لم أعتمد يوماً علي تقارير الموظفين البيروقراطيين، كنت أطلب أرقاما دقيقة عن أوضاع العاطلين والأميين والمهمشين ولا أسمح بالتلاعب أو تجميل الموقف.. بناء الإنسان الماليزي الجديد يحتاج إلي خبرات الآخرين، فقررت أن أعتمد علي الخبرة اليابانية وأن أستفيد من تجربة سنغافورا ولم يشدني النموذج الأمريكي أو الأوروبي بل شدتني تجارب الدول التي تقع في محيطي الجغرافي وكانت لديها تخلف مماثل لما في بلادي. أرسلت آلاف الطلاب والباحثين إلي الجامعات اليابانية أولاً ثم إلي أوروبا بعد ذلك وأسسنا عاصمة إدارية جديدة وتكنولوجية واشتغلنا من نقطة الصفر. هذه كلمات مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق، والذي ترك منصبه طواعية بعد 22عاماً من البقاء علي مقعده. جاء مهاتير محمد في زيارة إلي مصر ليس من أجل وضع روشتة علاج الاقتصاد المصري ولكنه جاء لكي يعطي درسا في كيفية إدارة شئون البلاد والنهوض بها سياسيا واجتماعيا. لاشك أن في مصر الكثيرين مثل مهاتير محمد لدينا الدكتور أحمد زويل.. الدكتور مجدي يعقوب.. الدكتور محمد غنيم.. الدكتور محمد السيد وغيرهم كثيرون من رجال الاقتصاد والسياسة والقانون من أبناء مصر الشرفاء. لماذا لانستعين بآرائهم لحل تلك المشكلات التي تمر بها مصر من بطالة وتدهور التعليم وانخفاض مستوي العلاج بالمستشفيات. والعشوائيات.. وتدني مستوي الدخول.. وغيرها من مشاكل تحتاج إلي فكر وجهد كل مصري أصيل. لقد نجح النظام السابق في بث الشعور بعدم الانتماء للوطن ولكن آن الأوان لكي تعود الطيور المهاجرة إلي الوطن الأم لأن مصر في حاجة إليهم الآن وليس غدا . لقد لجأ مهاتير محمد إلي الأخذ بأساليب العلم واستقطب خيرة علماء بلاده لصنع النهضة في ماليزيا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وكان هذا هو الدرس الأول الذي تعلمناه من مهاتير في مدرسة مصر الحديثة .. ليس أمامنا سوي أن نذاكر الدرس لكي ننجح . كلمة أخيرة أود التركيز عليها وهي أن مهاتير محمد تولي المسئولية في ماليزيا عام 1981 أي نفس السنة التي تولي فيها الرئيس المخلوع حكم مصر انظروا أين ماليزيا التي أصبحت تقترب من أهم 8 دول صناعية علي مستوي العالم وكيف أصبحت مصر ؟.. سؤال أوجهه إلي ولاد مبارك الذين يرفعون شعار آسفين يا ريس!!