طالب عشرات الليبيين في وقفة أمس على سلالم نقابة الصحفيين، المجلس العسكري بالعمل علي طرد الزعيم الليبي معمر القذافي خارج البلاد، لأنه "لا يستحق أن يموت شهيدًا علي أرض ليبيا الطاهرة، وإذا تعذر ذلك فيجب تجميد أمواله وتحديد حركته وإقامته". وردد المعارضون الليبيون هتافات، منها: "دم الشهداء .. ما يمشيش هباء"، "دمك يا شهيد.. خلف عهد جديد"، "الشعب الليبي قالها.. الثوار هم رجالها"، "يا طرابلس يا حرة.. قولي لمعمر بره"، "يا عمر المختار ادعيلنا.. ليبيا ما زالت بيننا"، "يا قذافي يا خسيس .. دم أخواتنا مش هيضيع"، "يا قذافي وينك وينك .. بن علي ومبارك منتظرينك"، "يا سفاح كفاية ظلم .. خليت ليبيا دم ف دم"، "يا معمر يا جبان .. الشعب الليبي مش جعان". وطالبوا جامعة الدول العربية بإسقاط الاعتراف بنظام القذافي والاعتراف بالمجلس الانتقالي الذي شكله الثوار في بنغازي كما فعلت الدول الغربية إيمانًا بحق الشعوب فى اختيار زعمائها والنضال من أجل الحرية. واتهمت إحدى الليبيات القذافي بالتعاقد مع شركة أمن صهيونية قامت بالاتفاق مع مئات المرتزقة، لقتل الليبيين وقتل الجرحى داخل المستشفيات لإخفاء جرائم تشويه الجرحى بأسلحة محرمة وصلت إلى حد القصف الحي كما لو كانوا فى حرب مع عدو بحسب روايتها. إلى ذلك، دشن عشرات النشطاء والمفكرين والإعلاميين المصريين مبادرة إعلامية وسياسية تحت عنوان "مصريون من أجل ليبيا الحرة" لتقديم الدعم السياسي والإعلامي للشعب الليبي حتى انتهاء ثورته المباركة ضد الطاغية معمر القذافي. ومن بين هؤلاء الذين طرحوا المبادرة التي تم الإعلان عنها بنقابة الصحفيين فى مؤتمر أعقب الوقفة، الدكتور عمرو حمزاوى كبير الباحثين بمعهد كارينجي للسلام الدولي وأستاذ العلوم السياسية، والدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمفكر والكاتب فهمي هويدي، وآخرون. وأعربت المتبنون للمبادرة عن التضامن مع الشعب الليبي ومناصرته وتقديم كافة أشكال الدعم له، ومباركة ثورة الشعب الليبي التي انطلقت يوم 17 فبراير الماضي كانتفاضة سلمية تنشد تحقيق تطلعات الشعب الليبي المشروعة فى الحرية وامتلاك سيادته وبناء دولة قائمة علي الحريات العامة والدستور وسيادة القانون والفصل بين السلطات، ما يعد تطلع مشروع لشعب عانى عقود طويلة من الظلم والاستبداد. واستنكر البيان مسارعة النظام الليبي للاستخدام المروع للقوة المفرطة واستجلاب مرتزقة لقتل أبناء الشعب الليبي بدلاً من الاستجابة لمطالب المشروعة، رغم حرص الشعب الليبي علي استلهام الطبيعة السلمية لثورة 25 يناير المصرية. وأدان القمع غير المسبوق الذي واجه به نظام القذافي مظاهرات الشعب الليبي السلمية، وهو ما أدى إلى حدوث مذابح غير مسبوقة راح ضحيتها عدد كبير جدا من الضحايا تجاوز العشرة آلاف خلال ما لا يزيد عن 30 يومًا، بالإضافة إلى الجرحى اللذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، مطالبين بمحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم أمام القضاء الدولي بحسبانها جرائم ضد الإنسانية. ويري أصحاب المبادرة أنه كان من الطبيعي أن يناشد الشعب الليبي الأعزل متمثلاً فى المجلس الوطني الانتقالي للمجتمع الدولي للتدخل لوقف مجازر القذافي ولحماية مكتسبات ثورته، وجاءت الاستجابة من الأسرة الدولية فى هيئة جامعة الدول العربية وهيئة الأممالمتحدة لفرض حظر جوي لتسديد ضربات جوية تكتيكية محدودة لمواقع كتائب القذافي ومرتزقته. وثمنوا إصرار الشعب الليبي وروح الفداء التي يتحلي بها علي خوض واستكمال معركته بنفسه رغم عدم التكافؤ فى التسليح والخبرة الحربية، كما عربوا عن تقديرهم حرص الشعب الليبي علي وحدته العضوية ووحدة ترابه الوطني فى مواجهه محاولات القذافي اليائسة للعب علي أوتار الفرقة والزعم بأن ما يجري علي أرض ليبيا هو "حرب أهلية"، وأهابوا بالأطراف المعنية وجميع القوي من أبناء الإنسانية لمواصلة مد يد العون وكافة أشكال ادعم لحماية المدنيين لاستكمال ثورتهم ضد الطاغية. وطالب المعارضون الليبيون المشاركون في المؤتمر الحكومة المصرية بقطع بث القنوات الليبية الخاصة بنظام معمر القذافي من علي القمر الصناعي "نايل سات"، وكذلك تقديم الدعم للشعب الليبي بكافة أشكاله حتى وان وصل للتسليح. وأيد الدكتور حسن نافعة المنسق السابق ل "الجمعية الوطنية للتغيير" مطالب المعارضين الليببين وحذر من التدخل الأجنبي، لكنه أكد أنه أفضل الخيارات المطروحة بعد أن كان الشعب مهدداً من القذافي، مشيرا إلى أن الغرب لن يقوم بدعم الشعب الليبي بالمجان ولكنها موازين القوي وخصائص النظام الدولي، وأن من حسن حظ النظام الليبي أن القرار صادر من مجلس الأمن ويمثل الشرعية الدولية. وأضاف أن الزعامة الليبية ممثلة فى معمر القذافي مكانها الطبيعي المصحة العقلية وليس قيادة الشعب الليبي ووسط زغاريد والتصفيق ودموع البعض، استقبل المعارضون الليبيون خبر تحرير مدينة أجدابي"، مهللين "الله أكبر ولله الحمد"، وأشاروا إلى أن قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية ليبيا لقي ترحيبًا كبيرًا من الليبيين. ةيرى الشاعر راشد الزبير السنوسي، أن هذا القرار ليس لسبب سياسي بل لموقف وممارسات القذافي تجاه شعبه، واعتبر أن الجامعة العربية تدخل مرحلة جديدة وتتحول من مكتب تنسيق بين القارة العرب إلى منظمة تعتني بالشعوب. وأشاد المعارضون الليبيون بانضمام الإمارات وقطر إلى القوات الأجنبية التي تقصف القذافي داعين باقي الدول العربية للانضمام إليهم.