مجموعة من الرسائل الهامة والمؤثرة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلي للقوات المسلحة من قلب قاعدة محمد نجيب العسكرية، الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث وجه الرئيس كلمات قوية إلي الدول الراعية والممولة للإرهاب، كما تحدث إلي المصريين، وخاطب أهالي الشهداء، وأشاد بعزيمة وإصرار رجال القوات المُسلحة والشرطة المصرية. وخلال افتتاحه لقاعدة محمد نجيب العسكرية، وحضوره لتخريج دفعات جديدة من خريجي الكليات العسكرية، والاحتفال بالعيد الخامس والستين لثورة 23 يوليو، وجه الرئيس التحية لاسم الرئيس الراحل، محمد نجيب، الذي تحمل القاعدة العسكرية الجديدة بمدينة الحمام غرب الإسكندرية اسمه، تكريمًا لإسهامه الوطني في لحظة دقيقة وفارقة من تاريخ مصر. وأكد الرئيس، أن هذا الصرح العسكري يمثل إضافة لجهد وعطاء الأجيال السابقة، حيث تم تطوير المدينة العسكرية التي كانت في نفس هذه المنطقة، لتصبح قاعدة عسكرية جديدة ومتطورة. ورحب السيسي خلال الكلمة بضيوف مصر من الدول العربية الشقيقة، مشيرًا إلي ما تمثله مشاركتهم في هذه الاحتفالية من تأكيد علي وحدة الصف والتضامن العربي، مؤكدًا أن مصر وهذه الدول الشقيقة تتشارك في التعاون والبناء وحماية السلام وليس الدمار والتآمر وبث الفرقة بين الشعوب. كما وجه الرئيس تحية خاصة إلي أسر الشهداء والمصابين، مؤكدًا أنهم قدموا أغلي ما يملكون حماية لمصر من هجمات الإرهاب والتطرف ومحاولات إسقاط الدولة، مشيرًا إلي أن الحفاظ علي مقدرات شعب قوامه يقترب من 100 مليون مواطن ليس بالأمر اليسير. وأضاف أن أعداء مصر يريدون النيل من معنويات الشعب عن طريق بث الإحباط، مؤكدًا أن هذا لن يحدث وأن الأعداء لن ينجحوا في النَيل من مصر ولا من أشقائها في المنطقة، مؤكدًا أن مصر ملتزمة بمبادئها بعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة، وأهمية احترام هذا المبدأ وعدم التدخل في شئون الدول. كما وجه الرئيس التحية والاحترام للشعب المصري، تقديرًا لوعي الشعب وصبره وتحمله لمتطلبات الإصلاح الاقتصادي، مشيرًا إلي أن شعب مصر قرر تغيير واقعه وبناء بلده بعرقه وصبره وتحمله، بحيث تصبح مصر دولة تعتمد علي نفسها. وأكد السيسي، أنه ، يدرك جيدًا حجم المعاناة الناتج عن ارتفاع الأسعار، كما يدرك أيضًا أن هذا الشعب عظيم ويحافظ علي مصر ويرفع شأنها وهو سند للأمة العربية بأسرها في الحق والسلام والبناء. وقال السيسي، في كلمته، موجهًا حديثه إلي قادة وزعماء العرب المشاركين في الافتتاح: »اسمحوا لي أن أرحب بكم مجددًا علي أرض مصر، بين شبابها الذين يحتفلون ونحتفل بهم اليوم بمناسبة تخرجهم من كلياتهم ومعاهدهم.. إنّ تواجدكم اليوم بيننا، لهو تأكيد علي وحدة الصف والتضامن العربي، ودليل جديد علي ما يجمع بلداننا وشعوبنا من مصير مشترك، وتعاون بناء لمواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية.. فبِاسمي وبِاسم الشعب المصري أتوجه إليكم بكل التحية والتقدير والاحترام، لكم ولشعوبكم الشقيقة». وتحدث الرئيس إلي شعب مصر العظيم، قائلًا: »نحتفل اليوم معًا بتخريج دفعات جديدة من شباب مصر الأوفياء، لينضموا إلي جيش مصر العظيم في مختلف أفرعه، متسلحين بما تلقوه في كلياتهم ومعاهدهم من علمٍ حديث، وتدريبٍ راقٍ، وبناءٍ متكاملٍ للشخصية، وعقيدةٍ قتاليةٍ وطنية، لينالوا عن جدارة واستحقاق، شرف الدفاع عن الوطن وحماية حدوده، وصون كرامة أبنائه، ورفع رايته عالية