يسود المجلس الأعلي للآثار حالة من الهدوء الحذر.. عقب ندب محمد عبد الفتاح أمينا عاما للمجلس، ومنذ تولية المسئولية منذ أسابيع قليلة قام الرجل ببعض الإصلاحات والقرارات التي يراها بعض الأثريين أنها بداية لتطهير المجلس من بعض الإدارات التي كانت تمثل عبئا ماديا.. الغريب في الأمر أنه حتي هذه اللحظة لم يتم تعيين عبد الفتاح أمينا عاما للمجلس الأعلي للآثار وبالتالي فهو مازال بدرجة وكيل وزارة. وبالتالي لايمتلك الحق في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن الآثار المصرية إلا بعد موافقة مجلس الوزراء عليها خصوصا فيما يخص المعارض الخارجية، وبالتالي فإن التأخر في إصدار القرارات من الممكن أن يضيع آثارنا الموجودة في الخارج لأن مجلس الوزراء ليس علي دراية كاملة بالعملية التي تدار بها الآثار. في مكتبه بالزمالك قابلني محمد عبد الفتاح قائلا (أنا متأكد أني سوف أترك هذا المكان خلال شهر أو شهرين ولكن أريد فقط النهوض بمستوي العاملين في الآثار وأعمل علي عودة السياح للماكن الأثرية . ❊❊ وسألته بمناسبة عودة السياح للأماكن السياحية ماذا أتخذتم من قرارات بشأن ماحدث للأماكن السياحية مثل شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي تحول بعد التطوير الذي تكلف الملايين إلي شارع خردة ؟ يقول عبدالفتاح: إن شارع المعز مشكلته تكمن في دخول الباعة الجائلين بعد أن كان هذا المكان مغلقا أمامهم ولكن بعد الثورة دخل الباعة وافترشوا الأرض، لكن الشرطة قامت بتمشيط هذا الشارع من الباعة الجائلين مرتين أو ثلاث مرات ولكنهم يعودون مرة أخري عند غياب الشرطة. ويضيف بأن هناك اقتراحا بعمل نقطة شرطة في شارع المعز بالتعاون مع شرطة المرافق وتم عرض المذكرة لإصلاح البوابات الإلكترونية وأرسلت للواء محمد الشيخ رئيس قطاع المشروعات بالإضافة لعمل 14 كشكا للحراسة. ❊❊ وماذا بخصوص التعديات التي وقعت علي المناطق الأثرية ؟ نسبة للمناطق الأثرية هناك تعديات كثيرة حدثت خصوصا في المناطق النائية وهذه أكبر مشكلة تواجهنا ولابد من تكاتف جميع الإدارات والوزارات. وعموما بدأنا في تسليح الحراس في جميع المناطق ولكن محتاجين إلي آخرين حتي يتم تأمين المناطق بالكامل خصوصا أن الشرطة لم تعد بقوتها حتي الآن إلي المناطق الأثرية، لكن الجيش يتعاون معنا ضد هذه الاعتداءات علي المواقع الأثرية . ❊❊ بمناسبة الحديث عن آثار الجنوب يقال إن طريق الكباش قد اختفي مرة أخري بسبب عودة الأهالي للمنطقة بعد تطويره والتعديات التي حدثت عليه؟ - طريق الكباش لم يحدث له تعديات لكن المشروع متوقف، لكننا عملنا دفعة للمشروع ودبرنا أربعة ملايين جنيه مستحقات للشركة التي تقوم بتنفيذ المشروع لاستكمال الحفائر، وأرسلت للواء سامح خطاب تدبير 100 مليون جنيه لهذا المشروع وسوف نفتتح جزءين من طريق الكباش في منتصف نوفمبر القادم . ❊❊ قلت إنك استطعت توفير مبلغ 100 مليون جنيه لطريق الكباش وأيضا توفير مبلغ لترميم هرم زوسر وهذا يعني أن المجلس الأعلي للآثار لم يفلس كما قيل، من أين ظهرت فلوس الترميم فجأة ؟ المجلس استدان قرضا بقيمة 350 مليون جنيه مرتبات ونحن أدخلنا من 15 إلي 20 مليون جنيه من عائدات المواقع والمتاحف الأثرية بعد الثورة وهذه لاتعتبر مبالغ كويسة لأن المتحف المصري كان بيدخل للآثار في الأيام العادية في الشهر الواحد 22 مليون جنيه في أيام الذروة لكن من شهر يوليو الماضي والتي حصلنا فيه علي السلفة لم يدخل أي إيراد إلي المجلس بسبب توقف السياحة وهذه السلفة نصرف منها مرتبات الموظفين فقط التي تصل إلي 26 مليون جنيه في الشهر . ❊❊ هل 62 مليون جنيه تدخل فيها مرتبات المستشارين الذين كثر عليهم الكلام في الآونة الأخيرة بأن مرتب المستشار الواحد يصل إلي أكثر من ألف جنيه شهريا ؟ - يقول محمد عبدالفتاح: من هم مستشارون المجلس؟ ويجيب علي نفسه كانوا مستشارين قانونيين وبعض أساتذة الجامعات وكلمة مستشار داخل فيها حاجات كثيرة فمثلا عندنا في قطاع المتاحف نريد عقلية أمن تدير أمن المتاحف فقمت بالاستعانة بثلاثة عمداء من القوات المسلحة لتأمين المتحف المصري والمتحف القبطي والإسلامي بدأ مرتبهم من 1500 جنيها فقط وعندما تم رفع راتبهم أصبح ألفين وخمسمائة جنيه فقط وهؤلاء أثبتوا كفاءة عالية في الشغل وعموما المستشارون كلهم عددهم 57 مستشارا، ويضيف عبد الفتاح أنا مرتبي ثلاثة آلاف ومائتي جنيه فقط لاغير بالحوافز والجهد رغم أنني جئت بقرار من رئيس مجلس الوزراء بندبي للعمل بصفة مؤقتة لحين اتخاذ إجراءات التعيين . ❊❊ تعني أنك منتدب فقط وهذا يعني أنه ليس لك أي صلاحيات كأمين عام للمجلس الأعلي للآثار ؟ لايهمني هذا الموضوع وأهلا وسهلا بأي شخص جديد يدير المجلس الأعلي للآثار وأنا سوف أكون مساعدا له، أنا بدون اختصاصات لأنني لاوزير ولا نائب وزير أنا منتدب علي درجة رئيس الإدارة المركزية يعني وكيل وزارة وأنا لا أستطيع اتخاذ أي قرارات خصوصا فيما يخص موضوع المعارض الخارجية فهناك أثريون لابد أن يسافروا إلي المعارض نحن ننتظر موافقة مجلس الوزراء حتي يرد علينا وهناك مسائل لا تتحمل الانتظار. ❊❊ هل أنت مع الذين ينادون بوزارة مستقلة للآثار ؟ وزارة الآثار نقمة في هذا التوقيت لأنها بدون ترتيب وبدون هيكلة (وأنا أضيف أنني عندما ذهبت إلي مكتبه بالزمالك مازلت اليافطة معلقة علي باب مكتبه وقد كتب عليها مكتب الوزير !!!). ويضيف محمد عبد الفتاح أنا من يوم صدور القرار بتوليتي مسئولية المجلس الأعلي للآثار لا أنام إلا بعد أخذي جرعة منوم لأن دماغي شغالة 24 ساعة رغم أنه ليس هناك مشكلة بيني وبين أي شخص ولكني مهمتي عودة الاستقرار والهدوء للآثار لأنه لو انهار المجلس الأعلي للآثار عليه العوض وأنا قبلت ولم أطلب مليما واحدا لأنني أعلم أنني في مهمة وطنية وقومية وأنا مقدر لنفسي شهرا أو شهرين ولا يشغلني منصب الأمين العام . ❊❊ ماذا اتخذتم من قرارات بشأن عودة المعارض الخارجية ومن أهمها معرض توت عنخ آمون ؟ بخصوص المعارض الخارجية قرأت حاجات كتير خصوصا بشأن القطع النادرة وأنا احترمت جميع وجهات النظر ولكن لا أستطيع أن أغلق باب المعارض الخارجية لأننا بنستفيد منه في الترميمات الأثرية والتي تعتمد علي إيرادات المعارض وأيضا اتفق مع الذي ينادي بعودة القطع الأثرية النادرة وأنا أؤكد بعدم خروج أي قطعة نادرة إلي الخارج ومعرض توت عنخ آمون سوف يرجع إلي مصر في نهاية عام 2012 والمعرض الآخر سوف يعود في منتصف هذا العام أيضا. لكن معرض البحث عن كليوباترا ممن الممكن أن يظل لأنه لايحتوي علي قطع نادرة. وأضيف أن هناك لجنة تبحث الآن عودة عشر قطع من معرض توت الذي يجوب العالم الآن واليابانيون تفهموا الوضع ووافقوا علي عودة هذه القطع.