يحتفل العالم الإسلامي في السابع والعشرين من شهر رجب بذكري الإسراء والمعراج.. إسراء الرسول الكريم »[« من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي، والعروج به إلي السموات العلي، حيث رأي من آيات ربه الكبري ما رأي، وحيث فرضت الصلاة. والمتأمل في الإسراء والمعراج، سوف يري أي معجزة تلك إنها معجزة تفوق التصور الإنساني، لأن المسافات في الكون تقدر بملايين السنين الضوئية، ورغم ذلك فقد عاد أعظم رسل السماء »[« ومازال فراشه دافئا. إن عظمة الله- جل جلاله- فوق الوصف وفوق التصور وفوق التخيل .. إنه يقول للشيء كن فيكون. ومن هنا نري أن الرسول »[« عندما أعلن الناس برحلته المقدسة، سخر أبوجهل، وارتد بعض ضعاف الإيمان عن الإسلام، غير أن الصديق عندما أخبروه بقول الرسول الكريم، لم يندهش الصديق، وقال لمن أخبره بذلك: - أي بأس ؟ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك .. أصدقه في خبر السماء يأتيه في غدوة أو روحه . ثم قال: إن كان قال فقد صدق.. وذهب الصديق إلي الكعبة حيث كان رسول الله يتحدث عن رحلة الإسراء والمعراج، وشق صفوف الناس، وعانق أعظم رسل الله وقال: بأبي أنت وأمي يارسول الله . والله إنك لصادق.. والله إنك لصادق وعن أهمية الصلاة وفرضها علي المسلمين في السماء ليلة المعراج يقول الإمام الدكتور عبدالحليم محمود: لقد كان جبريل »\«، ينزل بالوحي مبلغا رسول الله »[« قواعد التشريع ومبادئ الأخلاق وأصول العقيدة ومسائلها، فلما حان فرض الصلاة عدل الله سبحانه وتعالي، عن هذا الاتجاه إلي دعوة رسول الله [ ليكون بنفسه في الحضرة الإلهية ليبلغه الله سبحانه وتعالي بطريق مباشر أمر الصلاة وكان ذلك تشريفا للرسول [ وكان ذلك أيضا إعلانا عن أهمية الصلاة، إنها لم تفرض بالطريق العادي تكريما له وتشريفا. لقد تجاوز رسول الله [ السموات، سماء سماء، تجاوزها مكانا، ولكنه تجاوزها أيضا، مكانة روحية، وذلك أنه [ في هذه اللحظات الحاسمة، التي كان يتهيأ فيها للمثول بين يدي رب العزة، كان يترقي روحيا في سرعة تقل عنها سرعة البرق. لقد تجاوز مكانة آدم \ الروحية في السماء الأولي، وتجاوز مكانة عيسي ويحيي عليهما السلام في السماء الثانية، وهكذا حتي تجاوز مكانة إبراهيم \ في السماء السابعة، وتجاوز الكون كله، مادة وروحا، ووصل إلي سدرة المنتهي، ثم كان من القرب بحيث أصبح قاب قوسين أو أدني، متجاوزا بذلك مكانة جبريل \ »فأوحي إلي عبده ما أوحي« وكان مما أوحاه الله إليه أمر الصلاة.