لم يقصر في استعادة حقوق الشهداء ولذلك لابد من الاستعداد للمباريات الأفريقية حتي يفوز الأهلي ببطولة إفريقيا خاصة أن الشهداء كانوا يشجعون فريقهم حتي استشهدوا.. وفي النهاية اضطر جوزيه وأعضاء الجهاز الفني المعاون إلي الاستجابة لطلب اللاعبين وإنه سيعود يوم الاثنين وتمني أن يغيروا أنفسهم »والمجلة ماثلة للطبع«. وفي نفس الوقت كان مجلس الإدارة قد أبلغ سيد عبدالحفيظ تنفيذ اللاعبين بعقودهم وعدم الانشغال بموضوع القصاص للشهداء لاسيما أن الموضوع برمته في يد النيابة. والمعروف أن رابطة جماهير »ألتراس« الأهلي نظمت مسيرة من النادي الأهلي حتي دار القضاء العالي للمطالبة بالقصاص لزملائهم الذين استشهدوا في مذبحة بورسعيد وسادت حالة من الغضب للألتراس لأنهم انتظروا حضور اللاعبين للمشاركة في المسيرة ولكنهم لم يصلوا إلي النادي وذلك لأنهم مازالوا متأثرين نفسيا لما حدث في بورسعيد. ومن ناحية أخري اشتدت الأزمة المالية في النادي وتفاقمت بشكل مخيف قد يؤدي في النهاية إلي إعلان النادي الأهلي إفلاسه.. كما أن حسن حمدي سوف يدخل في صدام مع اللاعبين بسبب استمرار عقودهم وبعضها ممتد إلي مواسم قادمة وهذا سيكبد النادي خسائر فادحة قد تصل إلي 03مليون جنيه كرواتب للأهلي خاصة أن النشاط الرياضي توقف منذ مباراة المصري والأهلي ويعتبر المسئولون بالقلعة الحمراء أن توقف الدوري ليس مسئوليتهم وأنهم أجبروا علي ذلك وأن مجلس الإدارة اضطر إلي إعلان توقف النشاط الرياضي بعد استشهاد »37« من مشجعي الأهلي إلي جانب أن الراتب السنوي قد يصل إلي 84مليون جنيه بقيادة مانويل جوزيه المدير الفني إلي جانب الجهاز المعاون الأجنبي.. والأزمة الكبري التي يعاني مجلس الإدارة هي تهديد الشركات المعلنة بإمكانية سحب إعلاناتها علي »تي شيرت« الفريق في حالة توقف النادي عن النشاط الكروي سواء علي النطاق المحلي أو الإفريقي هذا الموسم وبذلك سيؤدي إلي خسارة النادي خسائر فادحة ولذلك يفكر مجلس الإدارة في البحث عن رجال أعمال ليساهموا في حل الأزمة المالية وكذلك البحث عن طرق لإعادة البطولات دون أن يواجه مشاكل أو صعوبات سواء من ناحية اللاعبين الذين يعترضون علي العودة للتدريبات في الوقت الحالي أو من ناحية الجماهير التي ترفض عودة الدوري قبل القصاص من المتهمين بقتل شهداء الألتراس الذين سافروا إلي بورسعيد للاستمتاع بلقاء فريقهم الأهلي مع المصري ولذلك فإن الغاء الدوري هذا الموسم سيتسبب في أزمة مالية حادة ليس للأهلي فقط بل لجميع الأندية نتيجة توقف النشاط الرياضي لأنه لن يدخل أي موارد مالية لخزائن تلك الأندية.. وبالنسبة للنادي الأهلي سيضطر إلي دفع 52مليون جنيه غرامة لإحدي شركات المحمول الراعي الرسمي إلي جانب أن الأهلي لن يستطيع دفع رواتب اللاعبين والموظفين ولذلك ستصل الخسائر إلي حوالي 05مليون جنيه وربما تكون خسائر الزمالك أكثر من ذلك واتحاد الكرة بسبب الغرامات التي سيدفعها لشركة فودافون وربما سيؤدي هذا القرار إلي رحيل النجوم إلي الأندية العربية الخليجية مثل محمد ناجي جدو الذي تلقي عدة عروض احتراف من أندية أوربية وخليجية. كما أن