بصفقات مثل "ناساماز" ومناورة "النجم الساطع".. آليات التحكم الأمريكي في قرار السلاح في مصر    لم يصدر قرارات ملزمة بخصوص السد الأثيوبي .. مراقبون: احتجاج السيسي أمام مجلس الأمن لن يروي ظمأ مصر    افتتاح معرض "أهلا مدارس" بالواحات البحرية لتوفير المستلزمات بأسعار مخفضة    مدبولي: نستهدف خفض الدين العام لمستويات تاريخية غير مسبوقة    إحياء وسط البلد.. الحكومة تتحرك للحفاظ على التراث وإعادة رونق القاهرة التاريخية    الصادرات المصرية تنمو 20%.. والحكومة تستهدف مضاعفة العوائد لدعم السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    "الناشرين المصريين" والبريد المصري يبحثون بروتوكول تعاون في مجال الطباعة والخدمات اللوجستية    رئيس الوزراء القطري: إسرائيل خدعتنا والهجوم قتل آمال الرهائن في غزة    فلسطين: ارتفاع عدد الشهداء بغارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ الفجر إلى 79    رئيس وزراء قطر: يجب تقديم نتنياهو للعدالة    الداخلية التونسية تصدر بيانا عن استهداف سفينة فى ميناء بوسعيد    #ثورة_نيبال تتصدر التواصل بعد هروب الرئيس إلى "دبي".. وناشطون: استعد يا متعاص    ظهور عنصر نسائي، حكام مباريات غدا الجمعة بالدوري المصري    شركة تستعين بعصابة أمريكية مُعادية للإسلام لإدارة مواقع المساعدات بغزة    رفعوا علم فلسطين وهتفوا هذا "هتلر العصر" ..مؤيدون لغزة يواجهون ترامب داخل مطعم بواشنطن    مش مصريين، حبس شخصين لاتهامهما بتحطيم زجاج سيارة وسرقة محتوياتها بالجيزة    إصابة 16 شخصا بأعراض تسمم تناولوا عشاء فى حفل زفاف بالسويس    إصابة شخص إثر تصادم قطار وسيارة ملاكى بالسويس    د.حماد عبدالله يكتب: حرية الرأى "وقلة الأدب" !!    فرنسا تكشف قائمتها المختصرة لأفضل فيلم عالمي في أوسكار 2026    إنذارات للمنتفعين بالأراضي الفضاء في رأس البر للإسراع في إجراءات البناء    اعتقال 500 متظاهر ضد التقشف في فرنسا خلال تنصيب رئيس الوزراء الجديد    أشرف زكي للفرق المستقلة: كلمة فشل ليست في قاموسنا.. ونحن تحت أمركم    ندوة محمد العرابي تجمع قيادات الإسماعيلية وقناة السويس    وول ستريت جورنال: ترامب غضب لأنه علم بالهجوم في قطر من البنتاجون وليس إسرائيل    اعتقالات واقتحامات بالقدس.. الاحتلال الإسرائيلي يداهم كفر عقب وأبو ديس وبيت عنان    العتباني حكما لمباراة زد والإسماعيلى.. والقلاوي لفاركو والاتحاد    وفاءً بالوعد| وليد دعبس يستقبل الصحفيين ويؤكد: الإعلام الرياضي شريك نجاح    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الخميس 11-9-2025 بعد الانخفاض في الصاغة    فتح تحويلات تقليل الاغتراب على موقع التنسيق لطلاب المرحلة الثالثة    طلاب لقاء الصداقة بجامعة قناة السويس وذوو الهمم يشاركون في حضور مباراة مصر وتونس    إصابة 5 أشخاص إثر حريق شقة فى السويس    "سعر الواحدة 800 ألف ومستوحاة من دوري الأبطال".. 6 صور لساعة مبابي الجديدة    وفاه وإصابة أربعة أشخاص إثر مشاجرة بالاسلحة النارية بمركز أبنوب بأسيوط    إصابة طفل صدمته سيارة تاكسي في شارع أسوان بمحافظة بورسعيد    94.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات الأربعاء    "يعملن وكلاء لهم".. 