لاشك أن الثورة التي قادها شباب مصر في الخامس والعشرين من يناير، قد تركت بصماتها في مختلف مجالات الحياة في مصر، وكان لابد أن يصل تأثيرها إلي المجال الإبداعي، حيث يعبر الأدباء والشعراء عن مشاعرهم تجاه هذه الثورة المجيدة، وهذا ما حدث بالفعل فقد قرأت كتابا من إصدارات هيئة قصور الثقافة، »إقليم شرق الدلتا« عن قصر ثقافة فاقوس بالشرقية يحمل عنوان »إبداعات من رحم الثورة« ويقف وراء هذا الإنجاز مدير قصر ثقافة فاقوس إبراهيم خليل، ورئيس مجلس الإدارة محمود أحمد علي، ونائبه زكريا توفيق، وأعضاء مجلس الإدارة إبراهيم مصطفي، وسامح السيد شعير، ومحمد عبد الحفيظ، ويضم الكتاب بعض الإبداعات من شعر فصيح وشعر عامي، وقصة قصيرة، مايعبر به هؤلاء المبدعون عن رؤاهم لهذه الثورة الشابة التي أخرجت مصر من رحم التخلف والركود والجمود، لنأخذ مصر دورها الفاعل في عالمنا المعاصر، وتعوض أيام ركودها لننطلق إلي غد جديد.. أكثر أملا وإنتاجا واستشراقا لمنجزات العصر. ونقرأ في الكتاب كلمة لابد منها: إن شهداء ثورة 25 يناير لن يكونوا مجرد صور تعلق علي حائط يعلوها شريط أسود دليل علي الرحيل، فقد تحولوا إلي رموز للنضال سنظل نذكرهم دوما، وكلما أتت ذكري ال 25 يناير سيكونون في مقدمة المحتفلين معنا، فهم قد رحلوا إلي جنة الخلد.. رحلوا إلي صباح أجمل من كل الصباحات التي ستطل علينا حتي نلتقي جميعا. وهذه الكلمات الجميلة الموحية، والمعبرة عن شعور احتفاء أهل هذا الوطن بشهدائهم الأبرار، شهادة ميلاد لواقع أجمل وأفضل، ومستقبل ديمقراطي باهر ننتظره في الغد القريب، ونقرأ من هذه الإبداعات قول الشاعر سامح السيد شعير: افتح بابك يا تاريخ .. سجل مصر جديدة ترسم خطا .. يحمل سهما .. لاينهيه يأس.. أو يثنيه صد جدار. أفتح بابك يا تاريخ .. سجل اسم جنين ذاق حلاوة طعم الشمس.. سجل اسم وليد قابع في أحشاء الأم. ونقرأ لإيهاب عزت: مصر ياحرة يا أبية.. يا حبيبة وعفية جسم ولادك دقوا بابك .. جاي يضحي بروح عفية. وتتواصل الإبداعات فسنعد بقصيدة د. حلمي علي علي سالم »ذاكرة جديدة« وغيرها من قصائد يضمها هذا الإصدار الجيد، الذي يسجل مشاعر وأحاسيس وعواطف شعب أراد أن يتحرر وتحرر، وأراد أن يري النور ورأي النور.