رفض 12 طعنًا بانتخابات الشيوخ.. وتأييد استبعاد 3 مرشحين لحزب النور    بنسبة نجاح لا تقل عن 55%.. شروط المعاهد الصحية العسكرية 2025 للقوات المسلحة    خطوة جديدة فى مشروع عملاق    الرئيس الأمريكى ترامب يطرح حل أزمة سد النهضة مقابل تهجير الفلسطينيين والسيسي يرحب    أحمد هاشم رئيسًا لتحرير مجلة "أخر ساعة"    جامعة الفيوم تجري اختبارات القدرات للراغبين في الالتحاق ب كلية علوم الرياضة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025.. والعطلات الرسمية المتبقية خلال العام في مصر    «رواد تحيا مصر» تواصل التوعية بمخاطر المخلفات الإلكترونية بمركز شباب دمياط    «الصناعة» و«التخطيط» تبحثان جاهزية القطاع للتعامل مع آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)    وزير البترول يبحث سبل دعم أنشطة الاستكشاف والإنتاج وتعزيز الشراكة التقنية    استيفاء الاشتراطات البيئية والصحية شرط إصدار تصاريح المشروعات ومحطات المحمول في الشرقية (تفاصيل)    محافظ الجيزة يتفقد أعمال رصف وتطوير الأتوستراد ومشروعات "حياة كريمة"    إزالة 8 حالات تعدي واسترداد أراضي بناء بالشرقية    محافظ قنا يتفقد مصنع الغزل لمتابعة أعمال التشغيل ويوجه بتطويره وزيادة قدرته الإنتاجية    وزير الدفاع الإسرائيلي ينشر فيديو لحظة قصف هيئة الأركان السورية عند ذكر اسمه (فيديو)    21 شهيدًا فلسطينيًا أثناء انتظار المساعدات بخان يونس    رئيس الوزراء يتابع تسليم الوحدات السكنية للموظفين المنتقلين للعاصمة الإدارية    البرلمان العربي يدين التصعيد الإسرائيلي المتكرر على أراضي لبنان وسوريا    بوريل: الاتحاد الأوروبي سمح باستمرار الإبادة الجماعية في غزة    بسبب تهريب 2 مليون لتر وقود.. إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية في خليج عمان (تفاصيل)    «مكنش حد يعرفه».. جمال عبدالحميد يهاجم زيزو ويختار بديله في الزمالك    بيراميدز يبدأ معسكر تركيا غدًا استعدادًا للموسم الجديد    محمد إبراهيم يفوز برئاسة الاتحاد العربي لرياضة الفنون القتالية المختلطة «MMA»    عقب إعلان رحيله.. ريال مدريد يعلن موعد تكريم فاسكيز في حفل رسمي    تقارير: راشفورد يدخل دائرة اهتمامات ليفربول    خالد الغندور ينتقد أساليب تقديم صفقات الأهلي والزمالك: "رسائل تافهة تثير الفتنة"    إصابة 6 أطفال في حريق التهم معرض موبيليا ب الدقهلية    «تموين المنيا»: ضبط 137 مخالفة خلال حملات تفتيشية على الأسواق    «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالعصى بسبب خلافات الجيرة في الشرقية    السيطرة على حريق في مزرعة دواجن بقرية دمشقين بالفيوم دون إصابات    ضبط محطة وقود بتهمة بيع المواد البترولية المدعمة بالسوق السوداء بأبنوب في أسيوط    الداخلية تنقذ طفلين وتضبط المتهمين بتعذيبهما في الإسكندرية    بعد تداول فيديو يوثق الواقعة.. حبس شاب هدّد جيرانه بسلاح أبيض في الفيوم    «الإنقاذ النهرى» بالبحيرة تنجح فى إنتشال جثتين لضحايا انقلاب سيارة    "الصوفية والحداثة".. عنوان إفتتاح مهرجان الأوبرا الصيفى على المكشوف    سوزي الأردنية وكيرو على ريد كاربت «الشاطر».. جدل حول حضور «التيكتوكرز» عروض الأفلام    رسالة واتساب السر.. كواليس أغنية «حفلة تخرج من حياتي» ل تامر حسني    محمد علي رزق: «فات الميعاد» من أمتع الكواليس اللي مريت بيها| خاص    مفاجأة عاطفية.. توقعات برج الثور في النصف الثاني من يوليو 2025    أول تعليق من لميس الحديدي بعد إنهاء تعاقدها مع قناة ON    تواصل مناهضة الفرق البريطانية لدعهما غزة .. إلغاء تأشيرات "بوب فيلان" الأمريكية بعد أغنية "الموت لإسرائيل"    بين الحب والاتباع والبدعة.. ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2025؟    نائب وزير الصحة يتابع مستجدات السياحة العلاجية بشراكات دولية    مبادرة الألف يوم الذهبية.. نائب وزير الصحة في ندوة علمية بالمنيا لدعم الولادات الطبيعية    لحماية الذاكرة.. 8 أطعمة تساعد على الوقاية من ألزهايمر    محافظ شمال سيناء: مبادرة 100 يوم صحة نقلة نوعية لتوفير رعاية شاملة للمواطنين    تقديم 1214 خدمة طبية مجانية خلال قافلة بقرية قصر هور في المنيا    أوقاف السويس تنظم ندوة بعنوان نعمة الماء وحرمة التعدي عليها    كوميديا ودراما اجتماعية.. "ريستارت" يحصد 91 مليون جنيه منذ عرضه    «السياحة» تطلق حملة إلكترونية للترويج لمصر بالتعاون مع WEGO    أكاديمية الشرطة تستضيف دورتين تدريبيتين بالتعاون مع الصليب الأحمر    ليفربول يدرس خطوة مفاجئة نحو نجم مانشستر يونايتد المهمّش    بعد 12 عامًا.. خلفان مبارك يغادر الجزيرة الإماراتي    بالتنسيق مع الأزهر.. الأوقاف تعقد 1544 ندوة بشأن الحد من المخالفات المرورية    قتلى ومصابون جراء قصف روسي على عدة مناطق في أوكرانيا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعلنا لنعمك شاكرين وبقضائك راضين    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025    ما حكم اتفاق الزوجين على تأخير الإنجاب؟.. الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المباحث الفيدرالية تجند ضباطها للبحث عن تورط الرئيس مع روسيا.. وأنصاره يردون بفيلم يثبت شذوذ إدجار هوفر مؤسس الجهاز !
حرب خفية في واشنطن بين الرئيس والاستخبارات !
نشر في آخر ساعة يوم 25 - 08 - 2017

أول من كشف هذه الفضيحة الكاتب الشهير أرنست هيمنجواي فسعي هوفر إلي توريطه في قضية نقل السلاح لكاسترو وجيفارا في كوبا !
محقق الاتهامات روبرت مولر مدير سابق للمباحث الفيدرالية والكونجرس يستعد لحمايته من الإقالةبقرار عاجل !
تشكيل لجنة محلفين عليا من نواب البرلمان لا أحد يعرف أعضاءها للبحث في مدي قوة الأدلة قبل توجيه الاتهامات الجنائية للرئيس تمهيداً لإقالته !
ابن ترامب وزوج ابنته ومدير حملته يعترفون بلقاء محامية روسية لها صلة بالكرملين ادعت أن لديها »معلومات ضد»‬ ستقضي علي هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية !
لكن علي الجانب الآخر نجح ترامب في تخفيض البطالة وزيادة فرص العمل وتخفيض
الضرائب وتشجيع الاستثمارات الوطنية .. فهل تنقذه إنجازاته الاقتصادية من متاعبه السياسية ؟
جمعتني الصدفة بالرجل الذي أسقط نيكسون وسألته : كيف تتجسس الأجهزة علي الرئيس والمفروض أن عليها حمايته ؟
وكانت إجابته : الأجهزة الفاسدة تبتز الرئيس لو فسد.. والأجهزة المستقيمة تسقطه لو انحرف !
نصيحة ابن خلدون لترامب:»‬لو اختلطت السياسة بالتجارة فسدت السياسة وبارت التجارة» .. لكن هل عمل بها قبل الإجهاز عليه ؟
يجذب »‬لوبي» فندق »‬ريتز كارلتون» حي »‬بكهيد» صفوة المجتمع الراقي في مدينة »‬أتلانتا» عاصمة ولاية »‬جورجيا» بجانب ضيوف قناة »‬سي إن إن» الأخبارية الشهيرة التي يقع مقرها الرئيسي علي بعد عشر دقائق بالسيارة من الفندق الذي اقمت فيه أكثر من مرة وأعرف الكثير من العاملين فيه .
