»حكومة الأثرياء».. هكذا يطلقون علي حكومة الرئيس الأمريكي المنتخب: دونالد ترامب الذي سيتولي منصب الرئاسة ويدخل البيت البيضاوي مع حلول ال20 من يناير الحالي.. والحكومة المرتقبة تضم العديد من رجالات المال والأعمال، وحسب تعليق محلل أمريكي: فإنها تضم رجالا لم تعرفهم أمريكا من قبل من أساطين المال ليس في بلد العم سام فقط، بل في العالم كله، وأنهم ليسوا بحاجة لمرتب الوزير أو منح وحوافز المنصب، باختصار هم رجال يوزنون بالمال وأحيانا بالذهب وبعبارة واحدة: عيونهم مليانة. وقائمة المرشحين أو المختارين فعلا لشغل وظائف الوزراء في حكومة دونالد ترامب المرتقبة، والتي ستتولي مهامها بعد يوم 20 يناير الحالي، ومع قدوم ترامب للبيت الأبيض.. كانت توحي بأن الرجل كان يعتزم ومنذ اللحظة الأولي لترشحه للرئاسة، أن يقوم بتشكيل حكومة من الأثرياء القادمين.. إما من شركات أمريكية دولية متعددة الجنسيات أو من شركات بترول عالمية أو من كيانات تجارية وصناعية أو من شركات اتصالات وغيرها من تلك التي تهيمن ليس علي بلاد العم سام وحدها بل علي أجزاء كبيرة من العالم: المتقدم والنامي والفقير. فعلي سبيل المثال ورغم تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية علي مناصرة الطبقة الوسطي الأمريكية، إلا أنه خالف وعوده.. ضمن وعود أخري وشرع في اختيار وزرائه الجدد من طبقة رجال الأعمال والأثرياء، والتي عدتها صحيفة الواشنطن بوست بأنها ستكون أكثر الحكومات والإدارات الأمريكية ثراء في تاريخ أمريكا كله عامة، والحديث بوجه خاص وبأن وزراءها المختارين جاءوا من أصول أوروبية ومن طبقات غنية جدا ويحبون المغامرة والمجازفة في قراراتهم تماما مثل كبيرهم: ترامب. ورغم تعهدات ترامب أثناء حملته الانتخابية بأنه سيجفف »المستنقع» في إشارة لسيطرة رأس المال علي الطبقة العاملة الأمريكية إلا أن خطواته أكدت عكس ذلك كله، وإن كان هو قد أكد علي أن اختياراته لا تتعارض مع وعوده الانتخابية، ولكن نظرة علي الواقع تؤكد أن ترامب أراد إرضاء كل رجال أشهر سوق للمال في أمريكا والعالم وهو »وول ستريت» فعلي سبيل المثال.. كانت اختيارات دونالد ترامب تتركز في عدة أسماء أبرزها: مليارديرات من النساء والرجال جاء بعضهم من ملكية بعض مراكز التسوق العالمية أو من الجهاز المصرفي المتضخم جدا في أمريكا، ومن أمامهم جاء ترامب نفسه.. كما يقول موقع بوليتيكو الأمريكي.. معززا بثروته التي قدرتها مجلة فوربس العالمية المختصة في ثروات أغنياء العالم بنحو 3.7 مليار دولار أمريكي، وإمبراطورية تضم نحو 300 شركة متنوعة النشاطات والاتجاهات داخل وخارج أمريكا. ومن هنا.. كانت اختياراته لشخصيات مثل: بيتسي دي فوس وهي متزوجة من نجل الملياردير ريتشارد دي فوس الذي تقدر ثروته بنحو 5.1 مليار دولار.. وهناك ويلبور روس.. وثروته حسب فوربس تقدر بنحو 2.5 مليار دولار وكان يعمل مديرا بمؤسسة روتشيلد الاستثمارية الشهيرة.. ثم هناك ستيفن منشن وهو رجل بنوك شهير جدا في أمريكا وثروته تقدر بنحو 40 مليون دولار فقط.. وهؤلاء السابقون، مرشحون بالتوالي لمناصب التعليم والتجارة والمالية كحقائب وزارية. وهناك ابنة لأحد عمالقة قطاع النقل والشحن في أمريكا وهي إيلين تشاو وهي أيضا زوجة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي. أيضا.. قدر موقع »بوليتيكو الإخباري الأمريكي» في تقرير سابق له عن حكومة الأثرياء المرتقبة في أمريكا، أن ثروتهم مجتمعة لهم ولأزواجهم أو عائلاتهم التي ينحدرون منها تقدر بنحو 35 مليار دولار أمريكي.. وهو تقدير جزافي فيه بعض المبالغة خاصة أن الموقع قدر ثروة ترامب فيه بنحو 10مليارات دولار وهو الرقم الذي نفاه ترامب أكثر من مرة.. كما أن الموقع ضم لتشكيلة ترامب الوزارية المقترحة أشخاصا قد لا يكونون في النهاية وزراء في حكومته ومنهم: عملاق البترول الأمريكي: هارولد هام. ورغم ذلك.. توجد أسماء أخري مثل: جون كيري وبيني بريتزكر وروس وكارسون وبرايس وميت رومني.. وكلهم من ذوي الحيثية في مجالات المال والأعمال، ومن رجالات الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري وإن برزت منهم أسماء مثل: بيني بريتزكر وهي وزيرة التجارة في إدارة أوباما الحالية، هي المنافس الديمقراطي الحقيقي لميليارديرات ترامب من الوزراء المحتملين في إدارته الجمهورية، حيث تقدر ثروتها حسب فوربس بنحو 2.4 مليار دولار وهي سليلة عائلة تمتلك سلسلة فنادق »حياة» حول العالم. وترامب.. يدافع عن اختياراته دائما بالقول بأن: المعيار هو الكفاءة وحدها والقدرة علي الابتكار والعمل الخلاق والأهم: البعد عن الروتين والتعقيدات البيروقراطية داخل مكاتب الوزارات الأمريكية المركزية أو علي مستوي الولايات.