جيش الاحتلال الإسرائيلي: قصف مبان في جنوب لبنان كان بها عناصر لحزب الله    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة العام 2025    أوقاف الإسماعيلية: توافر صكوك الأضاحي بالإدارات    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    أسبوع الآلام.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بختام الصوم الكبير 2024    هبوط جديد في مؤشر أسعار الذهب بالبورصة المصرية (تحديث لحظى)    تراجع أرباح شيفرون كورب خلال الربع الأول    مواصفات سيارة السادات المشاركة بأكبر تجمع كرنفالي للسيارات الكلاسيك بوسط البلد (صور)    محافظ أسوان يوجه المسئولين لمتابعة تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال التجارية    بالانفوجراف| الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة    رئيس «كوب 28» يدعو لتعزيز التعاون الدولي لتنفيذ اتفاق الإمارات التاريخي    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    توجيهات رئيس جامعة جنوب الوادي لمواجهة حالات عدم الاستقرار في الأحوال الجوية    القاهرة تفعل ما لا يصدق لوقف إطلاق النار، تطورات مفاوضات مصر وإسرائيل حول غزة    الأمم المتحدة: فرض قيود على غير المحجبات في إيران انتهاك لحقوق الإنسان    قلق دولي من تصاعد العنف في الفاشر السودانية    بايدن يحذر نتنياهو بتغيير السياسة الأمريكية حال عدم إدخال المساعدات إلى غزة    مصدر رفيع المستوى: تقدم ملحوظ في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة بقطاع غزة    الخارجية الأمريكية تعلق فرض عقوبات على كتيبة "نتساح يهودا" الإسرائيلية    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    كلوب: إذا حللت مشكلة صلاح ونونيز سأكون الأكثر ثراء في العالم    رضا العزب: محمود الونش أهلاوي والجميع في الزمالك يعلم ذلك    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    ضحية الماء المغلي ، النيابة تحقق في مصرع رضيعة من الصم والبكم بالطالبية    مدير أعمال حلا شيحة السابق يتقدم بشكوى ضدها في نقابة المهن التمثيلية    سيد رجب يفاجئ عروسين خلال تكريمه في الإسكندرية    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    المفتي: ثورة 30 يونيو كانت تحريرًا لأرض مصر من أفكار خاطئة (فيديو)    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل ضمن «الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة»    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    أرتيتا: لاعبان يمثلان صداع لي.. ولا يمكننا السيطرة على مانشستر سيتي    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: سببان لتسمية يوم الجمعة بهذا الاسم    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    زيلينسكي يدعو إلى الاستثمار في صناعة الدفاع الأوكرانية    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيروز »جارة القمر«.. الغنا سر الوجود
في عيد ميلادها 83
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 11 - 2018

»أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود، وأنين الناي يبقي بعد أن يفني الوجود»‬، هكذا وصفت سيدة الصباح وجارة القمر فيروز؛ الغناء، فجعلت منه سببا لوجود عالمنا، وفي عيد ميلادها ال83، مازالت الصوت الساكن فينا وراء كل ترنيمة شدت حنيناً أزلياً وسرداً موجعاً، من ولع الطفولة وحتي الكهولة، محبوها ارتشفوا قهوتهم الصباحية وعايدوها بمشاعر صادقة، شكروها لأنها استطاعت أن تكون ذلك الصوت المؤثر في أفراحهم وأحزانهم، فيروز تضيء شمعتها ال83 وهي الأغنية التي تنسي دائماً أن تكبر.
فيروز التي تخطت الحدود الجغرافية والزمانية لا يزال صوتها يصدح كل صباح في بقاع الأرض ولا تزال أغنياتها رفيقة الوطن والحب والحزن. في 21 نوفمبر من العام 1935 ولدت نهاد حداد، أو فيروز، معلنة ولادة نجمة لن تتكرر في عالم الغناء العربي، وذلك لتميزها بقصر المدة وبساطة المعني أما حليم الرومي، مدير الإذاعة اللبنانية آنذاك ووالد الفنانة ماجدة الرومي، هو من أطلق عليها اسمها الفني »‬فيروز» بعدما احتار بين اسمي »‬فيروز» و»‬شهرزاد» كان من الممكن أن يكون اسمها الفني شهرزاد بدل فيروز! حكاية فيروز بدأت سنة 1951 لما كان عمرها تقريبا بين ال15 و ال 16 سنة، وقتها عرضها الموسيقار حليم الرومي علي الأخوين الرحباني ولحن لها »‬عاصي» أغنية »‬الغروب» التي كانت بداية الشروق الحقيقي لملحمة فيروز والرحبانية.
