هل تفكر إسرائيل في معاودة احتلال سيناء؟ السؤال تبادر إلي الأذهان وبخاصة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة العريش الجمعة الماضية 92 يوليو وتم خلالها استخدام أكثر من 01 آلاف طلق ناري وقنابل يدوية، إضافة إلي 51 مقذوف آر بي جي في مكان الهجوم علي قسم شرطة ثان يأتي هذا متوافقا مع خط التقرير الذي نشرته دورية جيتو الاستخبارتية الأمريكية والذي جاء فيه أن إسرائيل تبحث مسألة إعادة احتلال سيناء. ويقول أحد المصادر غير المعلن عنها أن هناك عوامل عديدة تدفع إسرائيل الآن إلي التفكير في إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء وبرر المحللون الإقليميون تعاظم خطر عدد من المنظمات الإرهابية بمنطقة الشرق الأوسط . وأفاد تقرير جيتو بأنه منذ إسقاط نظام مبارك في فبراير الماضي وإسرائيل قلقة علي نحو متزايد بشأن أمن ومصير سيناء التي وضع لها التقرير توصيفا خطيرا وموحيا في دلالته، حيث أشار إليها بوصفها مساحة من الأرض تعادل ثلاثة أضعاف مساحة حدود إسرائيل ما قبل 7691 ثم أضاف أو نحو 32 ألف ميل مربع . وقد نقل التقرير عن مسئول إسرائيلي كبير قوله إن سيناء باتت تعرف بالفعل بأنها أرض بلا قانون وأن لدينا مخاوف كبيرة فعلا بأنها ستتحول إلي مصدر خطر وتهديد كبير علي إسرائيل. التقرير أشار في عنوانه صراحة إلي ما وصفه بالانهيار الذي تواجهه مصر الآن باعتباره يزيد من خطر المنظمات الإرهابية ويجعل إسرائيل تفكر في إعادة احتلال سيناء. كانت هذه الأحداث الدافع القوي وراء مناقشة تهديدات إسرائيل بدراسة احتلال سيناء ووضع الفكرة بين أيدي السياسيين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين. في البداية يقول السفير محمد بسيوني سفير مصر الأسبق لدي إسرائيل إن الدولة العبرية عندما تفكر في هذا الموضوع فإنها تنتحر سياسيا كما أنها ستخسر المنطقة العربية بأكملها وبمجرد إعلان قيامها بهذا الشان تعتبر اتفاقية السلام في محل العدم بالإضافة إلي أن مصر وقواتها المسلحة دائما تؤكد علي التزامها بمعاهدة السلام ويجب أن تفرق إسرائيل بين معاهدة السلام واتفاقية العلاقات الدبلوماسية وهي تعلم ذلك جيدا ولا يحق لها أن تخلط الأوراق ببعضها بالإضافة إلي أنها يجب أن تعلم أننا مستعدون لأي شأن يهدد أمن مصر ولن نسمح بذلك علي الإطلاق بل إن طرحها كل هذه الهواجس يهدد العلاقات لذلك يجب أن تتأني في تصريحاتها ومصادرها والمعلومات التي تعلن عنها وإذا كانت تريد من هذا جس النبض فلها أن تعلم أن سيناء خط أحمر لا تجني من ورائه الا تدميرها نهائيا. ويضيف السفير محمد بسيوني أن الحجج التي تشنها إسرائيل بأن مصر غير قادرة علي حماية أمنها وتستند في ذلك إلي تفجيرات الغاز التي تحدث فهذا كله عليه علامات استفهام كما أن الجيش قادر علي حماية وضبط الأحداث بل إنه مستعد لأي اعتداءات من أي نوع وكل من تسول له نفسه أن مصر لن تستطيع الدفاع فهو في حلم أتمني أن يفيق منه قبل أن يضحي بنفسه . ويتفق معه في الرأي الدكتور عمرو هاشم ربيع استاذ العلوم السياسية، أعتقد إن ما تفعله إسرائيل الآن تريد به جس نبض الموقف المصري لذلك فأنا أقول لأي مسئول في إسرائيل تسول له نفسه أن يفكر في هذا أن يحرص علي »غطاء نفسه جيدا قبل أن ينام« ولها أن تتخيل أن الملايين الذين يمكثون في التحرير رهن إشارة الجيش المصري , كما أنه لا داعي إلي أن تقوم بنشر هذه الشائعات فليس من مصلحة إسرائيل أن تخسر مصر لأنها بذلك تنهي علاقتها مع المنطقه العربية بأكملها. ويضيف الدكتور ربيع أنه يجب ألاتقوم إسرائيل بخلط الأوراق فيما بينها وتفرق بين معاهدة السلام واتفاقية العلاقات الدبلوماسية يمكن التعديل فيها لهذا لا داعي لما تقوم به إسرائيل . وفي النهاية يقول اللواء سامح سيف اليزل أريد أن تعلم إسرائيل " أن ما تفكر فيه من احتلال سيناء وكل هذه الهواجس سوف تفتح عليها أبواب جهنم ويعتبر انتحارا سياسيا وعسكريا كما أنه من الناحية السياسية بين مصر وإسرائيل معاهدة سلام وبمجرد التفكير في هذا الشأن يعتبر نهاية الاتفاقية ويعد ذلك مجازفة تضحي فيها بجميع ما وصلت إليه خلال السنوات الماضية من علاقات مع مصر والدول العربية . ويضيف أن القوات المسلحة المصرية مستعدة لأي نوع من الاعتداءت وتؤمن جميع مداخل ومخارج سيناء وبشأن التفجيرات الأخيرة فالجيش والشرطة مسيطران علي الموقف في سيناء وسوف يتم محاسبة كل من قام بهذه التفجيرات لهذا لاداعي إلي كل ما تشيعه إسرائيل من الحجج والأحاديث الهاوية التي ليس لها أي أساس من الصحة.