كل منا له ذكرياته وماضيه وأوجاعه التي تؤلمه وتجعله يشرد بذهنه ليفكر طويلا في الماضي ويفتح كتاب أوجاعه مستعيداً شريط الذكريات، ما يجعل النوم يفر هاربا منه ليلا، وليس الماضي فقط ما يشغلنا بل إن المستقبل وهمومه وأوجاعه تزيدنا آلاما وأوجاعاً خاصة حين نفكر بشأن الغد. مؤخراً، ذكرت دراسة أمريكية حديثة أن التفكير الزائد في الماضي أو المستقبل يدمر الخلايا في جهات الدماغ المسئولة عن معالجة الذكريات والشعور بالسعادة، وهذا الأمر يمكن أن يجعل المرء يعيش في تعاسة دوما، إذ يعتبر التفكير الزائد برأي علماء النفس أكبر خطأ يهلك نفس الإنسان. وإذا نظرنا إلي الدراسة من زاوية المرأة فإننا يمكن أن نقول إنها ترفع شعار "إنسي الماضي والمستقبل وريحي بالك"، فيما يعلق علي الدراسة، استشاري الطب النفسي، الدكتور أحمد عبدالله، قائلا: "الإنسان بطبعه يميل إلي التفكير طوال الوقت في أشياء محيطة به سواء أكانت أحداثاً حدثت له في الماضي أو يتوقع حدوثها في المستقبل". ويشير إلي أن التفكير الزائد أو الأشخاص الذين يميلون إلي التفكير بشكل زائد يعانون من أوجاع كثيرة، كما يعانون من النسيان بصورة كبيرة، ما قد يؤثر بشكل سلبي علي خلايا الدماغ ويدمرها، لذلك لابد من العمل علي تقليل التفكير في الماضي بذكرياته، فالتفكير أسوأ ما يصيب الإنسان لأنه يضر بصحته. ويؤكد أنه مهما كانت آلامنا وأوجاعنا فعلي الإنسان أن يتجاهلها كي يعيش مرتاح البال سعيدا، فالتفكير الزائد لن يجني من ورائه سوي التعب النفسي والذهني والبدني، لذلك تجاهل الماضي وعدم التفكير في الحاضر سيريح عقولنا كثيراً.