سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر 2025    الأردن يسلم الإمارات رئاسة دورة الجامعة العربية ويؤكد: «فلسطين قضيتنا المركزية»    ترامب: استمرار الحرب في غزة يضر بصورة إسرائيل    أهمهم إيزاك وألكسندر أرنولد.. أبرز 10 انتقالات في الدوريات الكبرى بالانتقالات الصيفية    ملف يلا كورة.. النحاس يقود الأهلي.. مستقبل فيريرا في الزمالك.. وإيزاك إلى ليفربول    "بديل إيزاك".. نيوكاسل يونايتد يعلن تعاقده مع يوان ويسا    رياح و درجة الحرارة تصل 42.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    بكلمات مؤثرة.. صبري فواز أثناء تكريمه ب «التجريبي»: «شكرا إنكم شايفين إني أستحق»(صور)    أول شحنة منذ 14 عاما.. سوريا تُصدر 600 ألف برميل نفط خام ثقيل من ميناء طرطوس    ب 3 كلمات، حسام حسن يحسم مصير مباراة زامبيا بسبب مدربها الإسرائيلي    الرئيس الفلسطيني ل حماس: نحن دولة واحدة وشعب واحد.. وعليكم الالتزام بالدولة الواحدة والسلاح الواحد    واحد منهم مات، القبض على مدرسة دهست 10 أشخاص أمام جمعية خيرية بالجيزة    إصابة 11 شخصًا في انقلاب ميكروباص بالبحيرة    إصابة 5 أشخاص إثر تصادم سيارة نصف نقل وتروسيكل جنوب المنيا- تفاصيل    روسيا: توجيه مساعدة إنسانية عاجلة إلى أفغانستان للمساعدة في أعقاب الزلزال    زيلينسكى: أوكرانيا وحلف الناتو ينسقان جهودهما عن كثب لتعزيز الدفاع    محافظ الدقهلية يقود حملات لرفع إشغالات.. ويؤكد: الشارع مِلك المواطنين "صور"    محافظ جنوب سيناء يكرم ممثلى الجهات المشاركة فى إعداد مشروع إنتاج الطاقة    جرثومة الثقافة    «الري»: طوارئ لمتابعة استعدادات موسم السيول والأمطار في مطروح    استعدادا لخوض مواجهة بوركينا فاسو لحسم التأهل.. الجهاز الفني لمنتخب مصر يحدد موعد سفر البعثة إلى بوركينا    الزمالك يعلن ضم عمرو عبد السلام لتدعيم حراسة مرمى اليد    تعليم الفيوم ينظم المنتدى الثقافي الأول بعنوان "المعلم صانع الثقافة والمعرفة".. صور    كيفية التقديم لكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد.. فرصتك لتصبح ضابطًا ما زالت قائمة    «من حقك تعرف».. ما الفرق بين دعويي «طرد الغاصب» و«غصب العقار»؟    نتنياهو: ترامب يدعم استخدام القوة الكاملة فى التعامل مع غزة    وزيرة الخارجية الفلسطينية تلتقي نظيرها الإيطالي وتؤكد أهمية الاعتراف بدولة فلسطين    محمد أبو داوود: المؤامرة تحاك ضد مصر.. وأدعو المصريين للمحافظة على وطنهم    ترجمات.. رحلة حياة «ألبرت شفايتزر» وكتابه «سلام أم حرب ذرية؟»    أحد الأصدقاء قد يعكر أوهامك.. حظ برج العقرب اليوم 2 سبتمبر    صلاح يصلي صباحًا    احتفالا بالمولد النبوى الشريف 2025.. سائق ميكروباص بالمنوفية: «أجرة النهارده الصلاة على النبي»    رسائل و صور تهنئة بمناسبة المولد النبوي 2025    أهمها فرش الأسنان.. كوارث يتسبب فيها إهمال نظافة 4 أشياء في الحمام    يؤثر على حياة ملايين الأشخاص.. عادات يومية تحميك من مرض السكر    فيها مخاطر صحية.. احذر تناول الطعام مباشرة من الثلاجة    غلق وتشميع 36 منشأة وتحرير 139 محضرًا متنوعًا والتحفظ على 220 حالة إشغال بالإسكندرية    متلايف تجدد عضويتها في مجلس إدارة اتحاد شركات التأمين المصرية    170 فريقا مصريًا يتنافسون في "روبوفيست" الأمريكية للبرمجة بمكتبة الإسكندرية - صور    عضو شركات السياحة: تقديم إجراءات الحج شهرين.. والتنظيم محكوم برقابة صارمة    إصابة لاعب غزل المحلة بقطع في الغضروف    بعد مداخلة أحمد السقا، عمرو أديب يوجه سؤالا محرجا ل عمرو يوسف    فرقة aespa تشعل حماس الجمهور بصور جديدة بالمغرب من ألبومها المرتقب 'Rich Man'    