علي الرغم من بدء الخطوات النهائية لانتخاب رؤساء الجامعات الجدد والتي ستحسم خلال الساعات القادمة.. إلا أن وتيرة الأحداث آخذة في التصاعد والسخونة بشكل مخيف..ففي حين فضل البقية الباقية من القيادات التي كانت مازالت مصرة علي البقاء في مناصبها الاستقالة بشكل حضاري وبما يحفظ ماء وجوههم .. أجبر البعض الآخر مثل الدكتورة هند حنفي رئيس جامعة الإسكندرية علي تقديم الاستقالة بعد أن حاصر الطلاب مكتبها وحدوث مشاحنات بين الطلبة والموظفين..كما تشهد انتخابات جامعة القاهرة العديد من الأزمات ..وهو ما يمكن أن نطلق عليه عن جدارة واستحقاق"حرب الرؤساء"!.. لكن لماذا وصلت إلي مرحلة الحرب؟!.. هذا ما نحاول الإجابة عليه فخلال الساعات الماضية ومع تزايد الضغوط عليهم وتدخل الحكماء في هذه الجامعات من شيوخ الأساتذة الذين هالهم المشهد وعلي حسب تعبير أحدهم لآخر ساعة: كنت أتمني ألا أشاهد الخلافات تصل إلي حد استقطاب كل فريق من الأساتذة جانباً من الطلبة إلي صفوفهم واستخدام الألفاظ والعبارات المسيئة مهما كان اختلافنا أو اتفاقنا مع هذه القيادات وكيف جاءت إلي مناصبها في حياتي« فقد توالت استقالات رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الذين كانو رافضين لفكرة الاستقالة ومصرين علي استكمال مدتهم القانونية في مناصبهم..فقد تقدم الدكتور مصطفي كمال رئيس جامعة أسيوط وثلاثة من العمداء باستقالاتهم وبشكل علني أمام نادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ..وفي جامعة قناة السويس تقدم 7 عمداء باستقالاتهم من مناصبهم.. أما الدكتورة هند حنفي رئيس جامعة الإسكندرية فقد رضخت للضغوط التي مورست عليها من قبل أعضاء مجلس الجامعة.. وقد علمت آخر ساعة أنه قد وقع خلاف حاد بينها وبين الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي رفض توفير الحماية لها وقال لها إنه لا يملك توفير الحماية لنفسه وأن استقالته يضعها في جيبه وأنه علي استعداد لتقديمها في أي وقت في حال وجود رغبة برحيله.. وأسفر ضغط أعضاء هيئة التدريس بجامعة سوهاج عن استقالة رئيس الجامعة وقدمها لوزير التعليم العالي.. وسيتم إجراء انتخابات خلال الفترة المقبلة. وفي جامعة القاهرة مازالت الأمور تسير وفقا للمصالح المتبادلة والخلافات بين الجميع .. فقد أعلن الدكتور عادل عبدالجواد عضو اللجنة المشرفة علي انتخابات رئيس جامعة القاهرة انسحابه من اللجنة اعتراضا علي رفض الطلب الذي تقدم به معظم المرشحين لمد مهلة عرض البرامج الانتخابية وتأجيل التصويت حتي نهاية الأسبوع المقبل. هذه الاستقالة أكدت وبما لايدع مجالاً للشك أن هناك خلافات قد نشبت بين عبدالجواد وبقية أعضاء اللجنة بسبب رفض عضوي اللجنة الآخرين الطلب الذي تقدم به 6 مرشحين من أصل 8 مرشحين لتأجيل التصويت ومد مهلة عرض البرامج الانتخابية بالإضافة إلي رفض عودة أعضاء المجمع الانتخابي لأعضاء تدريس كلياتهم ببرامج المرشحين والالتزام بقرار غالبية أعضاء التدريس الذي سيتم اتخاذه من واقع البرامج الانتخابية لكل مرشح.. وأمام هذا الأمر قرر الدكتور صلاح عز أبرز المرشحين المتنافسين علي المنصب الانسحاب من الانتخابات اعتراضا علي رفض المذكرة التي تقدم بها لتأجيل التصويت حرصا علي تكافؤ الفرص بين الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة المستقيل وبين باقي المرشحين الثمانية المتنافسين علي المنصب ..