وسط زحام السيارات التي تملأ شوارع القاهرة قد تلمح عيناك سيارة تجذب انتباهك، وقد تبعث في نفسك البهجة والسرور، ليس لكونها سيارة فارهة بل لأن النقوش التي تزينها تجعل من شكلها المألوف شكلًا جذابًا ومميزًا يجذب الانتباه سريعًا. سارة دياب، 22 عامًا، تدرس في الفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة حلوان، قررت أن تكسر حالة الملل وتبعث البهجة بين الناس من خلال ممارسة هوايتها "الرسم"، ولكن هذه المرة تضع لمساتها الفنية مترجمة علي لوحات لسيارات بأربع عجلات. تمارس سارة هوايتها في الهواء الطلق وسط الشارع، تفترش أقلامها وتبدع بألوانها أشكالًا ورسومات جميلة تبعث السعادة للناظرين، وتقول سارة إنها اكتشفت موهبتها في سن السابعة تقريبًا، وكانت تُحب رسم ما يلفت انتباهها وبدأت تتعلق بهذه الهواية كثيرًا، وتضيف: "منذ عام حينما أوحت صديقة لي بهذه الفكرة وعندما نفذت الفكرة علي سيارتها لاقت إعجابًا كبيرًا وترحيبًا من أصدقائها لدرجة أنهم كانوا يرغبون في تنفيذ الفكرة بسياراتهم. وعن الخامات التي تستخدمها في الرسم علي السيارات، قالت: "أنا أرسم بأقلام الدوكو العادية وألوانها المختلفة، ولكنني أنتوي الرسم بالفرشاة ودهان السيارات العادي في المرحلة القادمة"، وتضيف: "أنا أرسم في الشارع حاليًا فأنا لست مقيدة بالعمل داخل ورشة أو مكان مغلق، وقد واجهتني بسبب وجودي في الشارع بعض المواقف الطريفة فذات مرة كنت أقوم بالرسم علي سيارة ولم يكن صاحبها بجوارها فوجدت رجلًا يقترب مني وتبدو عليه علامات الاستغراب ثم قال لي بصوت مرتفع:إنتي بتعملي إيه هتبوظي عربية الراجل، فضحكت ثم أخبرته بأنني أقوم بتزيينها من أجل تجميلها، وعندما اقتنع تركني وذهب". تابعت: "بالطبع هناك من كان يسخر من الموضوع في البداية وهناك من كان يقول لي أنا أرسم أفضل منك، وذات مرة تعرضت لسرقة أعمالي من صفحتي علي ال"فيسبوك"، وهناك من ادعي أنها من صنعه، ولكن الأغلبية يشجعونني ويدعمونني وهناك الآلاف علي صفحتي يتابعون أعمالي وينتظرون الجديد مني دائمًا". سارة، أشارت إلي أن والدها وشقيقها كانا يرفضان الأمر في البداية، حيث كانت تنتهي من الرسم في أوقات متأخرة، مما كان يسبب لهما قلقًا عليها، لكنهما سرعان ما أدركا الأمر، وأصبحا يشجعانها ويدعمانها، كما أنها عرضت الفكرة علي أصدقائها طلاب فنون جميلة ولاقت ترحيبًا كبيرًا، وبدأ العديد من الشباب في تنفيذها بالفعل.