القصة.. يحكي أن شخصين كان لديهما حمار ؛يعتمدان عليه في تسيير أمورهما ونقل البضائع من قرية لأخري ، ويتشاركان معه الطعام وينام بجوارهما دائما ؛ أما اسمه الذي اختاراه له تيمنا بشدة تحمله وعدم تذمره فكان : أبو الصبر. وفي أحد الأيام وأثناء سفرهما وعند إحدي القري ؛ سقط أبو الصبر من شدة التعب فمات في مكانه. كانت الجنازة حارة .. مع أن الميت كان حمارا حزن الأخوان عليه حزنا شديدا وقررا دفنه بشكل لائق يليق بخدمته وتفانيه الشديدين . حفرا له حفرة عميقة ودفناه فيها ، وبعد أن أهالا التراب فوقها وضعا بعض الحجارة ؛ وفوق القبر جاءا بقطعة من الرخام الفاخر وكتبوا عليها : هنا يرقد المرحوم مثال الهمة والصبر : المغفور له أبو الصبر !! فلما انتهيا من عملهما جلسا يبكيان علي قبره. وكان كل من يمر بهما يلاحظ بكاءهما المرير علي صاحبهما ؛ فيحزن علي المكلومين ويسألهما عن صاحب القبر؛ فيقولان له أنه المرحوم أبو الصبر ويثنيان عليه فقد كان مثالا للخير والبركة ؛ وكان يقضي الحاجات ويرفع الأثقال ويوصل البعيد ويفك الكرب عنهما . فكان الناس يحسبون أنهما يتحدثان عن شيخ جليل أو عبد صالح ؛ فيشاركوهما البكاء ! وشيئا فشيئا .. صار الناس يزكون ببعض المال للأخوين تبركا بالشيخ : أبو الصبر ؛ ومع الأيام وضع الأخوان خيمة علي القبر ثم أقاما حجرة مكانها وفوقها قبة صغيرة . وأعتقد أهل القرية قبل الغرباء .. أن تحت القبة شيخ !! وصار الناس يزورون مقام الشيخ أبو سر باتع ؛ ويقرأون الفاتحة علي روحه الطاهرة تبركا بكراماته ومعجزاته ؛ التي يتحدث عنها الناس غنيهم قبل فقيرهم والمتعلم منهم قبل جاهلهم ، فهو يصلح ذات البين بين الرجل وزوجته ويشفي العليل ويطيب الجروح ويفك المربوط و و و غير ذلك كله من الكرامات. وكانوا يقدمون له النذور والهبات بعد أن صار له مقاما ومولدا ؛ يحج إليه الناس كل عام طمعاً في أن يفك الولي الصالح عقدتهم . واغتني الأخوان وصارا يجمعان الأموال التي تبرع بها السذج ويتقاسمانها فيما بينهما ، وفي يوم اختلفا علي تقسيم المال فغضب أحدهما والتفت لصاحبه قائلا : والله .. سأطلب من الشيخ الصالح (مشيرا إلي المقام) أن ينتقم منك ويصب عليك جام غضبه ويعيد لي حقي !! ضحك أخوه وقال : أي شيخ تقصد؟ إنت نسيت .. ده إحنا دافنينه سوا !