في المحل الصغير الذي اعتدته بحي الأفرنج ببورسعيد ببضاعته المتراصة حول مكتب صاحبته العجوز بمظهرها الراقي والصليب الذهبي الكبير علي صدرها وصور السيد المسيح والسيدة العذراء والشهيد مار جرجس علي جدرانه وكلمتها الواحدة في الأسعار، جلست أشتري احتياجاتي من ابنتها وحفيدتها وعلي صدر كل منهما نفس الصليب ووشم أزرق له علي المعصم وقد غابت لسبب ما نبهتني إليه سيدة محجبة بإسدال إسلامي حتي كفيها وقد ملأت الباب ببدنها الكبير وقد وقفت تسأل مترددة. هي الست الحاجه فين ؟ أجابت الإبنة بتلقائية الحاجة بتشتغل بالنهار وأمري ياحاجة إحنا تحت أمرك كل طلباتك مجابة زي ما تكون الست الحاجة موجودة بالضبط. فترددت السيدة قليلا لتضيف أنا أتفقت مع الست الحاجة علي الأسعار وقلت لها أجيلك وقت تاني. فكررت الابنة وماله يا حاجة اللي اتفقت معاكي عليه يمشي إحنا تحت أمرك فتقدمت السيدة علي استحياءلضيق المكان لتشير الي بنطلون جينز وبلوزة وردية اللون فهمت أنها لابنتها الشابة وقد أضطرتها الي شراء ماركة ملابس أجنبية كزميلاتها بالقطع وحرصت أن أستوثق مما ترددانه من أسعار فوجدتها في حدود المعقول لكن السيدة اعترضت علي السعر لأن الست الحاجة اتفقت معاها علي سعر آخر ذكرته ولم تتردد الابنة في أن تقول لها مادامت الست الحاجة اتفقت معاكي يبقي كلامها ماشي وحصلت منها المبلغ ووضعت لها الملابس في حقيبة زاهية باسم المحل قائلة لها مبروك عليها فعقبت ممتنة والنبي لما تيجي الست الحاجه تشكريها. وردت الابنة بتلقائية يوصل ...مع السلامة يا حاجة ❊❊ وكنت وسط انهماكي في مشترياتي قد رصدت الحوار فتركت ما بيدي وجلست أضع ساقا علي الأخري ساندا خدي بكف يدي أتفرج علي المصريين.