الجولة الحالية التي يقوم بها وزير الخارجية محمد كامل عمرو في عدد من دول حوض النيل والتي بدأها يوم 9من يناير الجاري وتستمر علي مدي ستة أيام تأتي في توقيت مناسب للغاية ولا يقتصر الهدف منها فقط علي بحث ملف المياه وإنما الغاية الأوسع منها هي التأكيد علي دعم علاقات التعاون مع الدول الأفريقية في كافة المجالات. وقد استهل وزير الخارجية جولته بزيارة كينيا ومن بعدها يتم زيارة كل من تنزانيا ثم رواندا ثم الكونغو الديمقراطية ثم جنوب السودان التي يصلها يوم 41 من يناير الجاري ويتم اختتام هذه الجولة بزيارة الخرطوم العاصمة السودانية يوم 51يناير 2102.. وقد أوضح المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بأنه ليس من العدل اختزال علاقات مصر مع الدول الأفريقية في موضوع مياه النيل فقط حيث إن هذه المسألة ظهرت منذ عدة سنوات ولكن هناك علاقات مصرية أفريقية منذ مئات السنين أملاها التاريخ المشترك قبل الجوار الجغرافي. وفي حقيقة الأمر فإن التحرك الدبلوماسي في هذه الآونة وبالرغم من انشغال مصر حاليا بقضايا الداخل نحو أفريقيا ولا سيما دول حوض النيل هو أمر يستحق الثناء والتأييد لأنه لا يجب الانتظار لحين ترتب أوضاع مصر في الداخل وإهمال هذه القضية الحيوية بالنسبة لمصر وقد أكد المتحدث الرسمي للخارجية المصرية أن الانتظار في مثل هذه الظروف هو »ترف لا نملكه« لأن الانتظار قد يؤدي إلي ترتيب الأوضاع في هذه المنطقة بدون مصر.. وعلي كافة الأحوال فإنه برغم أن الأولويات الحالية في مصر تتركز علي الشئون الداخلية إلا أن هذا لا ينفي أن هناك رغبة وإرادة سياسية لتعميق العلاقات مع الدول الأفريقية عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة. وهنا أود أن أوضح أن السياسة الخارجية لا تنفصل عن الدخل فدعم علاقات التعاون مع كافة الدول ولا سيما الدول في منطقة الجوار الأفريقي والعربي وغيرها تنعكس بآثارها الإيجابية علي دعم الجهة الداخلية ولابد أن يدرك الجميع ذلك. إن زيارة وزير الخارجية الحالية لدول حوض النيل هي بمثابة رسالة هامة لدول القارة السمراء بأن مصر تعتز دائما بانتمائها الأفريقي وأن دعم علاقاتها مع دول القارة سوف يظل أولوية هامة من أولويات السياسة الخارجية المصرية.