تحسبه ملاكا من شدة تحفظه في نطق أي كلمة ومن البسمة التي يرسمها علي شفتيه فتتصوره متعاملا حساسا فإذا ما اقتربت منه وجدت شخصا شديد الأنانية بخيلاخبيثا كاذبا يدرك تماما أين مصالحه وكيف السبيل لتحقيقها والوصول إليها، يسعي لأهدافه يتخفي داخل هدوء مصطنع وبرود مشاعر وأحاسيس لا يأبه بأحد سواه يظهر غير ما يبطن يتفنن في الخداع والتمويه لدرجة التفوق لا يتمكن أحد من اكتشافه بسهولة حتي لو طال التعامل ووصل لسنوات فهو متعاجب نرجسي متمحور داخل ذاته يحب الأضواء ويجري إليها لاهثا يفتعل حدثا حتي لا ينحسر عنه الضوء الذي لابد أن ينحسر تدريجيا حتي يخبو تماما فتلك سنة الحياة لمن يعرفها أما الذين لا هم لهم إلا قضاء وقت يحسبونه سعيدا متنقلين من هنا لهناك بعد أن يضعوا نصب أعينهم من وقع عليها الاختيار فهم مثله فهي ستغذي نرجسيته تشيد به ويشيد بها يصف لها أمجاده في كل مناسبة وأي كلام فهو الخارق الذي فعل وفعل وقدم وأعطي أما كيف يتصور أنه صاحب عطاء فهذا هو السؤال فالشخص البخيل يكون عطاؤه بخيلا إذا اضطر إليه اضطرارا والتعامل الأمثل معه أن يكون من يتعامل معه علي نفس درجة الخبث والدهاء كي تكون العلاقة بينهما ناجحة أو متساوية يقول غير ما يبطن ينفي عن نفسه كل ما بها من صفات ويعلي من قدره دائما وتكمن المشكلة في أن هناك أشخاصا ليس باستطاعتهم أن يكونوا مثله أو يستوعبوا كذبه وخداعه فلا سبيل أمامهم وهم مجبورون علي التعامل معه في مجالات الحياة وليس أمامهم اماواجهته بقوة وإظهار كل ما يبطن من سوءات نفسه وكل ما يقول من أقوال مغلفة بغير الحقيقة في تظاهره بالصدق وعدم الكذب وفي هذه الحالة قد لا يسلمون من بطشه وألاعيبه وسلاطة لسانه أو بالتعامل معه كما هو دون أن تسايره في حالة أن تكون العلاقة هامشية أو في حالة الاضطرار بالتعامل والاحتكاك في أكثر من موضع أن تتماس معه قولا وفعلا مظهرا تصديق ما يقوله ويقوم به علي أنه حقيقة واقعة مقنعا إياه بصدق ما يقول ويفعل وفي هذه الحالة فإنه يراك الأنسب في كل مناحي الحياة وفي المقابل تشعر داخلك بالغش والخداع وهما المناسبان تماما للتعامل مع مثل هذه الشخصية ويبقي إحساسك المتذبذب بين عدم الرضا عن حالك ومحاولة إقناع نفسك بأنه أفضل مما تظن رغم الشواهد المؤكدة التي تنتصر وتبرر الوضع بالاضطرار.