رغم الهدوء الذي يتجلي في حضورها الأنيق، تكتشف أنها مسكونة بفلسفة خاصة تجسد عمق ثقافتها وتفكيرها الإيجابي، وبروح التحدي كانت ضمن العشرة الأوائل علي الجمهورية في الثانوية العامة وحققت رغبتها في دخول كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وحصلت علي منصب معيدة لتفوقها، وتباعاً حصلت علي درجتي الماجستير والدكتوراه بامتياز، ولأنها كانت مميزة اختارها مسئولو جامعة عين شمس لتولي منصب رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب وبعدها تم تعيينها عميدة للكلية، كما شغلت نفس المنصب بكلية الإمارات للتكنولوجيا بالإمارات، وتولت مناصب عديدة بعد عمادة المعهد الكندي للتكنولوجيا، بجانب مؤلفاتها العلمية المتميزة، ومازالت الدكتورة سوزان قليني تشير إلي وجود فوضي إعلامية شديدة وبالأخص في قنواتنا الفضائية ولأنها مازالت تعيش رؤيتها في التحدي وعبور دروب النجومية والإبداع اختيرت بقرار جمهوري عام 2016 عضوا بالمجلس القومي للمرأة وتولت منصب مقررة الإعلام. في بداية حديثها أكدت الدكتورة سوزان تميزها بموهبة تشييد الجسور نحو الانطلاق والنجومية التي ظلت طوال سنوات دراستها تبحث عن صدي لطموحاتها ومرآة لأحلامها، ولذا اختارت الكتب والعلم صديقاً لها وكانت لا تبطئ بما تريد أن تفعله وتعترف بأن ست الحبايب ووالدها رحمهما الله كان لهما الدور الأساسي في تكوين شخصيتها وإظهار عزيمتها وإرادتها في التحدي، التي كانت واضحة منذ انتقالها من مسقط رأس الأجداد في مركز »قلين» بمحافظة كفر الشيخ إلي الحياة في جاردن سيتي واستكمال مراحل دراستها الابتدائية والإعدادية فالثانوية، التي جاءت فيها ترتيبها الثامن علي مستوي الجمهورية. وفضلت دخول كلية الإعلام جامعة القاهرة ونظرا لتفوقها وحصولها علي البكالوريوس بامتياز تم تعيينها معيدة بالكلية وتوالي حصولها علي درجتي الماجستير ثم الدكتوراه بدرجتي امتياز، وظلت في كلية الإعلام حتي حصلت علي درجة أستاذ مساعد. تقول: حدث أن تم افتتاح قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس فترة رئاسة الدكتور حسن غلاب (رحمه الله) للجامعة، ووقتها طلبوني لتولي قيادة قسم الإعلام عام 1998، وبهذا كنت أول رئيس للقسم في كلية الآداب علما بأن هذا القسم تم افتتاحه عام 1996، ثم حصلت علي الأستاذية في الكلية عام 2000، وفي 2001 توليت إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط للدراسات المستقبلية، بالإضافة لعملي رئيساً لقسم الإعلام، وتدرجت في المناصب وتوليت بعدها منصب عميدة المعهد الكندي للإعلام. وأكدت أنها لم تنجرف وراء الانتشار، وقررت الاختيار الصعب، فنجحت في تحقيق جزء من طموحاتها بعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً بتعيينها عميدة للكلية، بخلاف شغل نفس المنصب عام 2012 2013 بكلية الإمارات للتكنولوجيا بدولة الإمارات، كما أنها شغلت منصب الأمين العام لمركز التعاون الأوروبي وأيضا أمين مجلس الدراسات والبحوث الإعلامية بمعهد البحوث والدراسات العربية من قبل في عام 2006. تشير الدكتورة سوزان إلي أن كل الدفعات التي تخرجت في الأماكن التي عملت بها أغلبهم يستحق الإشادة لكونهم أثروا الساحة والمجال الإعلامي بكل جديد وهام يسعي لرفعة شأن المجتمع.. علاوة علي أن الأجمل بالنسبة لها هو حصولها علي اعتماد الهيئة القومية للجودة والتعليم، وبذلك أصبحت كلية الآداب بوجود قسم الإعلام كلية معتمدة، ورغم كل ذلك تؤكد أننا نعيش الآن في فوضي إعلامية ولا توجد سياسة إعلامية واضحة، وهذا واضح في تناول الموضوعات والفوضي في إنشاء قنوات خاصة لا تعبر أي منها عن رأي الشعب ولا يوجد رؤية لها ولا تتسم بالمهنية. وفي الوقت ذاته تري أن هناك أملاً في الإصلاح، لكن ذلك يحتاج إلي سياسة إعلامية واضحة، مع ضرورة عودة منصب وزير الإعلام المثقف القوي الذي يخدم سياسات الدولة كلها. وعن علاقتها بعالم الأناقة تقول إنها ترتدي ما يلائمها تماماً من مجموعة كبار مصممي الأزياء، سواء للصيف أو الشتاء التي تطرح باقة من الألوان المضيئة كالأصفر والأخضر والفوشيا في تصاميم توفر الكثير من الراحة والبساطة والأناقة في آن واحد، مشيرة إلي أنها لا تميل في ماكياجها إلي التصنع، فالبساطة تبقي الأجمل في كل زمان ومكان، ولا تخفي أنها تراعي عند اختيارها لحقائبها أن تكون عملية و"شيك" وتناسب ما ترتديه من أزياء، بينما تختار ارتداء أحذية مريحة في المقام الأول. ولا تجد الدكتورة سوزان سعادة أجمل من هواية مطالعة الكتب في ظل البحث عن كل جديد تخوض به مجال التأليف بعدما أثرت المكتبة الأدبية بمؤلفات عِدة، أبرزها الإعلام الدولي وفضائيات العولمة، الإعلام والتيارات الفكرية والفنية المعاصرة، التدريب والإنتاج الإعلامي، الإعلام التعاوني.. الإخراج في الراديو والتليفزيون، إنتاج المواد الإعلامية، التوثيق الإعلامي، ونتيجة لهذا العطاء المتميز اختارها الرئيس السيسي ضمن 30 عضوا من الشخصيات المؤثرة في مختلف المجالات لدخول المجلس القومي للمرأة، بل وتوليها منصب مقررة لجنة الإعلام بالمجلس. وتختتم حديثها بأنها دائماً تعمل بالحكمة التي تقول: "العمل مفتاح النجاح"، مؤكدة: "أجمل شيء في الدنيا أن نعمل بإخلاص، وأنا شخصياً مازلت لدي أحلام كثيرة في مجال العمل، ومازالت لدي طموحات أتمني تحقيقها".