خاصة أن تخصيص ساعة واحدة فقط لعرض برامج المرشحين يصب في مصلحة الرئيس المستقيل لعدم كفايتها لإقناع المجمع الانتخابي ببرنامج المرشح. "الدكتور حسام كامل. رئيس جامعة القاهرة المستقيل وأحد المرشحين" قال لنا: إنه يحترم كل الزملاء والمرشحين وإنه من حق أي شخص أو حركة داخل الجامعة مساندة أي مرشح، مضيفا أن ما يرجوه أن تتم الانتخابات في الجامعة بكل شفافية، وإنه سيكون أول المهنئين لأي فائز آخر، وإنه ليس له تعليق علي أي من المرشحين أو قراراتهم الخاصة بهم سواء بالاستمرار في الانتخابات أو الانسحاب منها.. لكن المشهد الأكثر إثارة واستفزازا هو ما حصل في جامعة الإسكندرية حيث وصل الأمر إلي إن بعض القوي السياسية وجدت فيما يحدث فرصة لاستعراض العضلات ومحاولة استغلال الحدث لجذب مزيد من الأضواء أو اجتذاب شريحة هي بمثابة رقم صعب في أي معادلة سياسية مثلما حدث من أيمن نور- مؤسس حزب الغد والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- والذي زار الطلبة خلال اعتصامهم يوم الجمعة الماضي.. ودخل علي الخط أيضا الدكتور صفوت حجازي. لكن الأمر وصل إلي الأسوأ وهو ماكان الكل يتخوف منه حيث شهدت مساء السبت الماضي اشتباكات حامية بين عدد من الطلاب المعتصمين وعدد من الموظفين التابعين لرئيسة الجامعة د.هند حنفي التي استقالت من منصبها.. الأمر الذي تسبب في حالة من الهرج والمرج أمام مبني إدارة الجامعة وتوقفت حركة المرور تماما بمنطقة الشاطبي.. ما حدث أفزع الجميع حتي أن مجلس الجامعة ظل مجتمعا حتي الساعات الأولي من صباح يوم الأحد الماضي وحذر في البيان الذي أصدره من استخدام الطلاب والزج بهم لتحقيق "مآرب سياسية ضيقة"علي حد ذكر هذا البيان وانها لم تراع الموروثات الأصيلة في مجتمع الجامعة..وأنه – أي المجلس - قرر إجراء الانتخابات علي باقي المناصب القيادية التي لم تجر فيها الانتخابات حفاظاً علي العملية التعليمية.. وحرصاً من المجلس علي الاستقرار تقرر إجراء انتخابات عمداء الكليات والمعاهد التي لم تجر بها الانتخابات (41كلية) علي أن يتم الانتهاء من هذه الانتخابات في مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع.. كما تقرر البدء في إجراءات انتخاب رئيس الجامعة في اليوم التالي لانتهاء انتخابات عمداء الكليات والمعاهد المعنية علي أن يتم الانتهاء من هذه الانتخابات خلال أسبوعين ووفقا للقواعد والآليات التي حددها المجلس الأعلي للجامعات..إلا أن "الدكتور علي بركات عضو لجنة الحريات" اكد مواصلة الأساتذة إضرابهم عن المحاضرات والاعتصام بساحة الجامعة بعد قيام موظفي الجامعة بالاحتكاك بالطلاب وفتح خراطيم المياه عليهم لتفريقهم من أمام مكتب رئيس الجامعة.. وفي باقي الجامعات فإن الانتخابات تسير وفق وتيرة هادئة للغاية ودون أي أحداث لافتة للانتباه..علي الجانب الآخر أكد"الدكتور هاني الحسيني العضو المؤسس بمجموعة أساتذة 9مارس" أنه يدرس مع مجموعة من أعضاء التدريس" الطعن علي انتخابات الجامعة لانعدام قانونية اللجنة المشرفة علي الانتخابات.