في خطوة مفاجئة اعتبرها مراقبون ومحللون سياسيون تحركاً إيجابياً ضد حماقة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وبما يؤشر إلي استعادة وحدة الخليج وتصحيح الأوضاع في الدولة الشقيقة، أعرب الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، أحد كبار أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر (نجل حاكم قطر الأسبق)، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في قطر ودعا الحكماء والعقلاء من أبناء الأسرة المالكة وأعيان الشعب القطري إلي اجتماع أخوي وعائلي ووطني. وقال الشيخ عبدالله في بيان موقع بخط يده، الأحد الماضي، إن الغرض من الاجتماع هو أن »نتباحث فيه حول كل ما يخص الأزمة وما نستطيع عمله لنعيد الأمور إلي نصابها ولتقوية اللحمة الخليجية». وأشار الشيخ عبدالله إلي أن الأمور تتدهور حيث قال في بيانه: »أتألم كثيراً وأنا أري الوضع يمضي إلي الأسوأ، بلغ حد التحريض المباشر علي استقرار الخليج العربي، والتدخل في شؤون الآخرين ويدفع بنا إلي مصير لا نريد الوصول إليه، كما هو حال دول دخلت في نفق المغامرة، وانتهت إلي الفوضي والخراب والشتات وضياع المقدرات لا قدر الله». ونوه إلي أنه قد التقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مرتين مشيراً إلي أنه وجد حرصا شديدا من العاهل السعودي علي سلامة قطر وأهلها. ودعا الشيخ عبدالله إلي عدم الصمت والسكون في هذه الأزمة. البيان أحدث ردود فعل واسعة، حتي أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، قال إن »هناك استجابة وترحيب عدد من أفراد الأسرة بالبيان الذي أصدرته»، وأضاف في مداخلة أجرتها معه قناة »العربية»: »رحب الشيخ مبارك بن خليفة بن سعود آل ثاني بالبيان بشدة، وهناك آخرون أتحفظ علي ذكر أسمائهم الآن»، مؤكداً أن »الصمت خذلان لوطننا وأهلنا». من جانبه، أكد المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، أن بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، »يسعي إلي توحيد الصفوف» في قطر التي تواجه أزمة بسبب تعنت النظام. وقال الهيل، في تغريدة علي حسابه بموقع »تويتر»: »يا أهل قطر سمو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يسعي إلي توحيد الصفوف، ففشل نظام الحمدين في الالتزام بتعهداتهم يلزمنا بالتوحد من أجل الوطن». في غضون ذلك، وصف سعود القحطاني مستشار الديوان الملكي السعودي بيان الشيخ عبدالله، بأنه »بيان الكبار»، وقال القحطاني عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي »تويتر» إنه »بيان الكبار الذين يسعون لمصلحة بلادهم وأشقائهم. اللهم وفقه وسدده وبالشعب القطري الشقيق». وأكد أيضاً علي أن مساندة الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني الفورية للبيان دلالة واضحة علي أن تصرفات »تنظيم الحمدين لا تمثل أهلنا في قطر». في حين تفاعلت وسائل الإعلام في مصر والإمارات والسعودية، مع بيان الشيخ عبدالله بن علي، وحرصت علي نقله، ودعت إلي ضرورة الاستجابة لما جاء في نص البيان، بينما تصدر هاشتاج بعنوان »بيان الشيخ عبدالله بن علي» موقع تويتر، وغرد نشطاء خليجيون، احتفاءً بالبيان الذي اعتبروه »بياناً تاريخياً» وقال أحد النشطاء: »خير من يحكم قطر هو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني»، بينما قال آخر: »يعجبني كلامه وتفكيره من وجهه بدون ما يتكلم تحسون فيه الخير»، وقال آخر: »كلام عقلاني من رجل همه الأول الشعب القطري». واتهم البعض نظام تميم بدعم الإرهاب، حيث قال أحد النشطاء: »الشيخ عبدالله يستاهل كل خير لأن فيه خير لشعبه ودولته عكس الخونة والمرتزقة داعمي الإرهاب». يُذكر أن الشيخ عبدالله بن علي بن عبد الله آل ثاني، هو أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، حيث إن جده هو ثالث حكام قطر، الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، ووالده رابع حكام قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، وهو الأمر الذي أعطي زخماً كبيراً لدعوته التي أطلقها عبر بيانه الأخير.