عقب وقوع حادثي تفجير كنيسة ماري جرجس بطنطا، والكنيسة المُرقسية بالإسكندرية، الذي أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلي للقوات المسلحة، لاجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني، ترأسه بنفسه، وحضره كل من رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي، والخارجية، والداخلية، والمالية، بالإضافة إلي رئيس المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من رؤساء أفرع وقيادات القوات المسلحة. استهل الرئيس عبدالفتاح السيسي الاجتماع بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حدادًا علي الضحايا الذين سقطوا نتيجة الحادثين الإرهابيين، كما وجه بأهمية قيام جميع أجهزة الدولة بتوفير كافة أشكال الدعم والمساندة لأسر الضحايا والمصابين، ومساعدتهم علي تخطي هذه الأوقات العصيبة، مؤكدًا ضرورة توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين، ووضع جميع الإمكانات الطبية المتاحة في خدمتهم، فضلًا عن تقديم الإعانات والمساعدات الاجتماعية اللازمة لأسر الضحايا والمصابين بشكل فوري وتيسير كافة الإجراءات المتعلقة بذلك. وخلال الاجتماع، اطلع الرئيس علي تقرير مبدئي حول ملابسات الحادثين الإرهابيين، حيث تم استعراض الإجراءات والتدابير التي اتخذتها أجهزة الدولة للتعامل مع تداعيات الحادثين، وفقاً لتوجيهات الرئيس، وفي مقدمتها سرعة ضبط الجناة والدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة لمعاونة الشرطة في تأمين المنشآت الحيوية والهامة بكافة محافظات الجمهورية، وتعزيز التواجد الأمني وتوفير التأمين المُكثف. كما تطرق الاجتماع إلي الإجراءات الجاري اتخاذها من أجل إحكام السيطرة علي جميع الحدود والمنافذ والمعابر بالنظر إلي التحديات الأمنية القائمة بالمنطقة، ومخاطر الإرهاب المتزايدة نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم. ووجه السيسي، في هذا الإطار باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان التأمين التام لحدود البلاد، إضافة إلي مواصلة الأجهزة الأمنية التحلي بأقصي درجات الاستعداد واليقظة والحذر، والاستمرار في تشديد إجراءات تأمين الأماكن والمنشآت الحيوية والمتابعة المكثفة والدورية للحالة الأمنية. وأعلن السيسي، حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، واتخاذ قرار بتشكيل المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب والتطرف بمصر، وقال إنه سيتم إصدار القانون بهدف إعطاء هذا المجلس صلاحيات وتنفيذ التوصيات لضبط الموقف كافة. وعقب انتهاء الاجتماع تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلي الشعب المصري، قائلًا إن المصريين تصدوا لمخططات إسقاط الدولة وأفشلوا المؤامرات التي كانت تحاك ضد الوطن، موضحًا أن الإرهاب هو محاولة لتحطيم وتمزيق إرادة المصريين، لكن الشعب المصري سيظل يبني ويعمِّر. وقدم الرئيس، خالص التعازي للشعب المصري في ضحايا تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية، مضيفًا: »اللي سقطوا النهاردة مش هقول مسيحيين أو مسلمين لكن اللي سقطوا النهاردة مصريين، ولازم كلنا نبقي عارفين ده كويس». تابع: »افتكرو إن إحنا في 3 يوليو وبعد كده في شهر 7 كنا نريد تفويض لمواجهة الإرهاب وعنف محتمل، وإوعوا تفتكروا إن لما طلبنا ده علشان مواجهة محدودة، لا.. المصريين عملوا أمر عظيم جدًا وتصدوا لمخطط كبير جدًا جدًا، وأفشلوا جهد وتخطيط دول وتنظيم إرهابي فاشي للسيطرة علي البلد وتحطيمها». وطالب الرئيس، المجتمع الدولي بمحاسبة الدول التي تدعم الإرهاب وتجلب المقاتلين من كل مكان، قائلاً: »علي المجتمع الدولي محاسبة الدول التي دعّمت الإرهاب، فنحن الآن ندفع ثمن استقرارنا والدم من ضحايا مصر». وأشار السيسي إلي أن مصر في مواجهة مع الإرهابيين، وهي علي قدر التضحيات، مضيفًا: »إحنا أد التضحية وقادرون علي النجاح، نجحنا في سيناء فتحرك الإرهابيون إلي أماكن أخري، وسيتحركون من كل مكان نجحنا فيه، هي المواجهة كده، النزيف اللي بننزفوا ولاّ النزيف اللي بتشوفوه في دول أخري؟!». كما طالب الرئيس، المصريين بالثبات والصمود في مواجهة التطرف، مؤكدًا: »نحن قادرون علي هزيمة الإرهاب والقتلة والمخربين والمجرمين وهنفضل نبني ونعمّر». وقال الرئيس، إنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات لإعلان حالة الطوارئ بعد استيفاء الإجراءات القانونية والدستورية لمدة 3 أشهر في الدولة المصرية، مشددًا علي أن ذلك يهدف إلي الحفاظ علي مصر ومقدراتها، موضحًا أن الأجهزة الأمنية تكثف من جهودها لملاحقة المجرمين. وناشد السيسي، وسائل الإعلام مراعاة مشاعر المصريين، وتابع: »أنا هتكلم عن الخطاب الإعلامي لو سمحتم خلوا بالكم من مصر وشعب مصر، وعلي الخطاب الإعلامي أن يتعامل بمسئولية ووعي ومصداقية حتي لا يؤلم الناس، مش معقول أشوف الواقعة تتكرر علي قنواتنا علي مدار اليوم، وانتم ناسيين إن ده يُؤلم الناس». واستطرد قائلاً: »النقطة الأخيرة الخطاب الديني وعلي البرلمان ومؤسسات الدولة أن تتصدي بمسئولية لمجابهة التطرف في مصر». ووجه السيسي حديثه للشعب المصري قائلًأ: »لازم تعرفوا إن اللي بيتعمل ده محاولة لتحطيمكم وتمزيقكم لأن طول ما أنتم كتلة واحدة هيصعب علي أي حد إنه يهز أو يهزم البلد دي»، مُستطردًا: »قلنا تثبيت الدولة المصرية، واتعملت إجراءات ضد السياحة وإنتم صامدين، واتعملت إجراءات اقتصادية ضدكم وإنتم صامدين، واتعملت إجراءات إرهابية ضخمة وإنتم صامدين، طيب نخش في نسيج المجتمع إزاي نفككه عن بعض، ونحسسكم إنكم مش كتلة ولازم نخلي بالنا عشان خاطر مصر وشعب مصر ومستقبل مصر». وقال الرئيس، إن المصريين أثبتوا خلال السنوات السابقة صلابة في تحمل الآلام يتعجب لها الجميع، ليس في مواجهة الإرهاب والتطرف فحسب، بل أيضًا في المصاعب الاقتصادية والحياتية التي تواجههم، مضيفًا: »أرجو من كل الناس إنهم يتحملوا هذا الألم، ولن يستطيع أحد النيل من هذا البلد».