خفاقة دومًا بإذن الله، كما نحتفل اليوم كذلك، بافتتاح صرح عسكري جديد، يجسد ما وصلت إليه القوات المسلحة المصرية، من تطويرٍ يضاهي أحدث القواعد العسكرية في العالم.. صرحٌ يحمل اسم الرئيس الراحل محمد نجيب، تكريمًا لإسهامه الوطني، وبرهانًا علي وفاء مصر لابن من أبنائها، تصدي للعمل الوطني في لحظة دقيقة وفارقة، فلم يتردد لحظة، وإنما أظهر من الشجاعة والبطولة ما يستحق معه أن نتوقف أمام اسمه بالتقدير والاحترام». وإلي الخريجين من رجال القوات المسلحة الباسلة، قال الرئيس: »تبدأون اليوم حياتكم العملية في ظرف إقليمي ودولي دقيق، يتطلب منكم أقصي درجات اليقظة والاستعداد القتالي، ويتطلب منكم كذلك معرفة مجموعة من المبادئ الأساسية، التي آمل أن تقود مسيرتكم خلال الفترة المقبلة، فلتعلموا أن شرف خدمة هذا الوطن العظيم، لا يدانيه شرف، وأن التضحية في سبيل أمنه واستقراره وكرامته، هي واجب علي أبنائه المخلصين، ولتعلموا أن القوات المسلحة، التي تتشرفون اليوم بالانضمام إليها، هي مؤسسة وطنية عريقة، آلت علي نفسها منذ القدم، أن تصون هذا الوطن وتحمي مقدرات أبنائه، وأنها مؤسسة ذات تقاليد عسكرية راسخة، تقوم علي الكفاءة والفاعلية والانضباط والفداء، والولاء التام للوطن». أضاف: »ولتعلموا كذلك أن شعب مصر العظيم، وضع علي الدوام كامل ثقته في جيشه، ويكن له التقدير والاحترام والدعم، وأن هذا الجيش كان دائمًا علي مستوي المسئولية التي حمّله إياها الشعب، وكانت وستظل العلاقة بين الشعب وأبنائه في القوات المسلحة، سرًا مصريًا أصيلًا، وعهدًا أبديًا بإذن الله، فكونوا، يا أبنائي وبناتي، أهلًا لهذه المسئولية ومستحقين لهذا الشرف، كونوًا قدوةً ومثلًا طيبًا، حافظوا علي الخلق القويم، والانضباط العسكري، وواظبوا علي طلب العلم والمعرفة الحديثة بدأب واجتهاد، وقبل كل ذلك كونوا عارفين بقدر وطنكم، عاقدين العزم علي رفع رايته والحفاظ علي مجده والمساهمة في حمايته وتنميته». وقال: »في كل مرة أتحدث إليكم أتوجه بالشكر والتقديروالاحترام، ولا أقول ذلك علي أنه كلمات معسولة لكنه تقدير حقيقي، إن وعي المصريين وفهمهم لمتطلبات الإصلاح وصبرهم أمر تقدره الدول الخارجية أيضًا، متابعًا: »لما بسافر بلاد كثيرة يعربوا عن اندهاشهم من الشعب المصري ورد فعله من الإجراءات، فكنت بقول المصريين أرادوا بجد تغيير واقعهم ويكونوا دولة تعتمد علي نفسها وتحترم نفسها وعارفين إن دا صعب، أنا ببقي مسنود بكم، وفي عزة بكم، بتبقي كرامة مصر مرفوعة بكم». وشدد علي ضرورة تغيير واقعنا وبناء مصر بأيدي الشعب المصري، وعرقه وصبره وتحمله، مستطردًا: »هو أنا مش عارف الأسعار عاملة إزاي والمواطن بيعاني إزاي، لا طبعًا، لكن أنتم شعب عظيم جدًا كل التحية والتقدير لكم». وأكد أن شعب مصر سند مصر وهو من بيحميها ويحافظ عليها ويرفع شأنها، كما أنه سند أشقائه العرب مثلما هم سند لنا. ولأسر الخريجين قال السيسي: »هنيئًا لكم بأبنائكم وبناتكم، لكم كل التحية والتقدير علي ما غرستموه في أنفسهم، من قيم التضحية والتفاني وحب الوطن، وأؤكد لكم أن كل ابن من أبنائكم هو ابن لمصر كلها، وأن مصر فخورة بهم، وأنها لا تنسي أبناءها المخلصين ولا تقابل العطاء إلا بالعطاء، كما أتوقف في هذه المناسبة، لتوجيه تحية تقدير واعتزاز لأرواح الشهداء، شهداء مصر من أبطال القوات المسلحة والشرطة، ممن ضحوا بأرواحهم الغالية ليحيا شعب مصر في أمان.. أقول لأسرهم اليوم: إن هذا الوطن أصيلٌ، وبارٌ بأبنائه