استعادت مصر مكانتها وهيبتها بعد ما أعلنته لكافة الدول عربية أو أجنبية التي عرضت مساعدتها لدعم الاقتصاد المصري بأن مصر تقدر تلك المواقف إلا أنها ترفض أن تكون تلك المساعدات في شكل قروض حتي لا تتحمل الحكومة القادمة أية أعباء .. كما كان الرد المصري حازما لا يقبل النقاش فيما رددته بعض الدول العربية بتقديم عروض سخية مقابل التدخل في محاكمات بعض رموز الفساد سواء بالإعفاء من العقوبة أو تخفيفها (! ) هذه الردود الحازمة جاءت بعد قيام ثورة يناير التي طاردت الفاسدين وأكدت علي ضرورة محاكمتهم لما اقترفت أيديهم من نهب وسرقة وقتل ولذلك لم يكن غريبا علي مصر ما بعد الثورة أن ترفض تلك المساعدات التي كان الهدف منها مآرب أخري .. ولذلك اشترطت مصر أن تكون تلك الأموال في شكل استثمارات لإقامة مصانع أو شركات أو أية مشروعات يمكن أن تساهم في تشغيل الشباب وتفتح أبواب الرزق لمن اشتروا وهم الخصخصة . لاشك أن تلك القرارات أعادت لمصر هيبتها وعزتها وكرامتها أمام العالم لأنها احترمت إرادة الشعب بعد أن كانت القرارات سواء سياسية أو اقتصادية تصدر من النظام السابق بحساب التوازنات أو بأية حسابات أخري ( ! ) ولعلنا نتذكر قرار إغلاق معبر رفح أمام الأخوة الفلسطينيين وقت أزمة الهجوم علي غزة إرضاء لإسرائيل .. ولعلنا نتذكر موقف مصرمن الحرب علي العراق إرضاء لأمريكا .. ولعلنا نتذكر موقفنا المهين أمام الشروط القاسية لصندوق النكد الدولي كما يسمونه بعد الدمار الذي حل بمصر وتم زيادة الضرائب بصورة مجحفة وغيرها من قرارات لم تراع إرادة الشعب في وقت كان الفقراء يتألمون جوعا بينما أصحاب القرار عصابة النظام السابق يضحكون ويهللون كلما ازدادت أرصدتهم في البنوك علي حساب الأطفال المرضي وسكان العشوائيات الذين عاشوا تحت خط الفقر .. الغريب أن دولا أخري مثل الهند وشيلي استعانت بأموال صندوق النقد الدولي ولكن بشروطها التي تحترم الحياة الكريمة لشعوبها ولم تفكر تلك الدول في طحن الشعب أو سرقة أمواله .. إنها بحق دول حققت الكرامة لشعوبها وكسبت احترام العالم .