يحكي أن أحد الملوك في عصور التخلف استيقظ من نومه مكتئبا فطلب من الوزير البحث عن حل يخلصه من هذا الاكتئاب.. فما كان من الوزير إلا أن أحضر له بلياتشو بملابسه الملونة وطرطوره المزركش وأخذ البلياتشو يجري بطول قاعة القصر وعرضها ويقفز في الهواء ويلقي ببعض القفشات حيث تعالت ضحكات الملك وأيضا ضحكات الحاضرين. وزاد حماس البلياتشو بعد أن رأي السعادة تملأ وجه الملك فقام بحركة بهلوانية وقفز منحنيا أمامه فما كان من الملك إلا أن ضربه علي قفاه وسط ضحكات الجميع بمن فيهم البلياتشو الذي نجح في مهمته لإسعاد الملك.. وفجأة أشار الملك إلي البلياتشو قائلا: »أنت ولد تبقي الوزير بتاعي«.. ونظر الوزير إلي الملك في حسرة وسأل الملك بلسان مرتعش : وأنا يا مولاي؟ فرد الملك بضحكة عالية: »إنت تبقي البلياتشو بتاعي« .. وهنا ضحك الوزير وانحني أمام الملك قائلا: »كلنا يا مولاي لازم نكون بلياتشو من أجل سعادتك«. تذكرت هذه القصة الطريفة بينما كنت اقرأ تعليقات البعض من فلول النظام السابق واستنكارهم من إعداد قانون لعزلهم سياسيا بعد أن أفسدوا الحياة في مصر.. وبلغت درجة الاستنكار بأحدهم وهو فل من الفلول كان يشغل منصبا في لجنة السياسات معترضا في سطور كتبها بإحدي الصحف قائلا: ليه هم الفلول دول ولاد البطة السودا؟! واستطرد: »إن هؤلاء الفلول »مصريين أيضا« فلماذا حجبهم عن المناصب السياسية والترشح للانتخابات البرلمانية وغيرها«! وكأن هؤلاء الفلول لم يكتفوا بما نهبوه وما أفسدوه.. ويريدون أن يستمروا في مهمة إضحاك الملك .. يا سيدي أيوه الفلول دول »مصريين« وكمان البلطجية الذين اعتدوا علي المتظاهرين »مصريين« .. والحرامية الذين هربوا من السجون بفعل فاعل »مصريين« والوزراء الذين نهبوا البلد .. »برضه مصريين«.. ولكنهم مصريون فاسدون تفوح منهم رائحة كريهة.. لأن كل واحد فيهم بلياتشو. علي فكرة يا ريت تأخدوا معاكم ممثل آخر هو الفنان الذي يفتخر أنه سوف يظل يدافع عن رئيسه المخلوع لأنه أكرمه بالعلاج علي نفقة الدولة.. أي أموال الشعب.. ولم تؤلمه دماء الشهداء التي أريقت والأموال التي نهبت.. كما يفتخر أيضا أنه جلس مع الرئيس في حوار ضاحك .. من حقك يا فنان ماتنساش إنك »بلياتشو الرئيس«!.