في صيف عام 2005 لفت »‬رضوان» الجرسون اليمني الأصل نظري إلي رجل »‬عجوز» يجلس بالقرب من النافذة المطلة علي حديقة الفندق وقال لي هامسا: »‬إنه مارك فيليت أو الحنجرة العميقة.. حديث أمريكا الان.. هل سمعت عنه ؟».
أجبت دون تردد: »‬قطعا فهو المصدر الخفي في فضيحة ووترجيت التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون في 9 أغسطس عام 1974 بعد اتهامه بالتجسس علي مقر الحزب الوطني المنافس في مبني ووترجيت الشهير في واشنطن الذي نسبت إليه الفضيحة».
كان الرجل الذي تجاوز التسعين من عمره يتناول قطع »‬الكرواسون» الصغيرة التي تقدمها إليه ابنته مغموسة في القهوة قبل أن يغادرا المكان إلي ستديوهات »‬سي إن إن» حيث سيتحدث عن أسرار الفضيحة التي أخفاها أكثر من 32 سنة مقابل مليوني دولار دفعتها شركة مبيدات حشرية لتنفرد وحدها بالإعلانات المصاحبة للحوار.
ولم تكن صدفة أنني كنت في ذلك الصباح أقرأ مجلة »‬إنفنتي فير» التي منحها فيليت سبق الكشف عن شخصيته مقابل ثمانية ملايين دولار.
نشرت المجلة مقالا كتبه المحامي جون دو كورنر اعترف فيه أن كان ينقل معلومات فيليت إلي بوب وود وورد الصحفي في »‬واشنطن بوست» الذي كشف الفضيحة هو وزميله كارل برينشتين وكتما ذكر المصدر مثلما كتم فيليت الحقيقة حتي عن أقرب الناس إليه في عائلته بسبب منصبه الرجل الثاني في المباحث الفيدرالية (أف بي أي) الذي يشغله».
والمباحث الفيدرالية وكالة من وكالات الاستخبارات الأمريكية (19 وكالة) مهمتها مكافحة التجسس ومواجهة الإرهاب وتعقب قضايا الفساد بجانب قائمة أخري من الجرائم لها سمات عامة مشتركة في البلاد.
لم أشأ الكشف عن مهنتي الصحفية وأنا أقترب من فيليت وإلا امتنع بحكم عقود الحصرية عن الكلام وربما المصافحة.. كنت أبدو وأنا مبتسم وكأني معجب بموقفه مثلما يحدث عادة مع نجوم المجتمع الأمريكي علي اختلاف مجالاتهم ولم تعترض ابنته علي جلوسي معهما ولم تمنع الدردشة معه فقد كانت تريده أن يكون يقظا قبل تسجيل الحوار التليفزيوني معه.
لم ينف فيليت إنه تحمس لفضح نيكسون بعد أن رفض إزاحة مدير المباحث الفيدرالية جون إدجار هوفر وتعيينه مكانه.
كان هوفر قد تولي منصبه في 10 مايو 1924 وظل فيه حتي وفاته عن 77 سنة في 2 مايو 1972 مسجلا رقما قياسيا غير مسبوق.. نحو 48 سنة.. خدم فيها ستة رؤساء (روزفلت وترومان وإيزنهاور وكيندي وجونسون ونيكسون) كسب رضاهم بتستره عن فضائحهم هم ومعارفهم وأسعدهم كثيرا بجمع فضائح خصومهم وسربها إلي الصحافة حسب تقرير»محققي الهيئة التشريعية العليا»في الكونجرس عام 1975 الذي أثبت انتهاكه لكثير من الحقوق المدنية لمنتقدي السياسات الحكومية.. ولكن.. الادانة حدثت بعد وفاته.. فلم يكن أحد يجرؤ علي الاقتراب منه في حياته.
وحاول فيليت تقليد هوفر بأن اقتحم منازل أقارب وأصدقاء منظمة يسارية تدعي»يدر أندرجراوند»عام 1980 وحوكم بتهمة تلفيق اتهامات لمواطنين أبرياء.. لكن بعد سبعة شهور عفا الرئيس ريجان عنه وأرسل نيكسون زجاجة شمبانيا إليه.. نوعا من الشماتة فيه.
والحقيقة أن نيكسون كان واحدا من أفضل رؤساء الولايات المتحدة.. فقد ألغي قاعدة تقييم العملات برصيد الذهب.. وجعل الدولار بديلا لذلك.. كما كان أكثر الرؤساء الأمريكيين أدبا.. فقد لغي من تقارير الأمن التي تعرض عليه تقرير الفضائح الجنسية لحكام العالم.. لكن.. إنصافه لم يأت إلا متأخرا حين صدرت من أعوام قليلة عدة كتب تتحدث عن حنكته وخبرته.
