لغة الإشارة هي لغة الصم والبكم، التي تعتبر طريقة التواصل الوحيدة معهم، وعلي الرغم من أهميتها بالنسبة لهم إلا أنها مهملة، حتي أن أعداد مترجمي الإشارة قليل جداً مقارنة بأعداد الصم والبكم، هذا ما أكدته ل»آخرساعة» إيمان عبدالفتاح معلم أول لغة إنجليزية بمدرسة الأمل للصم والبكم بشبين الكوم، وخبير ترجمة لغة الإشارة للصم، وأضافت أن العائد المادي الذي يتقاضاه مترجم الإشارة ضئيل جداً.. وإلي نص الحوار • هل قاموس لغة الإشارة للصم موحد عالمياً؟ لغة التخاطب والصم ليست موحدة، فهناك قاموس عربي خاص بالدول العربية، وقاموس للدول الأجنبية، وهناك مبادرة لتوحيد لغة الإشارة حول العالم، وهذا صعب حدوثه لاختلاف الثقافات والعادات والتقاليد، ومن المعلوم لدي العاملين بمجال التربية الخاصة بشكل عام والصم بشكل خاص أن لغة التواصل معهم ليست واحدة علي مستوي العالم فكل بلد له إشاراته الخاصة به، بل إن لغة الإشارة في البلد الواحد تختلف من إقليم لآخر، وتتوقف مفردات هذه اللغة الإشارية ودلالاتها علي ثقافة البلد وطبيعة البيئة التي يعيشون فيها، فمثلا لغة الإشارة المستخدمة في القاهرة تختلف عنها في الوجه البحري وتختلف عنها في الصعيد، وهناك جهود علي مستوي الوطن العربي لإصدار القاموس الإشاري العربي الموحد في محاولة جادة لتوحيد لغة الإشارة لدي الصم في الوطن العربي، كما أن هناك جهودا تقوم بها مصر لتوحيد لغة الإشارة المصرية من خلال بروتوكول التعاون بين وزارتي التعليم والاتصالات والأكاديمية المهنية للمعلمين من أجل تدريب واعتماد مدربين للغة الإشارة علي مستوي الجمهورية لاستخدامها في عموم مصر. كيف يتم تعلم لغة الإشارة وماذا عن الدورات التدريبية المتعلقة بهذا المجال؟ تعلم لغة الإشارة يتم من خلال دورات تدريبية تعقدها بعض المراكز المتخصصة مثل مركز الإرشاد النفسي بجامعة القاهرة، ومركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس، والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالقاهرة بالتعاون مع جامعة عين شمس، وبعض المراكز المعنية بالصم، لكن لا جدوي من كل هذه التدريبات ما لم تتم ممارسة لغة الإشارة مع الصم يومياً وباستمرار، ولغة الإشارة علم من العلوم الحديثة، كما يمكن تعلم لغة الإشارة من الصم أنفسهم من خلال التعامل والتعايش معهم. يشكو بعض الصم والبكم من عدم فهم لغة الإشارة من بعض المترجمين.. ما سبب ذلك؟ - ترجع الشكوي من عدم فهم الصم للغة الإشارة من بعض المتعاملين معهم إلي اختلاف الثقافات، وكذلك لأن الكلمة الواحدة قد يكون لها أكثر من إشارة، فالإشارة التي يعرفها الأصم غير التي يعرفها المترجم الذي يتعامل معه. أيضا يرجع السبب في ذلك إلي نسبة تعليم الصم، فالمتعلمون منهم يفهمون لغة الإشارة سريعاً مقارنة بغير المتعلمين، ومن الأسباب أيضاً أن بعض العاملين في المجال لا يطورون من أنفسهم مهنياً بحيث لا يطلعون علي الجديد في لغة الإشارة الحديثة ويبقون متمسكين بما هو قديم وغير مستعمل. عدد مترجمي الإشارة في مصر هل يعد كافياً؟ - أعداد مترجمي لغة الإشارة في مصر قليلة مقارنة بعدد الصم، وهذا ما لاحظته الدولة وتحاول معالجته من خلال تدريب مترجمين للغة الإشارة من خلال بروتوكول تعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات. هل هناك فرص لتوظيف مترجمي الإشارة في مهن تناسب قدراتهم تلك؟ - لا يوجد أماكن معينة لتوظيف مترجمي إشارة الصم، حتي أنه لا يوجد مسمي وظيفي تحت اسم مترجم لغة إشارة للصم في جدول وظائف العاملين بالدولة، وبالتالي فبعض المترجمين هم من المعلمين العاملين في مدارس الصم والبكم، وبعضهم تابع لبعض الجمعيات والمؤسسات المجتمعية المهتمة بالصم. برأيك، هل يتوافر المناخان المعنوي والمادي الجيدان لمترجمي الإشارة؟ - العائد المادي والمعنوي الذي يتقاضاه مترجم لغة الإشارة ضئيل للغاية مما يجعل الكثيرين يحجمون عن العمل في هذا المجال، فجميعهم يبحثون عن عمل يدر عليهم دخلاً وفيراً، لكن للأسف ما يلقاه مترجمو الإشارة عكس ذلك حتي أنهم لم يجدوا أماكن مناسبة للعمل فيها، فيما عدا بعض المراكز الخاصة بتعليم الصم بمقابل مادي لا يذكر. كمعلمة صم وبكم، ما الصعوبات التي تواجهكم أو قد تواجه الطلاب أثناء العمل؟ - نحن كمعلمي صم وبكم نجد صعوبة من حيث عدم توافر وسائل الاتصال التكنولوجية بالطلاب لأن الطلاب الصم يعتمدون كلياً علي حاسة البصر، والتكنولوجيا البصرية مهمة جداً فيجب تزويد جميع فصول الصم بأجهزة الحاسب الآلي والسبورات الذكية وعن طريقها نستطيع نقل الدروس للطلاب بصورة سهلة جذابة، والمشكلة الأكبر تكمن في المناهج الدراسية التي لا تناسب طلاب الصم والبكم نهائيا والتي يجب تغييرها بالكامل، كما أننا نطالب بتطبيق قرار المجلس الأعلي للجامعات بقبول التحاق الصم والبكم بالتعليم الجامعي لأنه حتي الآن لم يطبق ويجد معظم الصم والبكم صعوبة في الالتحاق بالجامعة بعد انتهائهم من التعليم الثانوي.