ثلاث بنات تُغطي ملامحهن الفرحة والسعادة، وتنطق وجوههن بالأمل، وتُظهر حركاتهن معًا حجم ارتباطهن وصداقتهن، التي تُظهرهن في الصور وكأنهن ثلاث فراشات لا يفترقن أبدًا. مجموعة من الصور أثارت انتباه كل من شاهدها، قدمها المصور الشاب، شريف نجاح، الذي منذ أن بدأ عمله كمصور محترف، وهو يبحث عن شيء مُختلف من حيث زوايا التصوير، والأماكن غير المعروفة، وكذلك الألوان والأفكار أيضًا، فهو دائمًا ما كان يُفكر خارج الصندوق الذي اعتاد أغلب المصورين اتباع أفكاره. التسويق لصفحته علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كان يُمكن أن يتم من خلال إنفاقه لأموال كثيرة، لكنه فضل أن يسوق لنفسه بشكل مُختلف ليُسعد غيره، وأيضًا لتزداد شهرته، فبدأ شريف في إطلاق مُسابقات شهرية لمتابعيه من كل أنحاء مصر، ومن يقع عليه الاختيار عن طريق الاقتراع يفوز بجلسة تصوير مدفوعة التكاليف من كل شيء بداية من حجز أماكن التصوير، وصولًا إلي استلام الصور مطبوعة. المسابقة الأخيرة، التي أعلن عنها شريف حققت نسبا عالية جدًا من المتابعة والمشاركات، خاصة أنها جمعت ثلاث فتيات معًا في "فوتو سيشن" واحد، الأمر الذي لم يعتده كثيرون، ففي أغلب الوقت يذهب المصورون لتصوير ال" كابلز" أو الأسر الصغيرة، ولا يهتم أي مصور بتصوير الأصدقاء، وهذا ما جعل صور نجاح تصل لأكثر من 50 ألف شير في أقل من شهر تقريبًا، حتي أطلق عليه مُتابعوه لقب "صانع البهجة". استمرار المصور الشاب في عمل المسابقات علي صفحته لم يكن بهدف التسويق فحسب، بل إنه وعد مُتابعيه بأن يستمر في تلك المسابقات طوال حياته لأسباب إنسانية، فشريف يعتبر المسألة مُكافأة منه لمُتابعيه بعد نجاحه الشخصي في مجال التصوير، وبعد أن أصبح مشهورًا سواء في القاهرة أو المنصورة بلده الأصلي. نورهان صفوت، ونورا ناجي، ونرمين عصام، ثلاث صديقات جمعهن الود والحب لأكثر من عشر سنوات، وقررن من خلال مسابقة شريف تأريخ صداقتهن بصور من توقيع "صانع البهجة"، التصوير كان يهدف أيضًا للترويج للمناطق السياحية بالمنصورة، فقمن باستئجار مركب، وتم التصوير في النيل، وعلي الممشي بالمنصورة، وكانت الملابس مُبهجة وبألوان زاهية، وجمعهن عامل مُشترك، هو الورود والبلالين، التي تم استخدامها لإضفاء نوع من المرح علي الصور. الصديقات الثلاثة، طالبات بكلية التربية، خرجن من جلسة التصوير، وبداخلهن شغف وحب وفرح لم يشعرن به من قبل، فجاءت تلك الجلسة لتخفيف أعباء المذاكرة عليهن، وجعلتهن يأخذن إجازة ولو لبضع ساعات قليلة قبل خوض غمار الامتحانات. وفي خلال أسابيع قليلة، باتت الفتيات الثلاث حديث السوشيال ميديا، وتباري المتابعون لصفحة المصور شريف نجاح، في إطلاق التعليقات المبهجة، والفرحة بحجم صداقتهن، وروحهن الحلوة كصديقات، وكذا قوة علاقتهن التي استمرت أكثر من عشر سنوات كاملة. التصوير الآن بات جزءًا لا يتجزأ من حياة الفتيات الثلاثة، حيث اتفقن فيما بينهن علي عمل جلسات تصوير معًا كل فترة لتوثيق لحظاتهن السعيدة معًا.