كانت بداية انطلاقة فيروز عندما أقنعها عاصي الرحباني أن أغانيه الخفيفة والتي تميزت بمدتها القصيرة وبعدها عن الطرب الشرقي، رغم عربية الأغاني واستخدام الآلات الشرقية طبعًا، هي المناسبة ليها بصوتها الملائكي الخفيف وإن الطرب مايناسبهاش، فتميزت أغانيها مع الرحبانية بالجمل اللحنية القصيرة، وبقي الأسلوب الرحباني في فلسفة الأغنية من حيث اللحن والتوزيع أو الكلمات هو المسيطر علي أداء فيروز واختياراتها، حتي لو تعاونت مع ملحنين آخرين كان لازم اللحن بيعدي علي عاصي الرحباني وأخوه وهما اللي بيوزعوه فبيخرج برضه بلمستهم وعلي طريقتهم، هذا غير أن أغاني عاصي لفيروز قدمتها دايما في صور الست الهشة الرقيقة اللي بتنتظر حبيبها واستسلامها التام له مثل »‬أنا لحبيبي» و»‬بحبك ما بعرف» و»‬حبيتك والشوق انقال» فهتلاقيها دايماً خايفة وبتتخيل حبيبها »‬في تكات الساعة» مستنياه.
في السبعينيات قررت فيروز أن تتمرد علي الهيمنة الرحبانية وبدأ الخلاف بين فيروز وعاصي وفعلا انفصلا سنة 1978، ومرض عاصي بشدة وراح يعيش عند أهله، وهنا ظهر نجم جديد صغير اسمه »‬زياد الرحباني» اللي أعاد اكتشاف أمه بشكل كبير رغم سنه الصغيرة وخبرته القليلة ولحن لأمه »‬سألوني الناس» المهداة لعاصي بطابع شرقي مختلف فيه مساحة بسيطة من الطرب واللي بكت فيها فيروز عند جملة »‬بيعز علي غني يا حبيبي لأول مرة ما بنكون سوا»، وفي 1979 غنت فيروز من ألحان »‬فيلمون وهبي» وكلمات جوزيف حرب أغنية »‬ياريت منن» بمساحة أكتر من الطرب والتطويل في الجمل وبتعتبر تجربة أقرب للكمال في محاولات فيروز للأغاني الطربية. حتي جاءت الفرصة لزياد أن يقدم نفسه ويقدم أمه بشكل مختلف في ألبوم »‬وحدن» ولحنه بالكامل سنة 1979 وضم 6 أغان، منها »‬وحدن» اللي اتميزت بطابع الجاز الشرقي وأغنية »‬حبيتك تنسيت النوم» اللي تعتبر طربية في المقام الأول، وقدم أغنيات طربية تانية مثل »‬بعتلك يا حبيب الروح» و»‬سلملي عليه» واستطاع أن يحقق لأمه حلم الغناء الشرقي، قدم زياد مع أمه 8 ألبومات آخرها سنة 2010 تحت اسم »‬إيه في أمل» وضم 8 أغان منهم أغنية طربية هي »‬قل قايل»، ولكن بعد صدور الألبوم بفترة ظهرت خلافات بين زياد وفيروز بسبب تصريحاته عن آراء والدته السياسية، استمرت الخلافات حوالي 8 سنين بشرنا »‬زياد» بنهايتها بالصلح مع أمه وأنه هيكون في تعاون جديد بينهم.
