بدخول ثوار ليبيا طرابلس العاصمة تدخل بلاد عمر المختار مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر بعد أن ظلت 42 عاما في قبضة ديكتاتور من طراز فريد كان كل همه طوال هذه السنوات إهدار كرامة الليبيين في الداخل والخارج وحرمانهم من كافة الحقوق التي تكفلها لهم القوانين الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان. وفي الوقت الذي مازال الغموض يحيط فيه بمصير القذافي الهارب حرص أعضاء المجلس الانتقالي الليبي اعتبارهم الممثلين الشرعيين للشعب الليبي بالتأكيد علي رغبتهم في بدء مرحلة جديدة من المشاركة بين مصر وليبيا لأن الوقت قد حان لكي توضع العلاقات الأزلية بين البلدين في إطارها الصحيح. ومن هنا جاء استقبال المشير حسين طنطاوي القائد العام ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لمحمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي والوفد المرافق له حيث تم بحث التطورات علي الساحة الليبية والأوضاع الراهنة في طرابلس العاصمة وحرص جبريل خلال اللقاء علي تقديم الشكر لمصر وللقوات المسلحة علي دعمها للثورة الليبية وحرصها علي تنظيم وتأمين تدفق النازحين عبر الحدود مع مصر. وفي إطار حرص مصر علي العمل من أجل بناء علاقات مستقبلية استراتيجية قائمة علي التعاون مع ليبيا أكد الدكتور عصام شرف عقب لقائه مع الوفد الليبي وقوف حكومة وشعبا مع ليبيا وعلي استعداد لتلبية كافة الاحتياجات العاجلة للأشقاء في أرض عمر المختار في مجالات الصحة والدواء والطاقة والكهرباء والأمن والتعليم واستعادة المرافق والموانئ شاطها المعتاد وبناء علي ذلك تقرر تشكيل لجنة مصرية ليبية مشتركة تتولي مسئولية النظر في كافة الأمور العاجلة بين البلدين. ومن علي أرض مصر وعقب لقائه مع محمد كمال عمرو وزير الخارجية حرص الدكتور محمود جبريل رئيس الوفد الليبي ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي علي أن يؤكد عمق العلاقات المصرية الليبية وأن مصر لابد أن يكون لها دور كبير في إعادة بناء ليبيا الجديدة التي تخطو أولي خطواتها علي طريق الديمقراطية ودعم الحريات لشعبها الأصيل ولابد أن يتناسب حجم العلاقات بين مصر وليبيا في المرحلة القادمة بما يتناسب مع العمق التاريخي للعلاقات بين البلدين والارتباط العضوي بين الأمن القومي لمصر وليبيا.