دافني سيلفي أقدم عارضة أزياء محترفة في العالم وُلِدت في لندن عام 1928، وبدأت العروض عام 1948، وتألقت في عروض أزياء الخمسيينات وحتي مع مطلع الألفية الثالثة لتكون نموذجا غير متكرر في عالم الموضة والأزياء حول العالم وفي بريطانيا علي وجه التحديد.. ومازالت عارضة الأزياء دافني سيلفي إلي اليوم محتفظة بجسد رياضي، ويسميها البريطانيون "الجدة الشيك" لأن لها أربعة أحفاد .. وقد ظلت عارضة الأزياء دافني طوال القرن الماضي حلما لجيلين كاملين وصورة لم تنطفئ في أذهان مبدعي الموضة وجمهورها الذين أحبوها وعاصروها منتصف القرن الماضي كنموذج للجمال والرشاقة والأناقة يقلدونه وحلما تقلده الفتيات لا يمكن نسيانه .. في أحد أحاديثها بدأت بقولها: "أنا دافني سيلفي النموذج والشخص الكامل بفضولي وتفاؤلي، وقد قاربت علي التسعين وعشت بكفاح وسعادة كل مراحل حياتي المهنية كعارضة أزياء سوبر ومازلت حتي الآن نموذجا وكل ما أعمله هو تمرير معرفتي وتجارب الماضي والحاضر والمستقبل إلي الأجيال الحديثة، وهذا أقوم به منذ سنوات من خلال الدورات التدريبية وفصول أكاديميتي التي أنشأتها استمراراً في تقديم عارضات أزياء وبتعريفي للمرأة كيف ترتدي ملابسها وكيف تخلق أناقتها" .. ظلت دافني لعشرات السنوات نموذجا من الشباب حتي بلغت الشيخوخة في عمرها الزمني لكن عمرها النفسي لم تُصبه الشيخوخة، وظلت تعرض مع تقدمها في العمر وأنشات أكاديمية لتدريب وتخريج عارضات أزياء.. وهي تعيش في بالدوك هيرتفوردشاير مستمتعة بحياتها في بهجة وحيوية الفتيات الصغيرات .. ويرجع ذلك لمواظبتها علي المشي يومياً في حديقتها وممارسة اليوجا لساعات طويلة .. وتقول: "أنا ورثت جينات جيدة ودعمتها بمواصلة الاهتمام بصحتي وممارسة الرياضة والرقص منذ صغري دون أن أكثر من تناول الطعام في أي فترة من عمري" .. وتقول: "اتباعي نظاما صحيا منذ صغري هو الذي حافظ علي صحتي وقوامي في كبري وشيخوختي .. فمازلت أحتفظ بقامة رياضية منتصبة ومقاييس جسدي مثالية كعارضة أزياء" .. وتقول: "إن الجمال الطبيعي إلي حد كبير يضيء وجودك بغض النظر عن مواصفاتك الجسدية أو من تكون، فمن العينين واتزان جسدك والانتباه إلي من حولك يمكنك أن تكوني جميلة". وبالفعل وجهها جميل جداً نسبة إلي مقاربتها علي عمر التسعين .. تهتم أكثر ما تهتم بعينيها وشعرها الأبيض المنسدل علي كتفيها يحيط وجها نحيفا.. قالت: "إن كان وجهي جميلا أو قبيحا فإنه يحكي قصة حياتي ولا أ ريد تغييره .. ولم أحاول أن يمتد مشرط جراح تجميل إلي وجهي ولا حتي عن طريق الإبر أوحقن الوجه بأي مادة غريبة عن نسيجه .. ومنذ سن الستين انسجمت مع شعري الطويل الفضي".. وعن بدايتها في الخمسينيات كعارضة أزياء تروي لمحررة المجلة "آن": "عام 1949 طلب مني البعض الاشتراك في مسابقة لأكون فتاة غلاف مجلة محلية لما تميزت به من أكتاف عريضة ومقاييس جمال نموذجية اكتسبت بها قوة من ركوب الخيل .. ثم طُلب مني المشاركة في عرض أزياء محلي .. ومع الخطوة الأولي أدركت أنني خلقت لهذا العمل .. ومع التدريب وتعلُّم المشي والوقوف بأناقة وكيفية التعامل مع الماكياج وتصفيف الشعر المناسب تعلمت أسرار ومهارة العمل كعارضة أزياء .. وهذا علمني كيف أكشف عن جمالي وأهتم به .. وتزوجت عام 1953 زوجي جيم وأنجبت أولادي "دافني" و"كلير" .. وفي الستينيات جاهدت لأعود مرة أخري إلي عالم عروض الأزياء بتدريبات شديدة " .. وتقول أشهر وأقدم عارضة أزياء في العالم: "التقدم في العمر يحدث لنا جميعاً ولا أحد محصّن ضده .. لذلك علينا الاستعداد بجدية دون خجل مادامت وسيلتنا الحفاظ علي الصحة وعلينا أن نفخر بإنجاز حياتنا لأن أعمارنا التي عشناها وبكل ما فعلناه فيه ينتمي إلينا وفقط .. ومهما كبرنا لن تؤخذ منا سنوات عمرنا التي عشناها بذاكرتها كاملة سيئها وجيدها " قالت في آخر حديث لها : "أنا أمثل عمر البهجة .. وليس سيئاً أن أعرض أزياء لمن هم في عمري .."