وهكذا كان خروج فاروق إبراهيم من ظلمة المعمل رغم أهميته إلي نور الدنيا. عرف كيف يمسك بالكاميرا كيف يتوجه إلي أهم ما في الموضوع حتي تخرج التحقيقات الصحفية بأفضل ما يمكن أن تكون عليه. جنبا إلي جنب السرعة التي يلتقط بها الصورة المتحركة إلي أن تخرج واضحة المعالم علي صفحات آخر ساعة قمة العمل الصحفي مع بداية الستينات.. ارتبطنا ببعضنا البعض نحن فريق التحقيقات والصورة الجميلة في آخر ساعة. حتي كان خروج محمد بدر من مصر كلها إلي دنيا الإمارات عندما بدأ ارتباطه بالشيخ خليفة بن زايد في أبوظبي الذي لم يعد يتحرك من مكان إلي مكان إلا ومحمد بدر بصحبته ليسجل له تاريخ ارتقائه بهذه الدولة الوليدة والمتطورة. وهنا كانت الفرصة أكبر لخروج فاروق إبراهيم إلي كل المجالات علي أرض مصر.. وأصبح معروفا في الوسط الصحفي بأنه صاحب الصورة الأفضل.. ومع خروجه إلي كل مكان.. ظهرت لكل الناس روح المرح عنده والفكاهة التي لم تكن تعوقه أبدا عن أداء أفضل الأدوار.. الاثنين معا العمل الجاد والفكاهة أو خفة الظل المرافقة له.. وبدأ اعتماد الفنانين العظام أيضا علي الكاميرا المرافقة لهم.. كانت أم كلثوم تطلبه دائما وكان عبدالحليم حافظ يسأل عنه في كل خطوة كي يرافقه.. أو ربما ليخفف عنه بخفة ظله بعض الآلام التي يعانيها.. فكانت أخبار عبدالحليم حافظ خاصة في رحلات علاجه تأتيني عن طريق فاروق إبراهيم الذي كان له أثر بعيد في تصحيح الأفكار عن عبدالحليم وأنه لا يمثل دور المريض الذي يتألم وإنما كان يتألم فعلا.. ثم جاء دور الرؤساء عندما قربه الرئيس السادات بشكل كبير حتي أنه دخل معه غرفة نومه وكل مكان يتواجد فيه.. وبدأ رحلته العالمية.. الكاميرا في يده وصوره تملأ المكان كله.. ولأن صداقتنا دامت طويلا.. وصحبة العمر كانت تميزها.. فقد أصر فاروق إبراهيم أن يكون هو المصور الأساسي عند زواج ابنتي رشا ورانيا في أجمل مكان في قلب الماريوت.. بحيث استطاع أن يضع صورة الزفاف لكل منهما رشا ورانيا.. وأن تكون هذه الصورة الجميلة علي موائد المدعوين بعد ساعة واحدة وعندما كانت دفوف الزفاف تتوقف.. لم يكن فاروق إبراهيم ينسي أصدقاءه أبدا وما كان لأصدقائه أن ينسوه أبدا.. رحمه الله..