10 صور لأشهر زوجات وأمهات لاعبي الكرة    الأهلي يؤجل حسم مصير حسين الشحات رغم عرض الاتحاد الليبى    هالة صدقي عن أزمة سلوم حداد: "محق والهجوم عليه حساسية مفرطة"    ضياء رشوان: الولايات المتحدة في حرج شديد بسبب الضربة الإسرائيلية على قطر    الهيبة.. إطلالة غنائية جديدة باللهجة المصرية للفنانة إيفا ماضي    النعناع يعالج التهابات الجلد ورائحة الفم الكريهة    طبيب مصري يكشف تفاصيل ابتكاره علاجا لمرض نادر في البلع واعتماده عالميًا    نائب وزير الصحة يتفقد مشروع تطوير مستشفى أبنوب المركزى ومستشفى المبرة للتأمين الصحى بأسيوط    إصابة 8 أشخاص بإعياء شديد بعد تناول وجبة غذاء بكوم أمبو    فيلم ماما وبابا يتخطى 10 ملايين جنيه خلال أسبوعى عرض بالسينما    «قصور الثقافة» تختتم فعاليات مهرجان «صيف بلدنا» بمطروح    ما حكم تشغيل القرآن الكريم في المنزل عند الخروج منه؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم الصلاة خلف إمام عبر التليفزيون أو الإنترنت؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    "المهندسين" تكرم خريجي برامج إدارة المشروعات والمخاطر الاحترافية    جامعة الجلالة تحتفل بختام برنامج جامعة الطفل.. وتؤكد التزامها بدعم جيل من العلماء والمبتكرين    خالد الجندى: احتفلوا برسول الله بإحيائه فى قلوبكم    زوجها طلقها على فراش الموت لحرمانها من الميراث ماذا تفعل؟.. أمين الفتوى يُجيب    نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: ضبط 6 سيدات يروجن لأعمال منافية للآداب.. والبابا يلتقى زوجات الكهنة    شوبير: بكاء إبراهيم وسعفان يوضح حجم الضغوط على جهاز المنتخب    محافظ بورسعيد يفتتح 14 سرير عناية مركزة بمستشفى الصدر    غدًا.. ختام المرحلة الثانية من مسابقة دولة التلاوة بالأوقاف    وزير الصحة يستقبل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتعزيز التعاون في تطوير المنظومة الصحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقام السيدة سكينة.. درة شارع الأشراف
نشر في آخر ساعة يوم 25 - 10 - 2016

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، من أشهر آل البيت الذين تشرفت مصر بقدومهم إليها، واحتضنت آثارهم بين جنباتها، وتعد السيدة سكينة واحدة من أشهر آل البيت النبوي، فهي بنت الحسين الشهيد، وعمها الحسن السبط، وعمتها زينب الكبري عقيلة بني هاشم، التي تولت سكينة بالرعاية بعد مقتل والدها الحسين في موقعة كربلاء في العام 61 من الهجرة النبوية.
ولدت السيدة سكينة في العام 47 هجريا علي وجه التقريب، ولقبتها أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي، لكونها فتاة خفيفة الروح، ولما لها من مرح وحيوية وطمأنينة ووقار، حتي غلب هذا اللقب علي اسمها الحقيقي آمنة، الذي تسمت به يوم مولدها. شهدت السيدة سكينة فاجعة مقتل والدها وإخوتها وأبناء أعمامها في موقعة كربلاء، ما أثر علي آل البيت عموما، وفضلت هي أن تتفرغ للعبادة وتدعو لمن مات بالرحمة وأن يتقبلهم الله عنده من الشهداء والصديقين.
وكانت السيدة سكينة من أعلي أهل زمانها علما وثقافة، فهي خريجة بيت النبوة، فجدتها لأبيها هي السيدة فاطة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم، لذلك تولت أمها الرباب تزويدها بأدب النبوة تساعدها في ذلك السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، لذلك خرجت السيدة سكينة للدنيا وهي علي مكانة عالية من الأدب والفصاحة بجانب تقواها وورعها وحسن عبادتها، فضلا عن أنها كانت شاعرة تقرض الشعر وتنقده.
هذه الروحانيات التي تعطر سيرة السيدة سكينة تسيطر علي الداخل لمقامها القريب من مسجد السيدة نفيسة، فعندما تدخل المكان تشعر بالراحة والسكينة والهدوء، كما تجد المقام مليئا بالأشعار والآيات القرآنية، التي تدخلك في حالة صوفية تجعلك تنسي الدنيا وهمومها وتقترب خطوات إلي السماء فتناجي رب العرش العظيم بكل ما في نفسك.
