اندلعت ثورة الشعب المصري في 52 يناير الماضي، لتكشف عن طاقة غضب إنساني إزاء سنوات معتمة بالفساد والقهر بلغت ثلاثين عاما، كانت نتائجها كفيلة بإنتاج الفوضي والضياع واندلاع مايعرف بثورة الجياع، غير أن الفطرة المصرية والوعي الجماهيري مكنها من تطوير أداء ثوري وقور ملتزم بالتلاحم والاتفاق علي مواصلة المسيرة لإنجاز المشروع الوطني، وقد أدي التباطؤ في تحقيق طموح الثورة إلي اشتعالها مرة أخري من منطلق خشية المناضلين من تأثير النظام القديم علي مسيرتها وهو ما حاول المجلس العسكري ورئيس الوزراء نفيه في بيانات سابقة تأكد بالفعل أنها كانت ردود أفعال لغضبة الثوار، وبالتالي، كان لزاما علي الذين بدأوا يفقدون إيمانهم بالثورة أن يتأملوا نتائجها الناجزة، وأن يتفكروا في تاريخ الثورات الشعبية العالمية التي لا تتحقق فقط بعد الإطاحة برأس النظام، وإنما تلزمها سنوات من المتابعة والضغط الشعبي حتي تنضج وتستقيم، وربما يكون الخطأ الجوهري الذي وقع فيه ثوار التحرير هو إعلان العصيان المدني وإغلاق بعض المصالح الحكومية في الوقت الذي يتأرجح فيه البعض بين دعم الثورة وتأنيبها علي »وقف الحال« الاقتصادي وهو ماقام الثوار بتداركه حين قاموا بفتح مجمع التحرير، وقد أثار إجراء غلقه شهية أحباب المخلوع مبارك، فكالوا السب للثورة وترحموا علي العجوز الفاسد الذي كان التأخر في محاكمته سببا في جرأة إفصاحهم العلني عن محبته المشبوهة، ولعلهم يصابون بالخرس الأكيد عندما تبدأ علنية محاكمته في قضايا جسيمة من بينها تهمة دسمة أمام النيابة العسكرية حول تلقيه عمولات غير مشروعة في صفقات سلاح، أما التهمة الأكبر والأفدح فهي قتل المتظاهرين، والتي وجب علي نائبه السابق عمر سليمان أن يستدعي للمحكمة ليعيد إدلاء شهادته الموثقة في حوار بجريدة الأخبار في شهر مايو الماضي، والتي سجل فيها أن مبارك كان علي علم مباشر بقتل المتظاهرين (وبالطبع كان الآمر بذلك كونه الرئيس والقائد والمعز المذل!!) وسوف تكون شهادة اللواء عمر سليمان مؤشرا لحكم قضائي حاسم ينتظره أهالي الشهداء والشرفاء من الشعب.. فأصعب من إنجاز الثورة تحقيق أهدافها، ولنا في ثورة تونس مثال وأسوة، فقد عادت المظاهرات الشعبية التونسية إلي الشارع تنادي بإسقاط رموز نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذين تم تسكينهم في مواقع وزارية بالحكومة الانتقالية!! ❊ ❊ ❊ د.أحمد عكاشة.. سيد علم النفس العالمي.. قال ذات مرة وكرر إنه يجب إخضاع الرؤساء والملوك وكل القيادات الحساسة للاختبار النفسي كل فترة للتأكد من سلامتهم العقلية والنفسية، لأن السلطة تصيب صاحبها بأمراض كارثية!! وهو القائل بعد تنحي مبارك إن الرجل غير مصدق أنه لم يعد القائد والرئيس.. وحلل خطابه المذاع علي قناة العربية مشيرا إلي لهجته الآمرة التي تسللت من بقايا الألوهية السلطوية التي مارسها علي مدي 03 عاما!! وفي تونس التي تسبقنا ثوريا، قرأت خبرا سعيدا في جريدة المصري اليوم عن مواطن تونسي أقام دعوي قضائية أمام محكمة تونس الابتدائية، طلب خلالها