لأول مرة تقف فيروز خارج الأسوار العالية التي شيدها الأخوان من حولها. خرجت من الباب نفسه الذي سبقها منه ابنها زياد وهو لم يتجاوز بعد عامه السادس عشر. خرج بإرادته مبتعدا عن الأسلوب الرحباني، ليجد أرضا موسيقية جديدة ومختلفة، مصحوبا بظلال سيد درويش وزكريا أحمد. علق زياد صورة زكريا أحمد في صالون أول شقة صغيرة امتلكها في شارع الحمراء ببيروت، وانهار الحلم المسرحي الذي صاغه الرحابنة، شعرت فيروز لحظتها أن الغواية الكلثومية تبدو الشيء الواضح والأسلوب الأمثل. فكرت في أغنية كلثومية أكثر حداثة، طلبت من رياض السنباطي بعض الألحان، وبالفعل أعد لها ثلاث أغانٍ، اثنتان منها من كلمات الشاعر اللبناني جوزيف حرب: »‬بيني وبينك خمرة وأغاني» و»‬أمشي إليك»، والأغنية الثالثة »‬آه لو تدرين بحالي» كلمات الشاعر عبد الوهاب محمد. سجل السنباطي الأغاني علي شريط كاسيت وأرسله إلي فيروز، وبعدها سافر إلي بيروت لتدريبها علي أداء الأغاني التي لحنها، واستمر العمل لعدة أيام، ثم عاد السنباطي إلي مصر، وفي ذلك الوقت اشتدت الحرب في لبنان بعدها بعام واحد مات السنباطي، لكن الأغاني انتشرت بصوته، وبدا أنها أسلوب جديد في ألحانه، رأي السنباطي أنه قادر علي إخراج طبيعة مختلفة من أداء وصوت فيروز، كان يطمح من خلال ألحانه العالية إلي تحرير الطبقات المخنوقة في صوتها الحقيقي، خصوصا في أغنية »‬آه لو تدرين بحالي»، التي تبدو شديدة التكوين الكلثومي في قفلاتها ومدتها. لم يظهر شيء من تلك الأغاني بصوت فيروز، وبقي الأمر حلماً ضائعاً ومشواراً لم تكمله فيروز.
حكاية وراء قصيدة
»‬وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان»، بهذه الكلمات الرقيقة افتتح الشاعر اللبناني طلال حيدر كلمات أغنية »‬وحدن بيبقوا»، التي غنتها السيدة فيروز والتي تخبئ بين أحرف كلماتها قصة 3 مقاومين عرب قاموا بعملية فدائية داخل الأراضي المحتلة. قصة هذه الأغنية نشرتها صفحة خاصة بنجل السيدة فيروز »‬زياد»، الذي قام هو شخصياً بتلحينها. وإليكم قصتها كاتب هذه القصيدة هو الشاعر العربي اللبناني طلال حيدر، والذي اعتاد أن يشرب فنجان قهوته الصباحي والمسائي علي شرفة منزله المطلة علي غابة تقع علي مقربة من منزله مرّت فترة من الزمن عندما كان طلال حيدر يشرب قهوته الصباحية، و هو يلاحظ دخول ثلاثة شبان إلي الغابة في الصباح وخروجهم منها مساء، وكلّما دخلوا وخرجوا سلّموا علي طلال وكان هو يتساءل: ماذا يفعل هؤلاء الشبان داخل الغابة من الصباح إلي المساء؟ إلي أن أتي اليوم الذي ألقي الشبان التحية علي طلال حيدر في الصباح ودخلوا الغابة، وفي المساء خرج طلال حيدر ليشرب قهوته لكنه لم ير الشبان يخرجون فانتظرهم لكنهم لم يخرجوا، فقلق عليهم، إلي أن وصله خبر يقول : إنّ ثلاثة شبان عرب فلسطينيين قاموا بعملية فدائيّة وسط الكيان الصهيوني، وعندما شاهد صور الشبّان الثلاثة فوجئ أنّ الشبان الذين استشهدوا هم أنفسهم الشبان الذين اعتاد أن يتلقي التحية منهم في الصباح والمساء. فكتب قصيدته قائلاً: وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان.. بسكروا الغابي بيضلوا متل الشتي يدقوا علي بوابي.
أعطني الناي وغني
»‬أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود، وأنين الناي يبقي بعد أن يفني الوجود» تعتبر أغاني فيروز شجرة من شجر الأرز، تنمو علي جبال لبنان، لتحكي قصة تستمر مع مرور الزمان، ولتجعل من صاحبتها فيما بعد ملكة تتوج بصوتها وإحساسها، علي عرش عمالقة الغناء العربي. »‬كيفك أنت!»، »‬يا مرسال المراسيل»، »‬نسم علينا الهوا» كانت ومازالت أجمل الأغاني، تلك التي تعبر عن صفائها وعذوبيتها وجمال روحها، فسيخلد التاريخ أعمالها التي أطربت عُشاقها، وصوتها الناعم. كتغريد العصافير، ورقته كالكروان، إنها الجميلة والرقيقة »‬فيروز». قدمت فيروز العديد من الأعمال الغنائية والمسرحية، وبعض الأعمال التليفزيونية، تلك التي أمتعتنا دوماً بها، وأفرحت عن روح حرة تغني حيثما يدلها إحساسها، ويرشدها قلبها قبل عقلها، فقط أبدعت في كافة أنواع الفنون الغنائية، وكأنها تفتش بداخلها عن المزيد من القوة والإحساس.