لكنها.. سطوة الأجهزة التي توحشت حتي التهمته كما يحدث كثيرا مع مدربي الأسود والنمور فالطبع يغلب التطبع أو التطبيع.. فالرئيس يمكن أن يكون دمية بين أصابعها.. تحركه كما تشاء بدعوي الخوف علي حياته.. وتحدد له علاقاته واتصالاته طبقا لقواعد الاشتباه.
سألت فيليت: »‬كيف يجرؤ جهاز أمني علي مراقبة الرئيس وتدبير مكيدة لإسقاطه ؟».
نظر إليّ بريبة بدت واضحة في عينيه رغم خفوت بريقهما قائلا: »‬هذا سؤال غير متوقع من شخص عادي لم أتعرض له من قبل هل تقول لي ماذا تعمل ؟».
لكنه لم ينتظر إجابة وأضاف:»في كل جهاز أمني مجموعة صغيرة منتقاة ترصد تصرفات الرئيس لحمايته لكنها قد تفاجأت بانحرافه أو فساده وفي هذه الحالة قد تبيع ما لديها من معلومات للرئيس نفسه طلبا لترقية أو أملا في مكافأة أو قد تقدمها لخصومه من باب الانتقام منه كما حدث في »‬ووتر جيت» فقد كنت أكره نيكسون وعجزت عن إقناعه بتجاوزات هوفر الأخلاقية قبل السياسية رغم الأدلة التي قدمتها إليها».
تذكرت تلك الوقائع وأنا أتابع الصراع الشرس القائم والمتواصل بين الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ومديري مكتب المباحث الفيدرالية بسبب التحقيقات التي تجريها لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ورغم أن ترامب يصف تلك الاتهامات بأنها »‬ثرثرة فارغة» و»‬تهمة ملفقة» فإنه لم يتردد في إقالة مستشار الأمن القومي مارك فلين بعد تعيينه بفترة وجيزة لعلاقته بروسيا ولمنع »‬الميديا» من افتراسه والإيقاع به بما يقرب الحبل من رقبة ترامب نفسه خاصة أن فلين طلب إعفاءه من المساءلة الجنائية لو وافق علي الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس.
ولم يتردد ترامب في إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومبي الذي كان يقود فريق التحقيق في القضية ولكن ذلك لم يمنع ضباط التحقيقات الفيدرالية من مداهمة منزل بول مانافورت مدير الحملة الانتخابية لترامب والحصول علي وثائق تساعد في التحقيقات التي يشرف عليها روبرت مولر الذي كان هو ايضا رئيسا سابقا للمباحث الفيدرالية لمدة 12 سنة بقرارين من جورج بوش وباراك أوباما مما ضاعف من الصراع بين البيت الأبيض والأجهزة الأمنية خاصة المباحث الفيدرالية.
ومولر الجمهوري محقق محترف.. حاصل علي الماجستير والدكتوراة في القانون.. سبق أن اختير مدعيا عاما قبل أن يتفرغ للمحاماة.
وشكل مولر هيئة محلفين كبري من نواب الكونجرس ليستمعوا إلي ما يصله من أدلة قوية تكفي لتوجيه اتهام جنائي للرئيس.. ولكن.. في الوقت نفسه تسعي أغلبية في الكونجرس إلي حماية مولر من إقالته بقرار من ترامب.. خاصة أنه معين بقرار من وكيل وزير العدل رود روزنشتاين في 17 مايو الماضي.. ويتيح قرار الكونجرس إذا ما صدر تظلم مولر منه أمام القضاء إذا ما اقيل بلا سبب مقبول.
ساندت قنوات جمهورية ترامب في صراعه مع المباحث الفيدرالية بتكرار عرض فيلم»بابا»خمس مرات في شهر واحد.. والفيلم يروي قصة صحفي شاب (إد مايلز) في جريدة»ميامي جلوب»يرتبط بصداقة متنية بالكاتب الأمريكي الشهير أرنست هيمنجواي الذي كان يناديه الجميع »‬بابا» وسافر مايلز ليلقاه في كوبا حيث اختار العيش مع زوجته الثانية الثرية ماري.
