❊❊ الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية أعلن عن أختيار مدير جديد لمركز الجزيرة للفنون بالزمالك والذي يضم متحف الخزف الإسلامي وقال إن اختيار مديري الإدارات سيتم من خلال اختبارات خاصة لقياس مدي كفاية الأداء الواجب تحقيقه بما يتفق وطبيعة نشاط القطاع وأهدافه، طبقاً للوائح المنظمة وأصدر قرارا بتشكيل لجنة للإشراف علي إجراء الاختبارات الخاصة باختيار مديري الإدارات تكفل لجميع المتقدمين فرصا متساوية وحقيقية لإثبات كفاءتهم لشغل الوظائف المعلن عنها. كنت أتابع علي شاشة الأوربت حديثا لعمرو أديب مع وزير السياحة الجديد منير فخري عبد النور الذي أعتبره من بين أفضل الوزراء الذين عملوا في هذه الفترة القصيرة.. فحينما تولي الوزارة سافر إلي الخارج في المعرض السياحي الدولي في برلين.. وتعرف علي الكثير من رجال السياحة.. وكانت النتيجة أن بدأ السياح يفدون إلي مصر.. حقيقة إنهم قلة.. ولكن مع تغيير المناخ المصري الآن إلي مناخ أفضل.. ومسئولين يحبون بلدهم ولا يستنزفونها ستتحقق المعجزة.. التي ربما تستغرق وقتا طويلا. كان حديث عمرو مع وزير السياحة حديثا ممتعا.. ونحن في انتظار مجتمع وحياة أفضل بعد ثلاثين عاما علي الإنسان المصري الذي عاني كثيرا من الفقر والحرمان والبطالة.. وتعتبر السياحة من أهم موارد الاقتصاد في مصر. ❊❊❊ بعد حديث الوزير تابعت علي قناة أخري فيلما تسجيليا للمخرجة التسجيلية القديرة سميحة الغنيمي فيلم »القاهرة بالليل« وسميحة تحب عملها جدا، لم أكن أتصور بالرغم من أني عشت طوال حياتي في القاهرة.. أن هذه هي القاهرة.. إنها حقيقة أجمل بلاد العالم.. ولا أبالغ فقد رزت معظم بلاد العالم ولم أر ما رأيته في بلدنا التي تعيش ليل نهار وتتميز بالمعمار الجميل فأهم الأماكن .. المتحف المصري والمعمار الإسلامي والمسيحي.. أيضا خان الخليل هذا المكان العتيق الذي يفد إليه السياح وتصنع فيه التحف المحلية التي نشتهر بها والمشغولات اليدوية التي تصنع أيضا بشكل مبهر... أما نهر النيل فهو شيء آخر.. والذي تنظر إليه ليلا كتحفة فنية رائعة ولكن ينقصها شيء هام جدا وهو الدعاية لمصر في كل البلاد.. وأذكر حينما أذهب إلي المهرجانات السينمائية الدولية لا أجد أي نوع من الدعاية لمصر وأفلامها.. مع أن كل دولة حتي لو كانت فقيرة تقيم »ستاند« أو مكتب رعاية في سوق الفيلم.. وخاصة إسرائيل.. ولا أجد أي نوع من الدعاية لأفلامنا.. والمفروض أن تقوم به وزارة الثقافة لكنها لاتستجيب لذلك وتعتمد علي أصحاب وشركات الأفلام ذات الميزانية المحدودة. إن القاهرة هي البلد الوحيد في العالم الذي لاينام.. ففي أي بلد في أوروبا أو أمريكا تغلق المحلات وتطفأ الأنوار في الساعة الثامنة مساء.. ويجب أن تتعشي قبل ذلك لأنك لن تجد مطعما مفتوحا أما السائح في مصر فهو يستمتع في كل وقت ليشاهد القاهرة ليلا ونهارا ولكن كيف نجيد هذا البند.. حقيقة إنه يحتاج إلي المال الكثير.. ولكن سيجني أكثر بكثير من مصاريف الدعاية ويعتبر فيلم سميحة الغنيمي هو »القاهرة بالليل« بل كل أفلامها أحسن نوع من الدعاية في الخارج.. وأقول لنفسي ما كل هذا الإبهار ياسميحة؟ هذا مانشاهده في كل أفلامها .. وهي التي صنعت بحب رحلة العائلة المقدسة في مصر الذي أبدعت فيه وهي رحلة هروب السيدة العذراء وطفلها إلي مصر لحمايته من هيرودس أثناء حكم الرومان.. وطافت البلد من شمالها إلي جنوبها ومشت فوق الرمال في عز الحر.. وصاحبتها في رحلتها في النهر.. وفي الرمال حينما سافرت بها فوق دابة إلي أن وصلوا إلي دير المحرق الذي مكثوا به ستة شهور.. وهي التي جاء ذكرها في الكتاب المقدس »مبارك شعبي مصر«.. لقد تغيرت ملامح هذه الأماكن ولكن سميحة استطاعت بأسلوبها في الإخراج أن تقدم ملامحها إلي الماضي. ❊❊❊ حين تزوجت سميحة الغنيمي من رجل أعمال يعمل في كندا.. أخذت إجازة لمدة سنتين من التليفزيون وتركت عملها في هذه الفترة.. لكنها لم تسطع أن تعيش هناك.. أن الخواطر تهاجمها وتزدحم في ذهنها بأعمال كثيرة. ❊❊❊ حينما رزت أمريكا في رحلة نظمها رجل السياحة عادل حسني وأسماها »في حب مصر« وكانت تضم معظم الممثلين وعارضات الأزياء والصحفيين وأقاموا حفلات كنوع من الدعاية لمصر.. جاءت سميحة من كندا لمشاهدة المصريين الذين رأت مصر في عيونهم. وكان عيد الأضحي في اليوم التالي لوصولنا إلي كندا وأقام عادل حسني مائدة الفطور.. واتصلت بسميحة لتحضر معنا هذه المناسبة الجميلة وكان يوم عيد فعلا بالنسبة لها فمنذ وصلت كندا لم تحتفل بأي عيد.. والتف حولها المصريون لسؤالها واستمعت لآرائهم.. وكيف بعد أن وصلت إلي هذه المكانة وحصلت علي عشرات الجوائز المحلية والدولية أن تترك كل هذا وتسافر إلي آخر الدنيا وأصيبت بحالة من الاكتئاب.. وعادت إلي مصر يصحبها زوجها الذي أصيب هو بحالة من الاكتئاب لأنه لايعمل في الوقت الذي انشغلت هي ليل نهار لتخرج تحفها الجميلة بالعودة إلي بلدها الحبيب. وأتعجب .. وهذه مسئولية التليفزيون الذي لايقدم مثل هذه الأعمال التسجيلية في القنوات الفضائية التي يراها العالم كله. ❊❊❊ وبهذه المناسبة أذكر أن حفيدتي المقيمة في أمريكا مع أسرتها وكانت لاتزال طفلة حينما ذهبت إلي المدرسة وعرف زملاؤها أنها قادمة من مصر.. سألوها : ألا زلتم تركبون الجمال؟ وغضبت الحفيدة جدا.. وذهبت لتقول لأمها ماسمعته.. فغضبت الأم بدورها وسهرت طول الليل تعمل علي جهاز الكمبيوتر لتصنع فيلما تسجيليا عن مصر الحديثة.. وذهبت مع الابنة في اليوم التالي لعرض الفيلم علي الفصل.. انبهر التلاميذ الصغار هل حقيقة هذه هي مصر؟ وعرض الفيلم عرضا عاما في كل المدرسة. ياريت كل الذين يعيشون في بلاد المهجر يعملون مثلما عملت الأم والحفيدة.. لأتذكر مقولة البابا حين قال »إننا لسنا شعبا نعيش في مصر .. ولكن مصر تعيش فينا«.