أحد أركان الإسلام الخمسة، فرضها الله علي المسلمين، لأنها تعدُّ أفضل طريق يساعد العبد علي التقرُّب إلي الله سبحانه وتعالي ، لأنه عز وجل يكون أقرب ما يكون إلي العبد وهو ساجد، لذلك فإن الصلاة تكون وسيلة الإنسان للتخلص من التوتر والقلق والشعور بالراحة النفسية، وهو ما أكدته دراسة أمريكية حديثة، أثبتت أن الخشوع في الصلاة يبدِّد الكثير من مظاهر القلق والتوتر النفسي، ما عبر عنه النداء الرباني في قوله تعالي: }يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين{ (البقرة: 153). الدراسة الأمريكية قالت إن الإنسان حينما يصلي بخشوع فإن منطقة اللوزة العصبية في الدماغ المسئولة عن نشاط القلق والتوتر ينخفض نشاطها بشكل ملحوظ، وفي المقابل يرتفع نشاط المناطق المسئولة عن نشر إحساس الاطمئنان والسكون في الجسد، الأمر الذي يترتب عليه إفراز هرمونات تساعد علي تجاوز الشعور السلبي إجمالاً. فالخشوع في الصلاة يساعد المؤمن علي زيادة معدلات التأمل والتركيز، وهي أمور أساسية لمواجهة التوتر والإرهاق العصبي، فضلا عن أن الاستقرار النفسي الذي تتيحه الصلاة يساعد في تعليم المسلم كيفية التحكم في الغضب والبعد عن التسرُّع والتهور في اتخاذ القرارات، فالصلاة تعلم الإنسان كيف يكون هادئا متواضعا لله سبحانه وتعالي، وهو ما يمنح المسلم الاستقرار النفسي الذي يجعله أقدر علي مواجهة ضغوط الحياة. من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي، إن منطقة اللوزة العصبية التي توجد في جسم الإنسان مسؤولة عن شعور الشخص بالقلق والتوتر، والصلاة تساعد علي خفض نشاط التوتر والقلق من خلال تقليل إفراز هرمون اللوزة العصبية، وتساعد علي بث شعور الطمأنينة والأمان، ما يجعل المسلم يشعر براحة نفسية. وتابع عبد الله: "الصلاة بشكل عام تساعد علي تهدئة الإنسان نفسياً، لأنه حينما يصلي ينسي كل همومه وأحزانه، ولا يشغله طوال وقت الصلاة سوي التقرب إلي الله عز وجل، وهنا يشعر الإنسان براحة البال، ولا يفكر في أي شيء يقلقه، ما يساعد في إفراز الهرمونات التي تعمل علي تهدئة الجسم وإشعاره بالاسترخاء، ما يؤثر إيجابيا في الحالة النفسية للمصلين، بما يبعدهم عن القلق النفسي". وتتفق معه في الرأي إلهام سعادة، الإخصائية النفسية، قائلة ل "دين ودنيا": "ضغوط الحياة والعمل تجعل الإنسان يشعر بالتوتر والضيق النفسي طوال الوقت، ولا يوجد أفضل من الصلاة كي تكون وسيلة الإنسان للتخلص من القلق والتوتر، فالخالق سبحانه فرض الصلاة علي الإنسان كي تكون أفضل وسيلة للتقرُّب إليه، ويستطيع من خلالها التخلص من همومه بالدعاء إلي الله عز وجل، والحديث إليه من خلالها ما يساعد في تفريغ الشحنة السلبية وتحقيق الاستقرار النفسي للإنسان". في السياق، أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقاً، أن الله سبحانه وتعالي لم يقر العبادات علي المسلمين عبثا، ولم يكن ليأمرهم بشيء يضرهم ولا ينفعهم، فالصلاة لها آثار نفسية غير مجهولة، لأن أصل الصلاة هو الخشوع بين يدي الله، فليس لمن يقف بين يدي الخالق سبحانه إلا أن يشعر بالهدوء النفسي والتواضع والصبر، فعندما يقف المؤمن للصلاة يشعر بعظمة الرحمن الرحيم ويحس بصغر حجمه وتواضع قوته أمام العظيم، هذه الأحاسيس تساعد ولا شك في تحقيق الاستقرار النفسي للإنسان والبعد عن أمراض النفس بما في ذلك الاكئتاب والقلق والانفعالات النفسية.