'مولود جديد' ينضم لمسيرة التكامل بين دول حوض النيل هذا العام مع الاعلان عن تأسيس الاتحاد التعاوني لدول حوض النيل الذي اقترح الاتحاد العام للتعاونيات في مصر برئاسة الدكتور احمد عبدالظاهر تأسيسه منذ النصف الثاني من العام الماضي واستمر علي مدي عدة اشهر في وضع المخططات الزمنية للانتهاء من اصدار شهادة ميلاده في احتفالية تعاونية افريقية بالقاهرة قبل نهاية العام الحالي. الدكتور أحمد عبد الظاهر أكد في حواره مع الاهرام المسائي ان المبادرة التي اطلقها الاتحاد تؤكد حرص التعاونيات علي ان تكون في مقدمة مؤسسات المجتمع المدني التي تبادر بدعم التعاون مع دول حوض النيل وفق مبدأ المصالح المتبادلة خاصة ان عدد المنظمات التعاونية في دول الحوض يصل الي نحو50 ألف منظمة تعاونية ويصل حجم العضوية بها الي35 مليون عضو. رئيس الاتحاد العام للتعاونيات حدد الأهداف التي تم رصدها والسعي الي تحقيقها من خلال الاتحاد الوليد الذي يشكل اضافة لمسيرة التعاون بين دول حوض النيل وفي مقدمة هذه الاهداف توثيق الروابط بين دول الحوض من خلال دعم وإعداد القيادات التعاونية في المعاهد التعاونية المصرية ومراكز التدريب التعاونية مع تخصيص منح سنوية للدراسة في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في القضايا التعاونية المشتركة.. الي جانب تعظيم دور التجارة التعاونية بين حوض النيل وتأسيس مركز تدريب تعاوني مركزي لدول الحوض. وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور احمد عبد الظاهر: * لماذا تتجه التعاونيات المصرية إلي افريقيا ؟ ** ارتباط مصر بالقارة الإفريقية ارتباط حضاري وتاريخي وهو بذلك ارتباط قدر ومصير وتعطي مصر أولوية فائقة للعمل في المجال الإفريقي باعتبار أنه أحد المجالات الرئيسية التي يدور حولها الأمن المصري بمعناه الواسع.. وتتبلور فيه المصلحة المصرية في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية.. وقد كانت التجمعات الإفريقية' الكوميسا' و' النيباد' ترجمة صحيحة لتحقيق كل هذه الأهداف. ومصر تعمل علي تأمين عناصر الأمن القومي والعمق الاستراتيجي المصري في إفريقيا وارتباط ذلك بكل من مياه النيل والبحر الأحمر ودول الجوار ولابد من إرساء قواعد مؤثرة للوجود المصري في إفريقيا تخدم أهداف تأمين وتطوير الرصيد المصري حتي تكون الدعامة الأساسية التي تستند إليها العلاقات المصرية الإفريقية ويعد دعم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار المصري في دول القارة وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية في إطار تطوير الآليات اللازمة لتعظيم المصالح التجارية والاقتصادية المصرية. * كيف يمكن الاستفادة من العلاقات مع دول حوض النيل ؟ ** أكدت التطورات في الفترة الأخيرة أهمية بناء علاقات تعاون مشترك مع دول حوض النيل يسودها الثقة المتبادلة والحرص علي التعاون البناء وتقديم المنافع المشتركة.. ومن المصلحة المصرية أن تكون هناك شبكة من المصالح المتبادلة بين مصر ودول الحوض لأن العلاقة استراتيجية ولا يجب التفريط فيها وهي علاقة تفيد مصر كما تفيد هذه الدول. ولايخفي علي أحد ان السياسة الخارجية المصرية تضع دول الحوض علي رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية لتوطيد العلاقات وزيادة الروابط بين مصر وتلك الدول وتلبية احتياجات هذه الدول من مشروعات الخدمة في الكهرباء والطاقة ومياه الشرب والري والزراعة ونقل الخبرات في شتي المجالات.. والمرحلة الحالية تشهد نشاطا واسعا علي جميع المستويات بهدف تعزيز التعاون وتبادل الرأي والتشاور والعمل علي خلق مصالح مشتركة مع دول حوض النيل وتفعيل التعاون في كل المجالات. * لماذا الاتحاد التعاوني لدول حوض النيل؟ ** لا بد لمنظمات المجتمع المدني غير الحكومية أن تؤدي دورا بالتوازي مع جهود الدول وفي المقدمة الجمعيات والمؤسسات الأهلية والنقابات المهنية والعمالية والأحزاب السياسية والتعاونيات.. وفي هذا المجال اعد الاتحاد العام للتعاونيات مقترحا بتأسيس الاتحاد التعاوني لدول حوض النيل لأن دول الحوض العشرة تضم منظمات تعاونية نشطة خاصة في أثيوبيا وكينيا وأوغندوا وتنزانيا والسودان والكونغو ومصر.. ويبلغ حجم عضوية التعاونيات في دول حوض النيل حوالي35 مليون عضو في إطار50 ألف منظمة تعاونية في مختلف الأنشطة. ولاشك في ان تأسيس الاتحاد التعاوني لدول حوض النيل ضرورة عاجلة لأن العلاقات التعاونية في هذه الدول قوية مع اسرائيل التي تتولي تدريب وإعداد الكوادر التعاونية من خلال منح دراسية ودورات تدريبية في المعهد التعاوني بتل أبيب. *ما هي اهداف الاتحاد ؟ ** تم وضع عدة اهداف تحقق جميعها التكامل وتوثيق الروابط بين دول الحوض من خلال دعم وإعداد القيادات التعاونية في مختلف الأنشطة في المعاهد التعاونية المصرية الثلاث ومراكز التدريب التعاونية مع تخصيص منح سنوية للدراسة في مرحلة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في القضايا التعاونية المشتركة اضافة الي تبادل الخبرات التعاونية في المحيط الدولي والإفريقي وأيضا التنسيق في المواقف في اجتماعات المنظمات الدولية كالحلف التعاوني الدولي ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية( الفاو) والمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة والاتحاد الدولي للمنتجين الزراعيين. وتشمل اهداف الاتحاد ايضا تبادل الزيارات والوفود بين التنظيمات التعاونية من خلال الندوات والحلقات الدراسية والمؤتمرات وزيارة التجارب التعاونية الناجحة.. وتعظيم دور التجارة التعاونية بين حوض النيل وربطها بالتجارة التعاونية الدولية الي جانب تأسيس مركز تدريب تعاوني مركزي لدول حوض النيل بإحدي الدول الأعضاء بالاتحاد وإجراء البحوث والدراسات المتخصصة وجمع البيانات والمعلومات واستخلاص النتائج منها. * هل تم البدء في اجراءات تأسيس الاتحاد ؟ ** تم وضع مخطط زمني لتأسيس الاتحاد من خلال مراحل تبدأ بتشكيل وفد تعاوني من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام للتعاونيات وبعض الخبرات العلمية بالمعاهد التعاونية لزيارة المنظمات والاتحادات التعاونية بدول حوض النيل طبقا لجدول زمني بالتنسيق مع وزارة الخارجية( الصندوق الفني الإفريقي) ووزارة التعاون الدولي لشرح فكرة تأسيس الاتحاد وفي ذات الوقت تتم دعوة وفود من الاتحادات التعاونية المماثلة بدول حوض النيل لزيارة مصر والإطلاع علي انجازات الحركة التعاونية المصرية بهدف تعميق العلاقات التعاونية ومن المقرر الدعوة لعقد اجتماع تأسيسي للاتحاد التعاوني لدول حوض النيل بالقاهرة في النصف الثاني من العام الحالي لاعتماد النظام الأساسي للاتحاد واللائحة الداخلية وانتخاب مجلس الادارة وهيئة المكتب واختيار مقر الاتحاد. *كيف يتم التنسيق مع الجهات الحكومية لانجاح هذه المبادرة؟ ** حرصنا منذ اكتوبر الماضي علي اطلاع كل من الدكتورأحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ووزراء الخارجية والتعاون الدولي والزراعة والري علي مقترح تأسيس اتحاد تعاوني لدول حوض النيل واتخذنا قرارا في اجتماع مجلس ادارة الاتحاد العام للتعاونيات بهذا الشأن انطلاقا من حرصنا علي دعم جهود تعظيم العلاقات مع الدول العشر لحوض النيل وتعظيما للمصالح المشتركة معها مما يتطلب جهودا موازية من منظمات المجتمع المدني وعلي رأسها التعاونيات لبناء قاعدة شعبية غير حكومية لتحقيق هذه الأهداف المشتركة. وفي اوائل العام الحالي تلقينا خطابا من السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الافريقية تعرب فيه عن تقدير الخارجية للاقتراح الذي يأتي في اطار حرص مصر علي الاهتمام بنشاط المجتمع المدني بمؤسساته المختلفة. واعاد الاتحاد في مايو الماضي مخاطبة رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والتعاون الدولي والري من أجل توفير الدعم والمساندة لتنظيم ندوة تعاونية افريقية خلال النصف الثاني من العام الحالي يدعي اليها ممثلو التعاونيات في دول حوض النيل والحلف التعاوني الدولي لتناقش قضايا التنمية في دول الحوض من خلال المنظمات التعاونية وفي ختامها يتم الاعلان عن انشاء الاتحاد التعاوني لدول حوض النيل.