وقد حاولت المباحث الفيدرالية تجنيد مايلز للإيقاع بهيمنجواي بتهمة مساعد ثوار كوبا الذين يقودهم فيدل كاسترو وأرنستو جيفارا ضد حكم الجنرال بياتستا.. ولكن مايلز يرفض خيانة هيمنجواي بل إنه يوقع بأحد ضباط إدجار هوفر بعد أن لفق قضية لشاب برئ يمت بصلة نسب لزعيم المافيا في كوبا ترافاكانتي.
يطلب زعيم المافيا ترافاكانتي مايلز في أحد فنادق هافانا ليشكره علي إنقاذ صهره وليرد الدين إليه برسالة تحذير ينقلها إلي هيمنجواي الذي قرأ كل كتبه بأن المباحث الفيدرالية تسعي للإيقاع به بعد أن أجبرت الضرائب علي مطاردته حتي دفع 40 ألف دولار كانت كل ما يملك.
واضاف ترافاكانتي: »‬إن هناك شخصا شديد الأهمية في واشنطن يريد الانتقام من هيمنجواي مهما كلفه الأمر».
يكشف هيمنجواي عن سبب معاداة المباحث الفيدرالية له بواقعة كان بطلها ضابط في هذا الجهاز الأمني الخطير.
كان الضابطا بصحبة مدير المباحث الفيدرالية هوفر الذي لم يتزوج عندما تناولا وشخص ثالث الخمر حتي كادوا أن يفقدوا الوعي وفوجئ الضابط الصغير بأن هوفر وصاحبه يرتديان ملابس النساء ويراودنه عن نفسه.. وكان ما كان.
وما أن فاق الضابط الشاب في اليوم التالي حتي روي ما حدث لصديقه هيمنجواي الذي شعر بخطورة ما سمع فاحتفظ لنفسه بالسر.
لم تمر عدة أيام حتي قتل الضابط في ظروف غامضة وكان الوحيد الذي يعرف حقيقتها هو هيمنجواي لكنه لم يبح بها إلا عندما سمع وهو تحت تأثير الخمر شخصا يمدح في هوفر ويعتبره بطلا قوميا فخرج هيمنجواي عن صمته وأفرغ ما في صدره وروي القصة الخفية التي يعرفها.
لم يكن من الصعب أن يصل ما رواه هيمنجواي إلي هوفر فقرر الإنتقام منه بأن قرر الهجوم علي سفنيته وهو في عرض المحيط ليجمع السلاح الذي ينقله للثوار منها وعرف همينجواي بما يدبر له فألقي بالأسلحة والذخائر في المياه ولم يستطع رجال هوفر تلفيق التهمة إليه بأسلحة من عندهم فقد كان الصحفي الشاب إد مايلز بجانب هيمنجواي علي سطح السفينة.
لكن.. لم تمر سوي أسابيع قليلة حتي انتحر هيمنجواي بعد أن شعر بعجزه عن الكتابة وعجزه عن ممارسة الحب قائلا: »‬لم تعد لي قيمة في الحياة».. وقد تحول بيته في هافانا إلي متحف زارته عندما زرت هافانا بصحبة الدكتور ممدوح حمزة في عام 2008.. واحتفظت ذاكرتي بكلمة منسوبة إلي زوجته وتحت صورتها في المتحف: »‬الفقراء هم الذين لا يملكون سوي المال».
أرادت تلك القنوات بتكرار عرضها للفيلم الإساءة غير المباشرة للمباحث الفيدرالية التي تعتبر هوفر الأب الروحي لها ويعتبره كل رجال ذلك الجهاز الشرس معلمهم الأكبر حتي أنهم أطلقوا اسمه علي مقرهم الرئيسي في واشنطن.
أكثر من ذلك اتهمت قناة فوكس نيوز مولر بالتحيز ضد ترامب خاصة بعد أن جاء ميلر بطاقم محققين غير السابق مباشرتهم للقضية قبل تعيينه.
كان كل ما يريد ميلر إثباته: هل تخلص ترامب من جيمس كومي أعاق مسار العدالة ؟.. ما حدود تورط مايكل فلين وبول مانافورت في التعامل مع الروس ؟.. وما الذي جري في لقاء نجل ترامب وصهره جاريد كوشنر وبول مافورت بالمحامية الروسية ناتاليا فيزيلنتيسكايا قبل التصويت في الانتخابات الرئاسية ؟ وهل كان ترامب علي علم مسبق باللقاء أم عرف به بعد حدوثه ؟.
