هل دخلت الجامعات النفق المظلم؟!.. سؤال أصبح البحث عن إجابة له وواقعية مطلبا ملحا وضروريا لا من أبناء الجامعة (قيادات وأساتذة وطلابا بل وإداريين) فقط بل هو مطلب المجتمع كله في ظل اتفاق جميع المعنيين عن ملف الانتخابات الخاص بالقيادات الجامعية علي أن ألا يتفقوا وتمسك كل طرف برأيه..بل ودخلوا في مرحلة العناد وتكسير العظام مما يهدد العام الجامعي الجديد بألا يكون مستقرا هذا إن بدأت فيه الدراسة في الموعد المحدد له في الأول من أكتوبر القادم.. الموقف شهد اتجاها نحو مزيد من التصعيد بعد ذهاب آلاف من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية والذين اجتمعوا بمؤتمر "الفرصة الأخيرة" بنادي تدريس القاهرة يوم الأحد الماضي في مسيرة إلي مجلس الوزراء وتقدموا بورقة بمطالبهم إلي الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء.. وتتضمن هذه المطالب ضرورة إصدار مرسوم قانون لوقف العمل بالمادة 112من قانون تنظيم الجامعات المنظمة لوجود رؤساء الجامعات، ثم إقالة رؤساء الجامعات الحاليين، وبالتالي لن يستطيعوا الطعن علي القرار أمام الإداري وضرورة الالتزام حرفيًا بمقترح انتخاب القيادات الجامعية، ورفض أي تعديل عليه بما في ذلك تعديلات المجلس الأعلي للجامعات ،كما أعلن الأساتذة عن تضامنهم مع كل الزملاء الذين حركوا دعاوي قضائية ضد القيادات الحالية بموجب قانون الغدر، معتبرين أن القيادات الحالية فاسدة وخالفت القوانين وأضرت بمصر ضررًا بالغًا، وقرر المؤتمر إعداد قائمة سوداء للقيادات للجامعات، وقرروا ملاحقتها أمام المحاكم.. "الدكتور خالد سمير.. منسق حركة استقلال جامعة عين شمس وممثل مجموعة الأساتذة " يقول: الحركة قامت برفع دعوي عاجلة أمام محكمة القضاء الإداري تحمل رقم52668 لسنة65 قضائية لإيقاف الانتخابات ولإيقاف ما وصفته بالمسرحية الهزلية التي تم فيها تزوير ما اختاره أعضاء هيئة التدريس وتفصيل قواعد لا تساوي بين الكليات ولا أعضاء هيئة التدريس.. وتستبعد الشباب وتضع شروطا تعجيزية تؤدي في النهاية إلي تعيين بقايا الحزب الوطني لبعضهم البعض. إن ممارسة ضبط النفس وإعلاء الاستقرار ومصلحة الوطن والاستماع إلي الوعود الكاذبة من الحكومة تم فهمها من السلطات الحالية علي أنها نوع من الضعف، رغم أن ذلك لن يثني أعضاء هيئة التدريس عن المضي في طريق الإصلاح.. وقررنا مقاطعة التمثيلية الهزلية لإعادة إنتاج بقايا نظام مبارك الفاقد للشرعية..كما قررنا التنسيق مع الاتحادات الطلابية وجميع الحركات الطلابية والجامعية لاتخاذ كل ما يلزم من تحرك علي الأرض لتطهير الجامعات من فلول الحزب الوطني.. إن بقايا الوطني يضحون بالطلبة والجامعات واستقرار الوطن في سبيل مصالحهم الشخصية والمادية منها خاصة.. ويقول "الدكتور عادل عبد الجواد..المتحدث باسم حركة جامعيون من أجل الإصلاح -المحسوبة علي الإخوان المسلمين –": آن الأوان أن نرفع صوتنا، ونحن أكثر فئة حريصة علي مصر، ونقول لرؤساء الجامعات من الفلول لن نسكت بعد اليوم". بعض الحكماء وشيوخ التدريس بمختلف الجامعات عرضوا التوسط لحل الأزمة الحالية من خلال منح المسئولين وخاصة وزير التعليم العالي الفرصة لتعديل آليات الانتخاب المثيرة للجدل وسد الثغرات التي تسمح لرؤساء الجامعات بتعيين القيادات الجامعية في المرحلة الانتقالية مقابل إرجاء الدعوة للاعتصام والإضراب الشامل في بداية الدراسة ومنح الوزير مهلة لإقناع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات المستمرين بتقديم استقالتهم مع نهاية الفصل الدراسي الأول في العام الجامعي الجديد .. هذا الاقتراح أدي إلي وجود حالة من الانقسام في الرأي بين أساتذة الجامعات وبين الروابط والحركات الجامعية.. ففي الوقت الذي أعرب البعض عن قبولهم هذا المقترح مقابل قبول الاستقالات المقدمة فورا من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الراغبين في الاستقالة.. بالإضافة إلي سد ثغرات آليات الانتخابات وضمان نزاهتها التامة..