افتتحنا صباح 9/9 جمعة " تصحيح المسار " بفيديو انتشر عالنت بسرعة البرق ، يصور نزول بلطجية بالشوم من سيارتين للأمن المركزي ودخولهم من بوابة المتحف المصري بميدان التحرير ..قلنا البشاير هلت يافتاح ياعليم .. صحيح د. فاروق العوضي مدير المتحف نفي في الأهرام تاني يوم كونهم بلطجية ، وأكد أنهم المجندون ، أفراد شرطة تأمين المتحف أثناء وصولهم بالزي المدني لاستلام وردية الصباح ..لكنه نسي يطلب من الشعب التبرع للشرطة لشراء ملابس رسمية للمجندين عشان نميز مابين العسكر والألتراس ..وبين البلطجية اللي هجموا علي وزارة الداخلية لحرق ماتبقي من ملفات إدانة البلطجية ومحرضيهم الكبار .. ماعلينا. نزلت قبل صلاة الجمعة اتفرج بعيني علي استعدادات يوم إنقاذ الثورة ، الذي سبقته تحذيرات صريحة من تخطي الحدود الحمراء لأمن الوطن ..خصوصا أن الجيش والبوليس أعلنا الانسحاب من تأمين المتظاهرين !!.. في الطريق ، وأمام الاستاد ، رأيت الميكروباصات واتوبيسات الرحلات فاقت حدود جراجات الاستاد واحتلت النواصي .. حشود الفلاحين وصلت من الفجرية للاحتفال في وقت غير مناسب ، بعيدهم الأول بعد ثورة يناير !!.. أكيد كلهم فلاحين لا بلطجية ولا عسكر متنكرين ، لأنهم بالجلاليب وبؤجة الغدا والبرانيط الأمريكاني ..أمم اختلفت الجرايد في عددهم مابين خمسين وعشرين ألف فلاح غير الأطفال !!..طبعا ، مش عيد رسمي وتليفزيون ومذيع ووزير ، وتوزيع هدايا عقود تمليك .. ده غير فرحة جرأة الشكاوي ، وفصاحة قصائد المدح في أي مانح لأي حاجة . لكن المشهد واختيار اليوم مريب جدا، وتجميعهم يثير التساؤلات والشكوك ..كل فلاح في هذه الحشود تسلم خمسين جنيها من الجمعية الزراعية بمحافظته مكافأة الاشتراك في العيد – بإجمالي تلاتين مليون جنيه تكبدتها وزارة الزراعة غير أجرة النقل !!.. وطبعا سجل اسمه ورقم بطاقته في كشوف البركة .. يعني أصبح متوفرا في سوق الانتخابات الآن آلاف الناخبين الذين لا ينتمون لأي حزب او اتجاه سياسي او ديني ، لا إخوان ولا شيوعيين .. فلاحين مصريين خام ، أغلبهم أمي لايريد إلا الستر وتوصيل المياه لأرضه وتخفيض سعر السماد وتقسيط ديونه للجمعية مقابل شراء مبيدات مغشوشة ، يطفح عموم المصريين محصولها المسمم مجبرين لأنها أرخص من الحيوي .. ترك غيطه وجاء منبهرا بفكرة أن الثورة قامت وسيتفرج عليها في ميدان التحرير .. وأن الفساد اندحر وكل النوايا شفافة ، وأن مصر خلاص اتغيرت، بدليل إعلان نقابة للفلاح هاترجعه قيمة وسيما تاني زي أيام عبد الناصر والخمس فدادين وفيلم الأرض .. نقابة ستطالب بحق 15مليون فلاح مصري في المعاش والتأمين الصحي أسوة بالعمال .. وسيأخذ كل فلاح بعون الله والأحزاب ، وقناة إرشاد الفلاحين الفضائية الجديدة الخير حزم حزم .. إيشي معاش وإيشي رشاوي انتخابات وإيشي شهرة ومخاطبة المسئولين فيس تو فيس ..وربما يصبحون أبطال إعلانات قطونيل لأن حجم الملابس الداخلية للفلاح أكبر ، وشلح الجلابية في حياته تلقائي يجنن من الواقعية !!..ويمكن كمان شركة لينك تمنحه " أوفر" تحفه ويشترك معاها و" يتدبس" في اشتراك يدفع تمنه شهورا مقدما ومايتوصلش النت ، حرصا من شركة لينك علي مصلحته ومصلحة الوطن الذي انهار ويحتاج عافية لتقليم التربة وغرس أساس بناء علي نضافة ..وربما تري شركة لينك أن الفلاح لازم يظل ينام المغرب ويصحي الفجر ، وممكن النت يبوظ أخلاقه بالعلم والمعرفة ، ويسهّره محسورا علي العمر اللي ضاع في الطيابة ، فينكر جميل الحكومة التي منت عليه بنعمة سلام الجاهل ، فيهمل رعاية المحصول وتنهزم الثورة بسبب النت .. وهذه شكوي مني لوزير الاتصالات من عدم التزام الشركة بعقودها وعقدي معها هو الدليل . خرجنا عن الموضوع لأن حالنا الآن هو كوميديا سوداء ..لكن الخلاصة أن الفلاحين في رأيي تم استغلالهم وحشدهم بحجة عيدهم ، اصطادوهم مثل جثة معرضة للنسور الجائعة لأصوات في الانتخابات ، ولحشود ترحمهم من استنزاف البلطجية وصياعتهم وغدرهم ، لأنهم في النهاية مرتزقة ربهم المال ..بينما الفلاحون حاليا أقل جشعا ، ومازالت قلوبهم خضراء ..والدليل تصديقهم انه عيدهم ومن العار تأجيله حتي وسط كل هذه الفوضي الضاربة في الوطن .. ولسذاجتهم توجهوا جماعة بثقة وعشم للوزير مباشرة في قاعة كبار الزوار بالاستاد ..وربما حملوا معهم زيارة فلاحي .. ولم يتصوروا ان الوزير مستخبي منهم في القاعة وسط حراسة مكثفة .. لكنهم غضبوا واقتحموا القاعة لإبلاغه أن كلهم عندهم دش ، مش محتاجين قناة خاصة تتكلف ملايين مهدرة لن تخدم الا الدعاية لإنجازاته ليستمر وزيرا طول العمر .. وثانيا للشمشمة بخباثة علي طريقة توزيع ال 100 فدان المستصلحة في رابعة وبئر العبد وجنوب القنطرة شرق التي ستوزع عليهم أمام التليفزيون ليستعدوا للتصوير ويعدلوا البرانيط . وانتهي العيد ياسادة ياكرام باقتحام الفلاحين للقاعة ، وخروج الوزير من العيد في حماية فرقة من قوات الجيش والشرطة ، وبتوزيع خمسة عقود فقط .. وإعادة الفلاحين إلي غيطانهم مكسوري الخاطر لكن شافوا الوزير واتفسحوا ببلاش واتفرجوا علي الثورة في الميدان .. اما الخبثاء منهم ففرحانين موت ، لأن وزارة الزراعة ومديرياتها وناس تانية ، تملك الآن كشوفات جاهزة - شفافة غير مزورة - بأسماء وأرقام بطاقات علي الأقل عشرين ألف فلاح تصلح هدية انتخابات نزيهة مقبولة للي يقدرها ويدفع تمنها ..ورغم الحزن الذي سببته أحداث هذا اليوم خارج الميدان ، لكن مازال الأمل قويا في وعي وإصرار شباب الثورة علي الوصول بالشعلة للنهاية .