بشار الأسد مع قيادات جيشه خبر صغير لم يلفت الأنظار إليه كثيرا عن مساع أمريكية فرنسية لدعم انقلاب عسكري ضد بشار الأسد.. الخبر نشرته صحيفة »الديلي تليجراف« البريطانية مؤكدة أن هذا الخيار قد يكون الأفضل بعد نحو عشرة أشهر من الأحداث في سوريا.. والرغبة في عدم تكرار السيناريو الليبي الذي لم يلاق قبولا ليس في بلدان المنطقة بحسب، بل في بعض البلدان الأوروبية وفي ظل تعقد الموقف السوري وتربص أطراف دولية وإقليمية لما قد يحدث فيه وعلي رأسها: روسياوإيران وتركيا.. وإسرائيل بالطبع! وحسب الديلي تليجراف.. فإن الحل المقترح يتضمن التخلص من نظام الأسد الصغير عبر خلق الانشقاقات داخل الجيش ودعم تمرد بعض القادة العسكريين من خلال الانقلاب علي بشار ودعمهم للجيش السوري الحر وجيش سوريا الإلكتروني اللذين يقودان حملة واسعة للتمرد في بعض المدن السورية ويلقيان الدعم المادي والمعنوي والعسكري بصفة خاصة عبر تهريب السلاح المستمر من كل من: تركيا والأردن والعراق ولبنان، والحل من وجهة النظر تلك يكفل ضررا أقل بالشعب السوري والسرعة في التنفيذ وتجنب العديد من الآثار الجانبية وإمكانيات قيام حرب أهلية إذا قام بالتمرد عناصر أخري من خارج صلب الجيش بعقيدته القتالية المعروفة. وفي السياق ذاته.. يبرز دور تركيا في تنفيذ هذه الخطة من خلال شبكة علاقاتها المتراكمة مع الجيش السوري الحر وعلي بعض قادة الجيش الرسميين الذين هم علي استعداد للقيام بتمرد ما ضد النظام في حالة الدعم المادي والمعنوي لهم.. لاسيما من تركيا. أما الجيش السوري الحر فيعول علي مساعدة بعض الثوار الليبيين الذين لهم الكثير من الخبرات من خلال محاربتهم للنظام الليبي السابق. وبالفعل قام عبدالحكيم بلحاج القائد العسكري للثوار الليبيين بزيارة مؤخرا للحدود السورية التركية وعرض دعمه وخبراته للمقاتلين السوريين، وبالتوازي رد بعض الشخصيات السورية المعارضة الزيارة لليبيا لضمان دعم السلطات هناك خاصة أن النظام الليبي الجديد كان أول المعترفين بالمعارضة السورية والمجلس السوري في تركيا.. كممثل شرعي لسوريا. والأمر هنا .. يبدو صعبا إن لم يكن مستحيلا.. خاصة في الرهان علي انقلاب عسكري من داخل الجيش السوري.. فهذا الجيش له عقيدته الخاصة به في القتال والولاء للنظام وللطائفة العلوية وأبرزهم بالتحديد ماهر الأسد الذي قاد العديد من الحملات العسكرية ضد المتظاهرين في أغلب المدن السورية الرئيسية وكانت له صولات وجولات في القمع وارتكاب المجازر خاصة في: حمص وحماة ودير الزور.. وهو ثالث أبناء الرئيس الراحل حافظ الأسد ورتبته عقيد في الجيش وقائد للفرقة الرابعة دبابات، وهو أيضا عضو باللجنة المركزية لحزب البعث السوري الحاكم. ويعد من أقرب المستشارين العسكريين والسياسيين لأخيه بشار. وإلي جانب ذلك.. فالجيش السوري النظامي يخضع لأوامر بشار الذي يعد القائد العام له وينوبه أحيانا وزير دفاعه الذي يحظي بولائه التام له، ويعد من أقوي الجيوش العربية حاليا، ومن أبرز فروعه: الحرس الجمهوري المسلح بشكل حديث جدا، ومن مهامه حماية النظام وعلي رأسه: بشار الأسد، وبصورة كمية