حدث بالفن | بسمة بوسيل تثير الجدل ب"الحجاب" وإصابة داليا البحيري بالكورونا    بوليوود واليوجا.. انطلاق المهرجان الثقافي الهندي في شرم الشيخ    مدير تعليم القاهرة تتفقد مدارس المرج وتوضح للطلاب تفاصيل البكالوريا المصري    اليوم، اختتام اختبارات القدرات لطلاب الدبلومات الفنية 2025    انسحاب "دبليو إس بي" الكندية من إسرائيل يوجه ضربة قاسية لمشروعات البنية التحتية    أمين الفتوى يوضح حكم ذكر النبي بدون لفظ سيدنا في الصلاة وخارجها (فيديو)    أوقاف الفيوم تعقد أربع ندوات كبرى حول "منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الضعفاء"    البرازيل تعتزم إصدار تأشيرات إلكترونية مجانية للمشاركين في مؤتمر كوب 30 للمناخ    قرارات جديدة عاجلة ضد سوزي الأردنية وعلياء قمرون وعبد العاطي    محافظ الإسكندرية يجري جولة ميدانية بشارع الجلاء بنطاق حي المنتزه أول    إخلاء سبيل الراقصة بوسي في اتهامها ببث فيديوهات خادشة بكفالة 5 آلاف جنيه    نجاح أولى تجارب زراعة الدراجون فروت بالإسماعيلية (صور)    مارسيليا يستعير بافارد من إنتر    البابا تواضروس الثاني يستقبل رئيس أساقفة هامبورج    غرق شاب في نهر النيل بالطوايل الغربية بسوهاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدالة.. وقانون
تراب الماس
نشر في آخر ساعة يوم 21 - 08 - 2018

أظلم الأوقات في تاريخ الأمم هي الأوقات التي يؤمن فيها الإنسان بأن الشر هو الطريق الوحيد للخير..
تلك الكلمات سطرها الكاتب أحمد مراد في مقدمة روايته »تراب الماس»‬ التي أهداها لرجل الفرصة الأخيرة الرئيس محمد نجيب.. وهي نفس السطور التي سبقت تقديم الفيلم الذي يحمل اسم الرواية ومن إخراج »‬مروان حامد» في ثالث تعاون بينهما حيث قدما من قبل فيلمين »‬الفيل الأزرق».. و»‬الأصليين».
في فيلم »‬تراب الماس» نجح مروان حامد في أن يقدم لنا فيلماً شديد الإمتاع احترم فيه العمل الأدبي ولم يقم بخيانته مع إنها الخيانة الوحيدة المسموحة كما قال لي المخرج الكبير داوود عبدالسيد.. في أن من حق مخرج الفيلم السينمائي أن يخون النص الأدبي طالما ذلك يدخل في إطار الإبداع السينمائي.. وهو ما نجح فيه بامتياز »‬مروان حامد» الذي استطاع أن يثبت موهبته بجدارة منذ أول أفلامه القصيرة »‬لي لي» المأخوذة عن قصة قصيرة للأديب الراحل »‬يوسف إدريس».
»‬تراب الماس» هو حالة رصد للمجتمع والحياة في مصر علي مدي سبعين عاماً تقريباً.. وإن كانت الأحداث تبدأ من ليلة رأس السنة وأول يناير سنة 2018.. عندما يكتشف »‬طه الزهار» مقتل والده »‬حسين الزهار» القعيد المصاب بالشلل الذي يتابع كل ما يدور في الشارع من خلال النافذة .. »‬حسين الزهار» أو الفنان »‬أحمد كمال» الذي قدم دوراً مميزاً للغاية بعد مقتله وإصابة ابنه الذي يعود ويفتش في أوراق والده الذي عاش معه يخدمه ويرعاه يكتشف أسراراً مروعة لم يكن يتخيلها.. ومن خلال »‬الفلاش باك» تعود الأحداث إلي بداية سنة 52 وقيام الثورة وتولي الرئيس محمد نجيب الرئاسة.. ليقوم الضباط الأحرار بعزله سنة 54 وظل لا يغادر مقر اعتقاله لمدة زادت علي تسعة وعشرين عاماً.. هذه الرؤية التاريخية وهي حقيقة ثابتة لكنها تحمل وجهة نظر أن »‬الشر» الذي لجأ إليه الضباط كان هو من وجهة نظرهم الطريق للخير للبلد وبداية جديدة في تاريخ مصر.. وما حدث بعد ذلك من عدوان ثلاثي ورحيل اليهود عن مصر ومنهم »‬الجواهرجي ليتو» الذي رغم مصريته إلا أنه خان الوطن.. وعندما يكتشف الطفل الصغير »‬حسين الزهار» ذلك يقوم بوضع ملعقة من تراب الماس له في الشاي ليصاب بمرض غريب ويموت.. لقد فعل »‬حسين الزهار» الصبي الصغير ما فعله »‬ليتو» في قطة ابنته تونة بعدما أصيبت بالسعار.