بائعة الخواتم
في شجن غنائي يدعوك لأخذ قسط من الراحة حيث الصفاء مع الذات، صوت رنان يدق أسماعك، وغياب الذهن شاردا في أثر ما يتركه العالم الفيروزي داخلك إلا لكونها ساحرة بأغنياتها جيلاً بعد جيل، فلأدائها السينمائي خرافات جسدتها بحرفية وإتقان حتي أقنعت الحضور حيث أدت فيروز مجموعة من الأفلام، »‬بياع الخواتم، بنت الحارس، وسفر برلك»، خلافا لتجسيدها شخصية ريم، حين وقفت علي خشبة المسرح مرة واحدة فقط، وذلك في مسرحية »‬ميس الريم»..
»‬بياع الخواتم» تدور أحداث الفيلم حول مختار القرية التي تسكنها ريما »‬فيروز»، الذي يبتكر شخصية تخيلية »‬راجح»، وذلك طلبا في تسلية أهل القرية وجعل رأسهم يأتي ويدور حول أحداث من نسج خياله هو، إلا أن ريما تشعر بعدم الارتياح من ناحية راجح المزيف، حتي يتسبب أحد سكان القرية في وقوع راجح في مشاكل بالغة الخطورة، وجرائم سرقة واحتيال كبري، وفجأة، تظهر شخصية راجح الحقيقية في الضيعة المجاورة، ويأتي مطالبا مقابلة المختار لأمر شديد الأهمية، إلا أنه ظل يتهرب من راجح، حتي نال أمنيته حينما قابله في حفل بالضيعة كانت ريما تغني فيه، وتبين أن راجح بائع للخواتم، وقصد زيارة تلك القرية لتقديم هدايا للعرسان الجدد، فضلًا عن كونه طالبًا يد ريما لأحد أبنائه.
بنت الحارس
يدور أحداث فيلم بنت الحارس حول حارسين يتخذ أهالي القرية ضدهما إجراء بالاستيداع لفترة معينة، وتصبح القرية بلا حراسة، مما يُسهل تسلل أحد اللصوص ليلًا بهدف اقتحام بيوت القرية وسرقتها، والاستيلاء علي ما بداخلها من أموال وذهب، فتقوم ابنة أحد الحراس »‬فيروز»، ب انتحال شخصية أحد الحراس، متنكرة في زي شاب ملثم، حتي تتمكن من القبض علي متسلل القرية يوميا هذا، وحين يعلم أهل القرية من الحارس الذي قام بالقبض علي اللص، يقررون عودة الحارسين من جديد لحراسة القرية.
سفر برلك
تدور أحداث الفيلم في العام 1914، عندما كانت لبنان تحت الاحتلال العثماني، من أجل إضعاف المقاومة الشعبية، حيث صادر الأتراك كل القمح المخزن عند أهالي الضيعة والقري اللبنانية، كما أجبروا كل قادر علي العمل بالسخرة كتقطيع الحطب، في ظروف غاية في القسوة والاستبداد، حيث يصور الفيلم معاناة الناس في ظل وحشية الأتراك، كما يجسد شجاعتهم ونضالهم ضد هذا الاحتلال الغاشم، وفي نفس الوقت، يظهر جمال الطبيعة في لبنان، ويقدم مجموعة من الأغاني الشعبية اللبنانية عبر صوت فيروز، حيث تعيش عدلا »‬فيروز»، مع جدتها في ضيعة مجد الديب، وكانت تنتظر يوم خطبتها من حبيبها عبده، الذي اتخذ طريقه لشراء دبل الخطبة، فتم القبض عليه من قِبَل العسكر العثماني، وذلك للعمل بالسخرة في تقطيع الحطب، ذهبت عدلا في شتي بقاع بيروت بحثًا عن عبده، قادها البحث أخيرًا إلي ضيعة عمتها عين الجوز، واكتشفت هناك أن عمتها والمختار، يساعدان في مقاومة الاحتلال، وأن ابنة عمتها واقعة في حب عسكري لبناني يخدم في الجيش التركي.