فإن هذا الجيش يمتلك وحسب المصادر الإسرائيلية ومعهد جينيس للعلوم الاستراتيجية في لندن مابين: 4 - 5 آلاف دبابة وعربة قتالية بالإضافة لكميات متنوعة من الصواريخ الأرض أرض من روسيا وكوريا الشمالية بوجه خاص وبعض التقنيات المتنوعة بالتعاون مع حليفتها إيران وحزب الله خاصة الصواريخ متوسطة المدي بتقنية إيرانية أو المحمولة علي الكتف.. بمساعدة حزب الله بالإضافة لتعاون قديم مع بعض الشركات الألمانية يحتمل أن تكون قد غادرت سوريا بعد الحظر الذي فرض عليها من مجلس الأمن مؤخرا. وهذه الأسلحة لم ولن تستخدم بالطبع ضد الشعب السوري وإن كان بعضها مثل : الدبابات والمدرعات والطائرات أحيانا.. قد تم استخدامها لقصف مواقع المعارضة السورية وبالذات من جانب قوات الحرس الجمهوري السوري. وكل هذه المعلومات تؤكد أن الجيش السوري له عقيدته وولاؤه للنظام.. ومن هنا يصعب دعم أي انقلاب من داخله خاصة في ظل عدة محاذير أبرزها الدعم الإيراني للنظام السوري سواء : سياسيا أو معنويا أو تزويده بالسلاح، وهو الدعم الذي سيصطدم بالطبع بأي تدخل غربي في سوريا سواء كان عسكريا أو من خلال انقلاب عسكري لاترضي عنه إيران.. وإلا تحول الوضع لعراق آخر يتم المتاجرة به من عدة أطراف دولية وإقليمية.. أو حرب إقليمية لايعرف أحد مداها أو إلي أين ومتي تستمر؟! وهناك الدعم من حزب الله للنظام وقد لايرضي بانقلاب يدعمه الغرب ويقلب موازين القوي هناك.. ومن هنا تحرص إيران علي دعم بشار الأسد معنويا وبتهريب السلاح له خاصة: الصواريخ وأحيانا بالرجال في مساعدته لقمع المتظاهرين.. ويبدو العراق.. كشاهد علي الأحداث في سوريا بتركيبته المعقدة سواء إمكانية استخدامه لزعزعة نظام الأسد مع كل من: تركيا ولبنان بتهريب السلاح عبر الحدود وهو ما رصده مراسل لصحيفة الجارديان البريطانية حيث أكد أن تهريب السلاح للمعارضين في سوريا يتم بصورة يومية من دول الجوار.. خاصة البنادق العادية والآلية والمسدسات والطلقات بأنوعها والكلاشينكوف.. بل وبعض الأسلحة البيضاء، والأوضاع علي تلك الصورة تطرح السؤال عن : البديل؟ هل هو: الحظر الجوي مثلما حدث في ليبيا وما سيخلفه ذلك ويعنيه من قصف متواصل للأهداف داخل سوريا أو منع وصول أو خروج ما يحتاجه الشعب هناك.. وهذا قد يؤدي إلي تجويع ومعاقبة الشعب الذي لا حول له ولا قوة.. في مواجهة النظام. أو هو: الحصار الاقتصادي الشامل وهو الحصار الذي بدأ بالفعل بعدة قرارات تم تفعيلها من جانب كل من أمريكا والغرب ودول إقليمية في مجلس الأمن.. وكلها أثبتت فشلها في ظل نظام شبه مغلق لايعتمد كثيرا علي الخارج.. وله موارده الذاتية وتعد مديونياته للعالم كله من أقل: المديونيات العالمية! كما أن للنظام طرقه في تهريب السلع والبضائع والبحث عن أسواق بديلة عن الأسواق الأمريكية والغربية والتركية وبالذات عبر الحدود البرية المشتركة مع كل من العراق والأردن ولبنان ومع إيران أيضا.. وبمساعدة حزب الله أحيانا.. وروسيا التي تملك موطن قدم في بعض الموانيء السورية لن تتنازل عنها بسهولة في مقابل تدخل غربي أمريكي إقليمي قد يشكل تهديدا مباشرا لمصالحها.