مثلما هم بارون به، وإن مصر وشعبها، يعلمون حجم ما قدمتموه من تضحيات، وما تكبدتموه من آلام، وستكونون وأبناؤكم دومًا محل رعاية الوطن وعنايته، كما ستكون ذكري أبطالنا، عنوانًا للأمل، ورمزًا للإلهام، وقدوة في التضحية، لنًا جميعًا، كما أتوجه بخالص التهنئة للخريجين الجدد من الدول العربية الشقيقة، والذين شاركوا أبناء مصر التعليم والتدريب والاستعداد القتالي.. نقف معًا جميعًا اليوم لنقول للعالم أجمع، أننا نتشارك في البناء وليس التدمير، في التعاون وليس التآمر، في الحفاظ علي السلام وليس في بث الفرقة والنزاع بين الدول والشعوب». ووجه الرئيس حديثه إلي شعب مصر العظيم، قائلًا: »نحتفل بالذكري الخامسة والستين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة، هذا اليوم الخالد من أيام مصر، الذي استرد فيه المصريون حكم بلادهم، وبدأوا بعده مسيرة طويلة وشاقة من الكفاح، لتحقيق آمالهم في الاستقلال والحرية والتنمية.. تَجاوَزَ تأثيرُ الثورة نطاقَ مصر، وألهمت الشعوب عبر العالم، ليصبح التحرر الوطني حقيقة واقعة، ويصبح حق الشعوب في تقرير مصيرها أمرًا مسلمًا به، نتذكر في هذا اليوم اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائد ثورة يوليو، الذي تجسدت فيه آمال المصريين نحو الحرية والكرامة، فعبر عنها بإخلاص وكبرياء، ووَضَعَ اسم مصر في مكانة عالية إقليميًا وعالميًا، واجتهد لمواجهة تحديات عصره بكل طاقته وقدرته». تابع السيسي: »إن الإرهاب ظاهرة معقدة، لها جوانب متعددة، ولعل من أهمها، وطال الصبر عليه، هو دور الدول والجهات التي تقوم برعاية الإرهاب وتمويله.. فلا يُمكن تصور إمكانية القضاء علي الإرهاب من خلال مواجهته ميدانيًا فقط، والتغافل عن شبكة تمويله ماديًا، ودعمه لوجستيًا، والترويج له فكريًا وإعلاميًا، ولا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات، فيتسبب في مقتل مواطنينا، بينما يتشدق في ذات الوقت بحقوق الإخوة والجيرة، ولهؤلاء نقول: إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعلونه لن يمر دون حساب، وأوكد للجميع، أن مصر ستظل علي عهدها، دولة محبة للسلام وداعمة له، بكل قوة جيشها وشرطتها ومفكريها وجميع أبنائها، وستظل عصية علي الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه، وسيظل شعبها علي عزيمته رافضًا للإحباط، وستعلو إرادته دومًا فوق إرادة أعداء الإنسانية». وقال، إنه بالرغم من أن دول المنطقة تجمعها نفس اللغة والدين والثقافة إلا أن لكل دولة خصوصياتها، مشيرًا إلي أن حجم مصر وتعداد سكانها أضعاف ما في بعض الدول، وتساءل عن السبب الذي يدعو البعض إلي التدخل في شؤون مصر الداخلية، مطالبا إياهم بالكف عن ذلك قائلا: »هنا دي دولة لن تسمح أبدا ولا شعبها أن يتدخل أحد في شئونها». وواصل حديثه إلي شعب مصر، قائلًا: »لم ولن نتخذ الإرهابَ يومًا كذريعة لتعطيل الحياة الطبيعية للمجتمع، رغم ما تفرضه مواجهته من أعباء جسيمة ومتطلبات استثنائية.. ولم نتخذ الإرهابَ يومًا كمبرر لعدم الاستمرار في تحديث اقتصادنا وإصلاحه وتحقيق التنمية الشاملة، وإنما نتخذ تحدي الإرهاب كحافز إضافي، لبذل مزيد من الجهود علي كافة المسارات، وفي ذات الوقت». واختتم قائلًا: »أتوجه إليكم جميعًا مجددًا بالتحية والتهنئة، كل عام وأنتم بخير، ومصر العزيزة بأمان واستقرار وتقدم، والأمة العربية في رخاء وازدهار، ودائمًا نردد جميعًا: تحيا مصر - تحيا مصر - تحيا مصر - تحيا الأمة العربية».