[email protected] سقط بن علي وهرب، بعد أن ضاقت به السبل، ولم يتعظ مبارك، وظل يماطل ويدبر هو وحاشيته، عسي أن يستمر متربعا علي عرش مصر، ولكن النهاية الحتمية، سقوط الطاغية ، وقع صالح اليمن في الفخ وأصيب إصابات بالغة، ولم يتعظ، ومازال يراوغ عل وعسي، وبالمثل فعل القذافي، ومازال مطاردا، وبعد هؤلاء، هل يتعظ الأسد، الإجابة: لا لن يتعظ، وسيستمر حتي تسقطه إرادة شعب يريد الحياة بعزة وكرامة، فهذه سمة الطغاة علي مر العصور، وقانون الطغاة واحد لا يتغير، يستمرون في طغيانهم، وظلمهم للناس، لا يتصورون أنهم حكام للبلاد، وأنهم في خدمة العباد، بل يعتقدون أنهم هم كل شيء، وأن الوطن بدونهم لاشيء، قالها فرعون: »أنا ربكم الأعلي« ويجبر شبيحة الأسد السوريون علي قول لا إله إلا بشار، ونسي هؤلاء الطغاة قول الله تعالي {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار} نعم الله لا يغفل عما يفعله الظالمون، وكتب التاريخ تروي قصة الوزير يحيي البرمكي عندما قال له إبنه وهما مقيدان بالأغلال في السجن: «يا أبت تري ما نحن فيه من ذل بعد عز وجاه، وبعد الأمر والنهي وكثرة الأموال، أحالنا الدهر إلي القيود والحبس، فأجاب الأب: نعم يا بني لعلها دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها، وانظر إلي قوله تعالي:” وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَي أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ”? نعم كل هؤلاء الطغاة لم يتصور واحد منهم أنه إلي زوال، بل كانوا يعدون العدة للخلود، والاستمرار علي عروشهم إلي الأبد، ويورثون الحكم لأولادهم من بعدهم، وينظرون إلي معارضيهم علي أنهم أقلية من المتطرفين والمحرضين والمأجورين ضد مصالح بلادهم ، قال الله تعالي {َإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.