لم أقابله قط في حياتي، لكنني أعترف بأنني استفدت كثيرا من مؤلفاته الهادفة، وتفكيره العصري المستنير ضد التخلف الذي لم يصب عوام الناس فقط، بل استقر تحت عمائم الكثير من علماء المسلمين (للأسف الشديد) إن كل مسلم بالقطع ساءته أحوال المسلمين اليوم من ضعف ومهانة وتخلف عن شعوب العالم، لكن العالم الكبير والمثقف المستنير الدكتور أحمد شوقي الفنجري في هذا العمر (85 سنة) ينشر الحقيقة، وينير الطريق، ويبدد المفاهيم الخاطئة برؤية واضحة وشجاعة مخلصة لوجه الله تعالي، بأسلوب إسلامي، وعلمي لأنه أصلا طبيب ومنفتح علي العالم، بعيدا عن المهاترات أو التجريح الشخصي، بل بالحوار الموضوعي المهذب. جاءت سيرته أمام أحد رؤساء التحرير وهو بالمناسبة صديق أحبه وأحترمه فوصفه بأنه »قرآني« وحزنت كثيرا علي هذا »التوصيف« لسببين: أن الإشاعات طالت حتي علماء الإسلام، والسبب الثاني أن القرآني ينكر السُنة وكل ماقام به النبي (صلي الله عليه وسلم)، وهذا لاينطبق علي شخص الدكتور أحمد شوقي الفنجري الذي يري أن للوحي جناحين: القرآن والسُنة، إن من تابع كل مؤلفاته يجد اجتهاداته العصرية في استنباط رأي الدين في القضايا المستجدة علي المسلمين حيث تجمع فتواه بين قواعد الدين كما جاءت في الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، وبين حاجات العصر وتطور الحياة، فكيف أصف عالما بأنه ناكر للسُنة، وهو يستشهد بأحاديث رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حتي أنه هاجم الوهابيين والطالبان والكثير من الجماعات الإسلامية، بل يري أن الاجتهاد العصري يجب أن يبدأ من المنبع الأول في الإسلام وهو القرآن والسُنة، وليس من الفروع أي اجتهادات الفقهاء القدامي. المسلم العصري من وجهة نظر المفكر الكبير الدكتور أحمد شوقي الفنجري هو الذي يجمع بين الدين والدنيا، يعرف دينه من منابعه الأصلية في القرآن الكريم والسُنة النبوية الصحيحة، ويعشق كل فن جميل من موسيقي ورسم ونحت وتمثيل، ويحصل علي أعلي التخصصات في مهنته، وفي التكنولوجيا المتطورة. إذا كانت صفة من يدعو إلي كل وسائل ذلك التقدم »قرآنيا«.. فياليتنا جميعا »قرآنيون«؟!