بعرض الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزغ ورئيس وزرائه الباجي قائد السبسي، علي الفحص الطبي للتأكد من قدرتهما الذهنية والبدنية علي تسيير شئون البلاد، وعرضهما علي 3 من خبراء الطب النفسي و3 في الطب العام.. وقد قبلت المحكمة الدعوي التي قال صاحبها في نصها عن الرئيس المؤقت ورئيس وزرائه، إنه بدا من خلال تصرفاتهما أنهما في حالة نفسية وبدنية لا تؤهلهما للقيام بمهامهما في أحسن الظروف، وأنه أصبح يخشي علي مصير البلاد من نتيجة هذه التصرفات التي اتسمت بالاستبداد بالرأي!!! وبما أننا نحذو حذو تونس.. فهل يجتمع الرأي العام الثوري المصري علي ضرورة حماية الرئيس القادم والحكومة من أمراض السلطة بمساعدة د.أحمد عكاشة وإخوانه؟! ❊ ❊ ❊ في الأسبوع الماضي صدر قرار مثير للدهشة من المجلس الأعلي للقضاء برئاسة المستشار حسام الغرياني يمنع القضاة من التحدث في وسائل الإعلام!!! وبما أننا نعيش لحظة فوران ثوري تستوجب التنقيب خلف قضايا الفساد وفحص تفاصيلها مع العارفين بدهاليز التقاضي وبشرعية الثورة، فلن نتمكن من الحصول علي ما ينزه القضاء أو يدينه!! وقد تحدث المستشار أشرف زهران مع الإعلامي الكبير إبراهيم عيسي في برنامجه »الميدان« مبررا بطء العدالة بأن القضاة ملتزمون بما يرد أمامهم من وثائق فقط، وقد تكون غير كافية فيؤجلون الحكم أو يحكمون بما لديهم من أوراق، وهو مايؤدي في قضايا الفساد الحالي إلي سخط الجماهير، رغم أن الأمر خارج عن إرادة القضاة الشرفاء.. وبعد قرار رئيس المجلس الأعلي للقضاء بمنع القضاة من التحدث في وسائل الإعلام، فإن التوتر الشعبي سيزداد إزاء بعض القضاة المتهمين بالتواطؤ مع النظام السابق مثل المستشار عادل عبدالسلام جمعة الذي مازال يحتل كرسيه القضائي ويحمل دوسيهات قضايا شائكة مثل قضية حبيب العادلي قاتل المتظاهرين الشهداء!! وربما تكون علنية المحاكمات إجراء تعويضا عن منع القضاة من التحدث إلي الإعلام. ❊ ❊ ❊ القارئ المحترم محمد كامل، أرسل معقبا علي مقال سابق بعنوان إلي محامي مبارك وأنا أشكره للغاية علي سرد القضايا سيئة السمعة التي ترافع فيها الأستاذ المحامي فريد الديب كقائمة مشبوهة في ملف مرافعات ينتهي بأسرة مبارك الفاسدة.. وأما عن المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر فكنت أرجو من القارئ الكريم أن يذكر بالتحديد المصدر الذي قرأ فيه عن قضية حصول المهندس عبدالحكيم علي أراض بدون وجه حق ليكون للاتهام مصداقية.. وجدير بالذكر أن كل أبناء الرئيس عبدالناصر درسوا بالمدارس والجامعات المصرية فيما عدا السيدة مني عبدالناصر فقط التي درست بالجامعة الأمريكية لعدم حصولها آنذاك علي مجموع مناسب للالتحاق بالجامعة المصرية.. أما علاقة عبدالناصر بالرئيس محمد نجيب فهي أحد أخطائه التي ظن بها أنه يحمي الثورة من التشرذم. ❊ ❊ ❊ من أقوال الناس علي الفيس بوك: ❊الثوار هم أشرف ناس في البلد، وعيب واحد سلبي ومرتاح يهاجمهم. ❊ الثورة قامت عشان حق الإنسان المصري الضائع.. مش عشان الثوار ياكلوا جاتوه!