ورغم وجود مقام السيدة سكينة في قلب القاهرة القديمة، لكن كثر الاختلاف حول حقيقة وجود جثمانها داخل هذا الضريح، فهناك مقام آخر لها في مدينة دمشق بمدفن الفاطميات، وآخر في المدينة المنورة، وآخر بمكة.
ولكن الأدلة التاريخية تؤكد أن السيدة سكينة جاءت بالفعل إلي مصر ومكثت فيها فترة بعد استشهاد والدها الحسين بن علي، وعمرها 14 عاما ثم ماتت أمها بعده بسنة، فعاشت في كنف أخيها زين العابدين علي، وكانت خطبت من قبل إلي ابن عمها عبد الله بن الحسن، ولكنه قتل قبل أن يتزوجها فقد استشهد مع أبيها الحسين في كربلاء، وظلت ترفض الزواج حتي جاءها مصعب بن الزبير، فتزوجته وأنجبت منه فاطمة، حتي قتل هو الآخر، فتزوجت بعده عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، وكان كريما وتقيا وأنجبت منه عدة أولاد، ولكنها روعت بفقد هذا الزوج الكريم الذي جدد أحزانها مرة أخري.
ثم تعرضت لزيجة فاشلة من زيد بن عمرو العثماني، وكان مثلا في البخل والشح لدرجة أن الناس كانوا يتندرون ببخله، فانتهت الزيجة بالطلاق، لأن سكينة سليلة الكرم والسجاء والمروءة ما كانت لتقبل بالشح، وبعدما توالت الأحداث المؤلمة عليها ومن ضمنها حملها هي ونساء آل البيت سبايا بعد موقعة كربلاء إلي والي الكوفة عبيد الله بن زياد، ثم إلي الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في دمشق، قررت السيدة سكينة الاهتمام بتعليم المسلمين أمور دينهم، حتي أصبح شغلها الشاغل حيث تشربت العلم من بيت النبوة الكريم.
وعن حقيقة دفن السيدة سكينة في مصر، يقول الدكتور أسامة إسماعيل، مدير إدارة الأوقاف والمسئول عن المساجد ل "دين ودنيا": "حتي لو اختلف في مكان الدفن فليس معني هذا التعارض، فأرواح الصالحين تطير في كل مكان، وإن كان الجسد الشريف للسيدة سكينة قد دفن بمصر أو كربلاء أو سوريا أو غيرها من المواقع، وأقيم له ضريح في مكان آخر فهذا إحياء لذكري آل البيت، والغرض ليس وجود الجسد بمكان معين بل مناقبه وهي الأسوة الحقيقية التي أمرنا رسولنا صلي الله عليه وسلم أن نتأسي بهم، وأن نتذكر دائما سيرتهم العطرة لتكون حافزا دائما لكل مسلم، فهم من ذكرهم الله تعالي في كتابه العزيز بقوله: }إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا{، والسيدة سكينة قدر الله عز وجل أن تكون ضمن آل البيت الذين ضمهم شارع الأشراف في القاهرة، والذين تشرفت مصر بوجودهم علي أرضها، والمقام هنا معروف لدي المصريين من أقصي الصعيد إلي أطراف الدلتا، حيث يقصدها المريدون في كل مكان، ودراسة مناقب السيدة الطاهرة سكينة رضي الله عنها تبعث الأمن والأمان والسكون والاستقرار في النفوس التي تريد أن تسير علي درب رسول الله صلي الله عليه وسلم، فينشرون الأخلاق حيث حلوا.
ويواصل إسماعيل قائلا: إن السيدة سكينة قبل أن تظهر في مصر كانت في مكة عندما كانت تبلغ من العمر 13 عاما حين أقبل موسم الحج وكانت قبلة للأنظار لحسنها وظرف حديثا وسعة علمها، حيث صارت مثلا يحتذي في كل خلق حسن فضلا عن تعبدها، وأهل المنطقة المحيطة بقبر السيدة سكينة والذين يسكنون بجوارها يحبونها ويفرحون بزائريها، وهذه سمة المصريين في حبهم لآل البيت، وهذا يتجلي في قول سيدنا أبي بكر الصديق: "والذي نفسي بيده إن ودي لقرابة رسول الله أولي من ودي لقرابتي"، ويقول الإمام الشافعي شعرًا:
"يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.