تستضيف قاعدة محمد نجيب العسكرية فعاليات التدريب المصري الأمريكي المشترك »النجم الساطع» 2017، خلال الفترة من 10 إلي 20 سبتمبر الحالي، وذلك بعد 8 سنوات من توقفها بسبب أحداث ثورة 25 يناير 2011. ويعتبر تدريب النجم الساطع »المصري الأمريكي» من أهم التدريبات المشتركة ويعكس عمق العلاقات ومستوي التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين، كما يأتي استمراراً لسلسلة من التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة ويسهم التدريب هذا العام في تعزيز العلاقات الاستراتيجية والأمنية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر باعتبارها صاحبة الدور القيادي في مكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط. وتتضمن فعاليات المناورة »النجم الساطع» هذا العام تنفيذ مشروع تكتيكي بالذخيرة الحية لعناصر مشتركة من المشاة الميكانيكي والمدرعات المصرية والأمريكية، مصحوبة بأنشطة جوية وبحرية تجريها عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية، كما يعقد علي هامش التدريب تنظيم ندوة بحثية يتم خلالها تبادل الرؤي فيما يتعلق بالموضوعات الاستراتيجية المطروحة علي الساحة الدولية والجهود المبذولة في ضوء الاستراتيجية المصرية الشاملة لمكافحة الإرهاب . ويشتمل التدريب كذلك علي العديد من الأنشطة والفعاليات من بينها تنفيذ مشروع مراكز قيادة مشترك لعناصر هيئات القيادة من الجانبين باستخدام الحاسب الآلي للتدريب علي مكافحة التهديدات المختلفة وفقا لأحدث منظومات القيادة والسيطرة الآلية، كذلك التدريب العملي المشترك علي أعمال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب في المناطق المأهولة التي يتم تنفيذها داخل ميدان التدريب علي القتال في المدن، وقد شهدت الأيام الماضية تنظيم وصول القوات الأمريكية المشاركة والتحرك إلي مناطق وميادين التدريب التخصصية . وتعكس تدريبات النجم الساطع عمق علاقات التعاون الاستراتيجي بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية، حيث تم تنفيذ التدريب علي مدار 12 دورة سابقة بدءا من عام 1981 حتي عام 2009، وشارك به العديد من الدول الشقيقة والصديقة سواء بقوات أو بصفة مراقبين. ويأتي استمراراً لسلسلة من التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة المصرية بمختلف أفرعها وتخصصاتها . وأكد اللواء أ.ح محمد الشهاوي المستشار بكلية القادة والأركان عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن عودة مناورات النجم الساطع المصري مع الجانب الأمريكي تؤكد عمق وقوة العلاقات بين الإدارة الأمريكية الجديدة والإدارة المصرية في ظل تداعيات المنطقة الحالية وما تموج بها من تحديات ومواجهة للعمليات الإرهابية في سيناء. وقال الشهاوي إن المناورات تهدف إلي تبادل الخبرات العسكرية بين مختلف المدارس العسكرية وكل ما هو جديد في نظم التسليح العسكري الحديثة نظرا للتقدم العلمي والتكنولوجي مع خلق أواصر التعاون والصداقة بين مختلف الدول المشاركة، مشيرا إلي أن المناورات تشمل تدريبات متنوعة من مشاركة كل أفرع القوات المسلحة والقوات الخاصة »الصاعقة والمظلات» للقيام بأعمال إبرار جوي وإنزال بحري في أوقات متزامنة وقريبة مع الإغارة علي الأهداف العدائية واحتلالها وتأمنيها وعزل الاحتياطات المعادية وكل أشكال الرمي التكتيكي مع تأمين كل الأهداف الحيوية والاستراتيجية ضد أعمال التخريب والتسلل ضد مختلف العدائيات للعدو. وأكد أن الحروب غير التقليدية ربما تكون أحد أبرز مجالات التدريبات المشتركة بين مصر وأمريكا في مناورات النجم الساطع، مضيفا أن قاعدة محمد نجيب العسكرية التي تم افتتاحها في شهر يوليو الماضي هي قيمة مضافة جديدة لفكرة قيام التدريبات بها مما يدل علي مجموعة من الاستراتيجيات المستهدفة من القيادة العامة للقوات المسلحة. وحول توقف المناورات من الجانب الأمريكي لنحو 8 سنوات واختيار قاعدة محمد نجيب العسكرية لاستضافتها مجدداً قال اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق إن تأخر المناورات العسكرية للنجم الساطع إلي 8 سنوات بسبب قيام أحداث 25 يناير، بالإضافة إلي ما آلت إليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما تجاه مصر وعدم اعترافه بالإدارة المصرية في ثورة 30 يونيو عندما فشل في تقسيم الشرق الأوسط بطريقته مع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، بالإضافة إلي قيام مصر بتنويع مصادر السلاح مما أدي بأمريكا إلي ضرورة التعاون، واختيار قاعدة محمد نجيب العسكرية يرجع إلي مساحتها الكبيرة وقدرتها علي استيعاب عدد كبير من القوات المشاركة بالمناورات بالإضافة إلي مواكبتها مع مختلف الأسلحة الحديثة. وقال الغباري إن هذا النوع من المناورات يأتي في إطار الخروج بخطط حربية حديثة تكون بأقل الخسائر واكتساب خبرات لكل الأطراف المشاركة لصقل مهارات وخبرات كلا الطرفين للتعرف علي أحدث الأنواع الحديثة من الأسلحة وطرق استعمالها. وشدّد الغباري علي أن كل دول العالم تحتاج إلينا في جميع المجالات وخاصة المجال السياسي والعسكري لأن مصر لديها دائما جديد لاسيما في المجال العسكري لأن مصر شهدت أساليب حديثة في محاربتها للإرهاب بعد ثورة 30 يونيو من خلال عمليات حق الشهيد »1و2 و3» وغيرها ثأرا للشهداء من الضباط والجنود ضد التكفريين والإرهابيين.