ترنيمة أخيرة
أصدرت فيروز ألبومها الأخير »‬ببالي» وهي تتجاوز عامها الثاني بعد الثمانين. ربما لم تمتلك الأسلوب يوما، لكنها امتلكت حساسية مفرطة نحو الزمن والمعني، لا تبحث عن التفرد أو الأسلوب المتأخر، لكنها تبحث عن الهدوء بعيدًا عن زيف الكاميرات والأحاديث الإعلامية. تبحث عن ترنيمة أخيرة ترثي فيها كل ما مر من زمن، ترنيمة أخيرة تسير بها نحو نهاية عادية وغير درامية، نهاية تليق بسيدة لم تبحث طَوَال حياتها سوي عن نقطة ارتكاز آمنة. في النهاية تخلت فيروز عن المعني والأسلوب، مقابل تمسكها بحبها للخريف، وأحلامها أن يكون لها بيت صغير وهادئ في كندا.
صوت.. حول الدموع إلي أفراح
»‬سألوني الناس عنك يا حبيبي.. كتبوا المكاتيب وأخذها الهوا»، هكذا عبرت الفنانة الناعمة »‬فيروز» عن حالة انتظارها لحبيبها في أغنية من أجمل أغنياتها.. والكثير من الأعمال التي خلدها التاريخ في آذاننا، لعلك وأنت جالس بين الحقول الخضراء تستمع إلي فيروز ليهدأ بالك وترتاح أعصابك قليلًا، ربما اعتاد البعض سماعها في الصباح، ففنجان من القهوة وصوت فيروز هما بداية عذبة ليوم أفضل، فيروز صوت لبنان الذي حول حالة الحرب والدموع إلي أفراح تقهر الاحتلال تغنت للرومانسية والحب، ولكنها لم تنس الوطن فبات صوتها طوعًا لخدمة القضية الوطنية لبلدها الصغير لبنان أو لكافة البلاد العربية، وبجانب هذا لم يغفل صوتها ألحان الرحباني لتجد بداخلها مشاهد إنسانية، استطاعت أن تحولها لغنوة قريبة من قلوب محبيها، لتجد من إعجابهم وسامًا يوضع علي صدرها، ليكون دافعا لاستكمال المشوار، فهي »‬سفيرة الأحلام» السيدة فيروز التي عشقها الجمهور، وباتت بأغانيها وصوتها عصفورًا يغرد في عالم الغناء العربي. وقدمت فيروز طيلة مشوارها الفني، عدد من الأغاني التي عرفت لها قصص إنسانية تحمل مشاعر واقعية، ومن بين هذه الأغاني التي كانت لها قصة بارزة استطاعت أن تجسدها فيروز في شكل أغنية تجعل مستمعيها يطلقون خيالهم للتحليق معها، فكانت أغنية »‬يا رايح» لها قصة أيضًا، ولكن أبطال القصة كان الشاعر طلال حيدر وزياد الرحباني والملحن الراحل فليمون وهبي، ففي إحدي ليالي الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، كان الثلاثي يجلسون في غرفة واحدة، بينما تحلق الطائرات الإسرائيلية في سماء بيروت، وتقوم بقصف المنازل والوديان، وسط عجز من الشعب اللبناني في اختراع وسيلة لمقاومة هذا السراب الجامح من الطائرات الإسرائيلية.
ومع اشتداد صوت الطائرات والقصف، وشعورهم بأن لا حول لهم في هذه المعركة، صرخ الملحن فليمون قائلًا: »‬ما فينا نهزمهم بدموعنا.. بس فينا نهزمهم بفرحنا»، ومن هنا حاول الشاعر طلال حيدر أن يرتجل كلماته الشعرية بجانب ألحان فليمون، في حين لم ينس الرحباني أن يضع مسجل الصوت لتسجيل هذه الليلة التي اختلط فيها صوت الموسيقي والألحان بصوت القصف والصراخ، ولكن وبعد مرور السنوات، نسي الشاعر كلمات الأغنية والملحن لحنه الباقي لها، ولكن ظل مسجل الرحباني عامرًا بكلمات لم تنس وألحان ظلت صدي صوتها في أرجاء المكان، وقامت السيدة فيروز بتأديتها في بداية التسعينيات، بعد مرور أكثر من عشر سنوات علي تأليفها وتلحينها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.