تزايدت في السنوات الأخيرة أهمية دور الغاز الطبيعي، مع تزايد أعمال التنقيب والاستكشافات التي تمت طوال السنوات الماضية، ووفقا لأحدث تقديرات وزارة البترول فإن الغاز الطبيعي أصبح يمثل 60٪ من إجمالي الثروة البترولية مقارنة بنسبة 25٪ في بداية هذا العقد، مما يعكس الدور المتنامي لصناعة الغاز وزيادة هذا الدور في توفير الطاقة اللازمة لمختلف القطاعات الاقتصادية للوفاء بخطط التنمية الاقتصادية، أو من خلال ما تسهم به صادرات الغاز من توفير النقد الأجنبي اللازم لتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولعل مشروع خط غاز الصعيد يمثل أحد محاور التنمية بتوصيل الغاز الطبيعي إلي جنوب مصر، فخط الغاز يمتد من دهشور شمالا إلي أسوانجنوبا بطول 930 كيلو مترا، وهذا يمثل نقلة حضارية وتنموية كبيرة لمحافظات الصعيد، ويسهم في تحقيق البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك لإحداث التنمية الشاملة لمحافظات الصعيد بخلق مجتمعات عمرانية وصناعية جديدة ويوفر فرص عمل جديدة لشباب جنوبالوادي. كما أن التقدم الذي يحدث في إنجاز خط الغاز العربي يمثل أحد المعالم الرئيسية للعمل الاقتصادي العربي المشترك بإقامة شبكة عربية لنقل الغاز الطبيعي بين مصر والأردن وسوريا ولبنان، وجاري حاليا استكمال مراحله لربطه بشبكة الغاز التركية ثم بشبكة الغاز الأوروبية في مراحل تالية. والتوسع في استخدام الغاز الطبيعي يعكس الرؤية المستنيرة للمهندس سامح فهمي وزير البترول بتحقيق أقصي استفادة اقتصادية ممكنة من الغاز الطبيعي وبما يحقق أعلي عائد من خلال توفير طاقة نظيفة تخدم مشروعات التنمية خاصة في مجالات الصناعة، التي تحتاج إلي توفير الطاقة.. إلي جانب جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر لعمليات التنقيب والاستكشاف في ضوء ما يتوافر لدي مصر من إمكانات كبيرة وفرص واعدة لتحقيق مزيد من الاكتشافات الجديدة التي تزيد احتياطيات مصر من البترول والغاز الطبيعي!