مانويل جوزيه المدير الفني موقفه غامض من الاستمرار مع الأهلي بل إن لجنة الكرة اتخذت قرارا بالتجديد للبرتغالي ولو لموسم واحد وإن كانت أسرته تطالبه بالاستقرار في البرتغال بعد أن تعرض للموت رغم أن جوزيه تعاطف مع ألتراس الأهلي خاصة أنه قدم دعما ماليا لأسر الشهداء فازدادت شعبيته ورفض فسخ عقده.. وقبل سفر جوزيه إلي البرتغال طالب حسن حمدي رئيس النادي بالاستغناء عن خدمات أعضاء الجهاز المعاون له بسبب رواتبهم الضخمة وهم بيدرو المدرب العام وفيدالجو أخصائي الأحمال البدنية وأوسكار بيريز المحلل الفني ورفض جوزيه هذا الطلب لارتباطه بهم فنيا ومعنويا.. فاتجه رئيس النادي ومعه بعض أعضاء مجلس الإدارة إلي البحث عن رجال أعمال يقومون بتمويل رواتب جوزيه والجهاز الفني بعد أن كان يمولها ياسين منصور. كما رحب المسئولون باللفتة الطيبة التي قام بها الاتحاد الدولي (الفيفا) برئاسة جوزيف بلاتر عندما قدم واجب العزاء بنفسه وأيضا مبلغ 052 ألف دولار لأسر الشهداء في حين وجه مسئولو الأهلي انتقادات عنيفة إلي المجلس القومي للرياضة وذلك لعدم معرفة تفاصيل حول الحادث وأن عماد البناني لم يساند أسر الشهداء والجماهير التي استشهدت واكتفي البناني بالتنديد والشجب ضد العمل الإجرامي. في حين أن اللجنة الأوليمبية المصرية شاركت في عزاء الشهداء مشجعي الأهلي.. كما أن رئيس اللجنة الأوليمبية محمود أحمد قام بتعليق النشاط إلي يوم 01مارس المقبل بعد أن تعهد لحسن حمدي رئيس الأهلي وممدوح عباس رئيس نادي الزمالك بمشاركة أسر الشهداء في أحزانهم.. كما أن رئيس اللجنة الأوليمبية خاف من ثورة غضب ألتراس الأهلي في حالة مواصلة النشاط دون توقف. وكانت المفاجأة الكبري أن رابطة شهداء مذبحة بورسعيد طالبت بشطب النادي المصري من سجل اتحاد الكرة حتي بعد القصاص لأبنائهم.. وكانت الرابطة عقدت اجتماعا في أحد الأندية بالهرم حضره مسئول بالجهاز الفني وطالبوا بعدم عودة بطولة الدوري إلا بعد تقديم الجناة للمحكمة. وفي نفس الوقت لم ينس المسئولون قرارات الجمعية العمومية غير العادية برفض اللائحة الجديدة التي أقرها حسن صقر رئيس المجلس القومي السابق فبدأوا يشككون في عدم أحقية صقر في إصدار اللوائح لأنه كان علي درجة وكيل وزارة رغم أن الأهلي طبق بعض بنود هذه اللائحة وأدار النادي ثم ما لبث أن أفاق أعضاء مجلس الإدارة بأن أمامهم عامين ثم يرحلون لعدم أحقيتهم في ترشيح أنفسهم في الانتخابات القادمة. ثم لماذا لم يدعو النادي الأهلي الأندية إلي عقد جمعية عمومية لمناقشة اللائحة؟ خاصة أن الجمعية العمومية للأهلي لا تدير اللعبة في مصر وذلك لأن عددا قليلا من الأندية يرفض اللائحة لمصالحهم الخاصة ولذلك فالأهلي يبحث عن طرق وأساليب لإنقاذ مجلس إدارته من مقصلة اللائحة الجديدة وأن هناك اجتماعات متواصلة مع بعض المستشارين وأعضاء مجلس الإدارة بحثا عن حلول خاصة بعد الاجتماع الذي عقده حسن حمدي مع عماد البناني قبل مذبحة بورسعيد ويلجأ مسئولو الأهلي إلي وضع مشروع قانون جديد للهيئات الرياضية الجديد من أجل إلغاء بند ال8سنوات »البعبع« الحقيقي في المجلس القومي.