من بعيد صورة مصر والوطن العربي محزنة أكثر منها مذهلة .. أفتح الجرائد في انجلترا وأتمني لو أخفي جنسيتي ، فالملفات التي تفتحها الجرائد مخجلة ، كيف ولماذا تحملنا كل هذا الفساد والقمع من لصوص استعبدونا وأذلونا عمرا !!.. كيف احترقنا وصمتنا !! ..كيف سلسلونا في طوابير خبز أسود ، ومرتبات لا تغطي تكاليف طعام كلابهم .. وديون لدفع ضرائب عن الهواء والماء .. وهم يرفلون في نعيم مقيم ومعلن في الداخل والخارج !!.. أتابع ما تنشره الجرائد اليومية هنا عن ثروات الرؤساء العرب الذين برطعوا وافتروا ، ولما ثارت الشعوب قتلوها!.. يرن في أذني صوت الرئيس المخلوع ، مبارك وهو يشيد بعبقريته في توفير الماء والخبز لكل فم ، وهو لايشرب من هذا الماء الملوث.. وبكل وقاحة يجهز حكم العبيد ميراثا لعائلته !! .. جريدة التايمز اللندنية نشرت مقارنة بين ثروات خمسة رؤساء في لندن فقط ، ، وهم رؤساء تونس والبحرين ، وكوريا وغينيا ومصر .. جاء الأغني حسني مبارك بثروة قدرها 45) خمسة وأربعين ) بليون جنيه إسترليني .. والأفقر كيم يونج رئيس كوريا 370 مليوناً.. أما زين العابدين مفجر أولي الثورات فنصيبه 5 بلايين فقط .. وكتبوا عن الهانم سابقا ، أن سوزان - ماري انطوانيت مصر !- هي أشهر متسوقة في لندن!!. أما أجمل ما أراه هنا، فهو الاحتفال بزواج الأمير ويليام حفيد الملكة ، والفرحة به وريثا لعرش إنجلترا .. في كل مكان يظهر فيه الأمير وعروسته كات ، تنتظرهما الجماهير ساعات ، وتستقبلهما آلاف القلوب بالفرح والأيادي بباقات الزهور .. أقارن بينهم وبين أولاد من ترأسونا وسرقونا ، وجهزوا لتوريثنا لأولادهم بالتزوير والقتل وترويع الأمن .. جمال أعماه جشعه وغروره وأذل أباه ولم يرحم شيخوخته .. ولم يتصور أنه سيهرب مذعورا ، وسيحاكم قريبا مثل أتباعه .. أما سيف الإسلام- 38عاما- ابن معمر القذافي فهو نسخة من الطموح المرضي لسيناريو جمال تقريبا .. درس الاقتصاد في مدارس لندن ، وحصل علي الدكتوراه من جامعتها ، ومنذ عشر سنوات يمهد لحكمه بوعود التغيير والإصلاح ! .. ولكن لما قامت الثورة خطب مهددا المعارضين بأن الشوارع ستتحول إلي أنهار دم لآخر ليبي معارض .. ونفذ تهديده بوحشية!!.يصفون القذافي هنا بمدعي الجنون، وكتبوا عن سيف " ولد صايع منذ أيام مدرسة بيتر ماندلسن ، يرتاح في فنادق لندن الفاخرة أكثر من خيام أبيه البدوية .. وكان واثقا من ميراث إمبراطورية أبيه " ، فهل يحرق ليبيا تشبها بنيرون .. أم يكتب التاريخ الآن النهاية المأساوية لأبناء الجشع !.