ولم ينف ترامب جونيور حدوث الاجتماع بل ووافق عليه بعد أن عرضت المحامية الروسية عليه معلومات قد تلحق ضررا كبيرا بالمنافسة هيلاري كلينتون ولكن »‬كانت تصريحاتها غامضة وملتبسة وغير منطقية واتضح سريعا أنه لا توجد لديها معلومات».
واضاف: إن أحد معارفه من مسابقة ملكة جمال الكون عام 2013 رتب الاجتماع مع المحامية الروسية وذكرت صحيفة »‬واشنطن بوست» إن الشخص المعني هو منظم الحملات الدعائية الغنائية روب جولدستون الذي لديه صلات قوية بصناعة الموسيقي في روسيا.
واستطرد: إن فيزيلنيتسكايا كانت تسعي لتدخلنا في إلغاء العمل بقانون ماجنتسكي وهو قانون مرره الكونجرس عام 2012 يمنع تأشيرات دخول وتجميد أرصدة المسئولين الروس الذين يعتقد ضلوعهم في قضايا ضد حقوق الإنسان.
لكن.. علي الجانب الآخر فإن هناك نقاط ضعف في موقف ميلر.. منها أن وكيل وزارة العدل روزنشتاين الذي عينه محققا عاما هو صاحب المذكرة التي أطاحت بمدير المباحث الفيدرالية جيمس كومبي ويمكن أن يكون روزنشتاين شاهدا في القضية مما يضعه هو وميلر في حالة من تضارب المصالح.. كما أن معرفة ميلر بالشاهد كومبي تخلق حالة أخري من تضارب المصالح.
علي أن الأهم هو أن ترامب سيقف في النهاية أمام الكونجرس بأغلبيته الجمهورية ويصعب توقع أنها ستضحي به حتي لا يستفيد الديمقراطيون من الموقف رغم أن كثيرا من النواب الجمهوريين لا يحبونه ولا يطيقونه.
والأكثر أهمية.. أن ترامب حقق مكاسب اقتصادية عاجلة في شهور قليلة أسعدت ملايين من المواطنين العاديين الذين لا يهمهم سوي توفير الحليب والخبز والمسكن والدواء والسيارة والوظيفة والخدمات الجيدة لعائلتهم فالشعوب في النهاية تمشي علي بطنها.
لقد خفض ترامب معدل البطالة إلي أربعة في المئة وخلق 500 ألف وظيفة جديدة وجلب عقود تسليح وطائرات مدنية من دول الخليج بمليارات غير مسبوقة ووعد بتخفيض الضرائب علي الشركات التي لا تسثمر فوائضها في الخارج بنسبة لن تقل عن عشرين في المئة.
هنا.. ينتقل الصراع بين النخبة السياسية التي تريد الإطاحة بالرئيس والأغلبية الصامتة التي يوفر لها الرئيس فرصة أفضل للمعيشة.
لكن.. قبل أن تضع هذه القضية الحرجة نهايتها تفجرت قضية أشد صعوبة تورط فيها ترامب بلسانه الذي لا يكف عن الثرثرة العارية من شعور لم يصله بعد أنه رئيس دولة متنوعة الأجناس والأديان والألوان وانها اكتسبت تميزها بذلك التنوع المدعوم بوثيقة الحقوق المدنية التي أقرت في الكونجرس منذ عام 1789 بعشر تعديلات دستورية منعت التمييز بين المواطنين وساوت بينهم تماما.
لكن.. بوصول ترامب إلي الحكم بدأت النزعة العنصرية المتطرفة تعود إلي البلاد.. وبدأت تظاهرات للبيض (61 % من السكان)تطالب بتمييزهم عن السود (14 % من السكان)والأسيويين والمكسيكيين والعرب (6 % من السكان)وعادت من جديد جماعات إرهابية مثل كلو كلاكس كلان كانت تتواري وراء أقنعة وهي تحرق بيوت الملونين وتقتلهم وظهرت مرة أخري لافتات علي بعض المحلات تمنع دخول الكلاب والزنوج.
وفي إحدي هذه التظاهرات قتلت امرأة سوداء واستهان ترامب بدمائها فكان الهجوم عليه شرسا وبهذا الحادث انتقلت متاعبه من القمة مع النخبة إلي القاع مع الأغلبية الصامتة التي كان يراهن عليها.
وربما يفيد ترامب هنا ما ذكره عبدالرحمن بن خلدون قبل سنوات بعيدة:»لو اختلطت السياسة بالتجارة فسدت السياسة وبارت التجارة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.