بالرغم من أن معظم دول العالم قد قطعت أشواطا كبيرة نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية إلا أن تقرير الأممالمتحدة الأخيرة يشير إلي أن بلوغ كافة الأهداف بحلول الموعد النهائي المحدد في عام 5102 لايزال صعبا لأن أفقر الفئات في العالم مازالت متخلفة عن الركب. واستنادا إلي تقرير الأهداف الإنمائية للألفية لعام 1102 والذي أصدرته الأممالمتحدة فإن شمال أفريقيا لاتزال تحتل الصدارة في العالم من حيث التقدم المحرز نحو تحقيق العديد من الأهداف الإنمائية للألفية وتأتي مصر في مقدمة هذه الدول. فلقد سجلت شمال أفريقيا أكبر نجاح في خفض معدل وفيات الأطفال في الفترة مابين 0991 و9002 وأحرزت تقدما ملحوظا في زيادة فرص الحصول علي المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وخطت خطوات كبيرة في خفض نسبة وفيات المرأة عند الولادة وكانت منطقة شمال أفريقيا رائدة أيضا في توسيع نطاق محو الأمية في صفوف الشباب وسجلت المنطقة ثالث أفضل معدل في تحسين الالتحاق بالمدارس الابتدائية. وفي مجال الحد من الفقر قطعت شمال أفريقيا وفقا لأحدث البيانات المتاحة أشواطا جيدة في طريقها نحو بلوغ الهدف المتمثل في خفض الفقر المدقع بمعدل النصف بحلول عام 5102. إلا أن التقرير الصادر من الأممالمتحدة أشار إلي أن بعض الأضرار التي لحقت بالبلدان غير المنتجة للنفط في شمال أفريقيا بسبب الربيع العربي قد تؤدي إلي تباطؤ التقدم في عملية التنمية علي مدي السنوات القليلة المقبلة لاسيما إذا لم تقدم المساعدات لمثل هذه الدول ومن بينها مصر. وقد لاحظ التقرير ضعف التقدم الذي تم إحرازه فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ولاسيما فيما يتعلق بإتاحة فرص العمل والمشاركة في الحياة السياسية. ويعتقد الخبراء أن العمل علي تمكين المرأة والحد من التمييز ضدها هو أمر ضروري ولابد من تكثيف الجهود من قبل الحكومات والمجتمع المدني للعمل علي تقوية مكانة المرأة في المجتمع لأن الاهتمام بالمرأة يساعد علي تحقيق المزيد من التقدم علي مستوي الأهداف الثمانية المعلنة من الأممالمتحدة للألفية لأن المرأة هي عماد الأسرة والمجتمع وتقع عليها مسئولية كبري في تنشئة أجيال سليمة صحيا ونفسيا وعلميا بما يحقق الرخاء والتنمية علي مسوي كافة أفراد المجتمع.