رفض آخرون المقترح وأعلنوا تمسكهم بإقالة جميع القيادات الجامعية قبل بداية العام الدراسي..وحجتهم في ذلك أن الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء نفسه وعد بعزل جميع القيادات بنهاية شهر يوليو الماضي حتي لا تتعطل الدراسة بعد خروج مظاهرات ضخمة تطالب بإقالة تلك القيادات عقب قيام الثورة ولم يتم تنفيذ هذا الوعد.. تعليقا علي ذلك يقول"الدكتور عبد الجليل مصطفي..مؤسس مجموعة أساتذة 9مارس" :يجب أن تلتزم وزارة التعليم العالي بنص المقترح الذي أقره أكثر من84٪ من أعضاء هيئة تدريس الجامعات في الاستفتاء الذي أجرته الوزارة وسحب التعديلات التي أدخلها المجلس علي آليات مقترح الانتخاب بالإضافة إلي ضرورة تصديق المجلس العسكري علي المرسوم الصادر عن مجلس الوزراء بإعفاء جميع القيادات الجامعية الحالية عن مناصبها قبل بداية العام الدراسي الجديد. الطلاب بدورهم بدأوا يظهرون ويدلون بدلوهم في هذا الملف من خلال تأكيدهم علي بدء الإضراب بالجامعات اليوم الثلاثاء حيث قرر ائتلاف طلاب مصر الذي يضم مجموعة كبيرة من القوي السياسية تتجاوز 15 ائتلافا طلابيا الإبقاء علي الموعد المحدد لانتفاضة الجامعات المقرر لها اليوم الثلاثاء رغم تعديل موعد الدراسة إلي أول أكتوبر..وتضمنت الحركات المشاركة (حركة شباب 6 أبريل بالجامعات، وحركة كفاية، وشباب من أجل التغيير، وأحرار عين شمس، وأحرار حلوان، وأحرار الإسكندرية، وأحرار سوهاج، وأحرار بنها، وأحرار قنا، وأحرار قناةالسويس، وشباب "العدالة والحرية"، وشباب من أجل التغيير، وحركة ائتلاف الشباب الاشتراكي، والاتحاد الاشتراكي المصري واتحاد أندية الفكر الناصري في جامعات مصر، ورابطة طلاب العمل الإسلامي، وجبهة أحرار إعلام, وائتلاف طلاب الجامعات الخاصة)..كما أعلنت مجموعة من طلاب الجامعة الأمريكية عن استباق المليونية بالدخول في اعتصام مفتوح بساحة الجامعة اعتبارا من ظهر الاحد الماضي اعتراضا علي زيادة المصروفات بنسبة 9٪ والمطالبة بعدم تدخل امن الجامعة في ممارسة الأنشطة الطلابية. . في المقابل بدأت هناك أصوات آخذة في الارتفاع داخل مختلف الجامعات تعترض علي تلك الائتلافات ويقولون إنهم لايمثلون جميع أعضاء هيئات التدريس بالجامعات..وأنهم لا يحملون توكيلاً أو صفة للتحدث عن عموم أعضاء هيئة التدريس ..وليس من حقهم تبني مطالب بعينها وتدعي أنها مطالبهم جميعا وتتفاوض مع الجهات الرسمية التي اتهموها هي الأخري بمنح هؤلاء شرعية أنها ممثلة للكل ..كما أن هؤلاء يلقون التهم جزافا علي جميع القيادات الجامعية في مختلف الكليات والمعاهد وان هؤلاء الأساتذة يشوهون زملاءهم أمام الرأي العام ويظهرونهم علي أنهم كلهم كانوا خداما للنظام وأنه جاء بهم من أجل تنفيذ ما يملي عليهم وكذلك التشكيك في ذممهم المالية والسلوكية..لدرجة أن أحد هؤلاء الرافضين لما يحدث حاليا داخل الجامعة إلي حد وصفه بالعبث إلي القول لآخر ساعة: أعلم أن حقوقنا كرامتنا قد اهدرت في عهد النظام السابق لكن من أجل البقية الباقية من الانضباط والالتزام اللذين كان يتمتع بهما أعضاء هيئة التدريس بالجامعة يجب إيقاف هذا الجنون والتفرق والتشرذم فكلنا زملاء منا من أخطأ متعمدا أو مجبراً في ظل نظام فاسد ومعظمنا أخطأ بدرجات مختلفة فمن ترك عمله وفضل عمله الخاص أو سعي إلي منصب خارج كليته فقد خان واجبه ولايهمني الآن من يوجد في مركز القيادة ولكن المهم والمؤكد أن ولاءه سيكون لأعضاء هيئة التدريس فلا يوجد نظام يحميه وسيجدنا نحاسبه بلا خوف.. من ناحية أخري بات من المؤكد إجراء الانتخابات الجامعية علي المقاعد الشاغرة فقط والتي فرغت إما لاستقالة شاغريها أو إحالتهم إلي سن التقاعد..يذكر أنه يوجد اكثر من 130 قياده شاغرة بما يمثل 40٪ من الأماكن القيادية بالجامعة من بينهم 8 رؤساء جامعات هم رؤساء جامعات المنصورة وكفر الشيخ والمنوفية وبنهاوقناةالسويس لانتهاء مدتهم القانونية ..أما جامعتا بني سويف والزقازيق فأصبحتا شاغرتين بعد تعيين رئيسيهما محافظين فيما بعد فضلا عن خلو منصب رئيس جامعة دمنهور بالإضافة إلي 122 عميد كلية.