وبعدها ترحل »‬تونة» وشقيقتها ووالدتها إلي إسرائيل وقد تزامن ذلك مع القضية الشهيرة »‬لافون» وسقوط شبكة الجاسوسية الإسرائيلية.
»‬الشر» الممثل في القتل الذي لجأ إليه »‬حسين» كان بهدف الثأر من خيانة »‬ليتو» ويعضد مقولة إن »‬الشر هو الطريق الوحيد للخير» وذلك عن »‬فلسفة العدميين» في كتاب »‬الجمعيات السرية» لعلي أدهم.
• •
بعد مقتل »‬حسين الزهار» وعثور ابنه »‬طه» الصيدلي علي مذكرات والده تتكشف أمامه حقائق كثيرة أن والده هذا الرجل المسالم البسيط أسير المقعد المتحرك.. الذي كان يعمل مدرساً للتاريخ قرر أن يكون أداة لتنفيذ العدالة من كل المفسدين والفاسدين في المجتمع.. ولهذا لم يكن غريباً أن يذهب إلي »‬محروس برجاس» رجل كل العصور وبدهاء شديد يدس له »‬تراب الماس» في كوب الشاي.. هذا التراب يصيب الإنسان في الرئة بأورام هي والمريء وببثور وطفح جلدي يتوفي الإنسان بعدها بشهر تقريباً وليس له علاج.
»‬طه» الذي اكتشف سر والده بدأ يبحث عن قاتله.. وكانت الشبهات تدور حول »‬سرفيس» يقوم بالدور محمد ممدوح.. الذي يكتشف انه يعمل لحساب »‬وليد سلطان» رجل الشرطة ذي الرتبة العالية الذي يدير في الشارع ويسهل كل العمليات الممنوعة.. ولعل من سوء حظ »‬حسين الزهار» أنه من خلال المنظار المكبر شاهده من النافذة.. لكن الضابط لمحه في لحظة إضاءة النور في الغرفة من قبل الابن »‬طه».
وفي نفس الخط يلتقي »‬طه» ب»سارة» جارته التي تعمل منتجة لأحد البرامج الحوارية الشهيرة.. وهي نفسها التي عثرت علي طه مصاباً أمام باب شقته ليلة مقتل والده.. وبعد خروجه من المستشفي تنشأ بينهما علاقة مودة وصداقة ويكتسب كل منهما ثقة الآخر وعندما تتعرض »‬سارة» للاعتداء الجسدي علي يد المذيع الشهير الذي تحبه »‬شريف مراد» أو »‬إياد نصار» الذي يقوم بتصوير ممارساته الجنسية مع الفتيات وعندما تواجهه بذلك يقوم بضربها ضرباً مبرحاً والاعتداء عليها رغم زواجهما عرفياً.. »‬سارة» قامت بدورها »‬منة شلبي» في أداء رائع يحسب لها.. ويضيف إليها الكثير.
توطدت علاقة »‬طه» ب»سارة» بعد اكتشافها بأن الأول قتل »‬سرفيس» ويروي لها الحكاية من البداية وكيف أن المقدم »‬وليد سلطان» جاء لتهديده وحاول هو وسرفيس قتله.. ونصحها بأن الحل الوحيد بأن تنتقم لنفسها وللأخريات من »‬شريف» وتقتله بتراب الماس.. ولا تتوقف تهديدات »‬وليد» بل يطلب من »‬طه» قتل أبي »‬برجاس» باختصار شديد إن دائرة الفساد الكبري تشمل الجميع سواء في الشرطة أو رجال السياسة والمال.
وبذلك يصبح الحل التخلص منهم ومن الفساد الذي ينخر كالسوس في المجتمع.. ليتأكد المعني بأن »‬الشر هو الطريق الوحيد للخير».
لقد نجح مروان في أن يقدم فيلماً ناجحاً في كل عناصره الفنية.. وكم كان موفقاً في اختيار ممثليه »‬آسر ياسين»، »‬منة شلبي»، »‬إياد نصار»، »‬صابرين»، »‬بيومي فؤاد»، »‬أحمد كمال»، »‬محمد ممدوح» وعلي رأس كل هؤلاء القدير »‬ماجد الكدواني».. و»‬شيرين رضا» في دور جديد تماماً عليها.
الموسيقي التصويرية الرائعة ل»‬هشام نزيه».. والمونتاج أحمد حافظ.. والتصوير أحمد المرسي.. والديكور محمد عطية الذي كان متميزا للغاية.. أي أن كل العناصر الفنية توافرت وتضافرت معاً.. في تقديم فيلم سينمائي ممتع يحترم عقل المشاهد.. ويحمل العديد من الأفكار التي قد تتفق أو تختلف معها لكنك في النهاية تحترم وجهة النظر المقدمة إليك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.