ياسر رزق تولي الكاتب الصحفي ياسر رزق رئاسة تحرير جريدة الأخبار، إحدي أكبر الصحف اليومية توزيعاً ومن أكثرها تاثيراً في مصر والوطن العربي.. وهو مطالب بمواجهة كافة التحولات الحادة في سوق الصحافة والإعلام وظهور منافسين جدد للصحافة القومية ممثلين في الصحف الخاصة والمواقع الإخبارية الإلكترونية. رزق يثق أن الأخبار خارج المنافسة تماماً مع أية صحافة خاصة أو نافذة إعلامية علي الإنترنت، مستنداً في ذلك إلي أن الأخبار جريدة غير ناشئة وتمتلك كفاءات وطاقات تمكنها من الحفاظ علي مكانتها وقدرها علي الساحة الصحفية، مؤكداً أن ما يحدد سقفه كرئيس تحرير ضميره المهني والمصلحة الوطنية وميثاق الشرف الصحفي وليس شيئا آخر. ❊ هل كنت تتوقع اختيارك لرئاسة تحرير الأخبار؟ أي صحفي يدخل جريدة الأخبار يكون لديه طموح أن يصبح رئيساً لتحريرها، وهذا طموح مشروع لكل صحفي. ❊ كيف تم اختيارك؟ أنا لست بعيداً عن جريدة الأخبار، أعمل بها منذ أن كنت صحفياً تحت التمرين عام1982 وحتي اليوم الذي صدر فيه قرار تعييني كرئيس للتحرير. أنا محرر شئون رئاسة20 عاما، ومحرر عسكري لمدة21 سنة، زرت مناطق كل النزاعات الإقليمية والعرقية وقمت بتغطية حروب وانتخابات، بالإضافة للخبرة التي اكتسبتها في مجلة الإذاعة والتلفزيون.. كما أنني أعي الدور الأساسي للصحافة والمتمثل في نقل الهموم ومشاكل الرأي العام للسلطة، في الوقت ذاته نقل ما تفكر فيه السلطة بالنسبة للقرارات وتوضيحها للرأي العام حتي يقام حولها حوار مجتمعي مفتوح. ❊ ما أولوياتك التحريرية؟ الأخبار لا تتغير سياستها بين يوم وليلة، لكن التركيز لدينا سيكون علي القضايا الجماهيرية، وهموم ومشاكل الناس، والتصدي للإرهاب والتطرف ومحاولات إثارة الفتنة الطائفية، وعلي تعزيز مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص وحقوق المواطنة ومكافحة الفساد ومطاردة أي مظاهر للانحراف وكشفها وتسليط الأضواء عليها في أي مكان، هذا هو دور الصحافة بينما يكون دور الدولة بعد ذلك التصدي للانحراف ومحاسبة الفاسدين. ومن ضمن أولوياتنا أيضاً التركيز علي القضايا القومية خاصة في ظل الظروف التي نعيش فيها وما نراه من مآس في العراق وفلسطين ولبنان والسودان وتونس. كذلك لن نكون واجهة للتفريق بين المصريين علي أي أساس ولن نكون أبواق دعاية لجماعة أو كيان غير شرعي وفي المقابل المساحة ستكون متاحة لجميع الأحزاب السياسية الشرعية سواء كان الحزب الوطني أو أياً من أحزاب المعارضة بشكل محايد فنحن في النهاية نتعامل مع الموضوع بصفته مادة إخبارية فيما سيكون مكان الرأي في صفحات الرأي، ولكن الاهتمام بأخبار كل حزب ستكون حسب وزنه وتأثيره في الشارع. ❊ تبدو المنافسة اليوم مع الصحف الخاصة صعبة، كيف ستواجهها؟ في واقع الأمر المنافسة ليست صعبة مع الصحف الخاصة، نحن نتحدث عن جريدة الأخبار وليس جريدة ناشئة، ثم من ينافس من؟ نحن حين نتحدث عن الأخبار وأخبار اليوم والأهرام فهذا وارد، صحيح هناك جرائد خاصة متطورة مثل المصري اليوم ومتواجدة في السوق بقوة، وهناك أيضاَ جريدة الشروق، لكن لا أظن أن المنافسة ستكون معهما، وإنما ستكون بيننا في الأخبار والأهرام. ولكن لكي نبقي متقدمين علي الجميع في السباق علينا الالتزام بكل النقاط السابق ذكرها واستثمار الطاقات البشرية وأن ندفع بروح أخبار اليوم ومدرستها العريقة. ❊ العديد من الصحف الخاصة وعدد من المواقع الإلكترونية والفضائيات لا تكف عن مهاجمة الصحف القومية والطعن في مصداقيتها، هل أصبح الاشتباك معها بعنف أمرا حتميا أم أن هناك طرقا أخري لمواجهة مثل هذه الحملات؟ أنا ضد الاشتباك او التراشق بين الصحفيين تماماَ، الاشتباك يكون علي ومع قضايا الجماهير، ومع من يعتدي علي حقوقهم، ومع لصوص المال العام، فما الذي يفيد القارئ أن جريدة تشتبك مع أخري؟ الاشتباك الحقيقي أن تطور نفسك وتتقدم. لكن التراشق بين الصحفيين مخالف لميثاق الشرف الصحفي.. وعلي جانب آخر نجد بعض كتاب الصحف الخاصة يدعون أنهم يحتكرون الحقيقة والفن الصحفي وهذا غير صحيح، والدليل أن كل أصدقائي من رؤساء تحرير تلك الصحف هم خريجو الصحف القومية. ❊ هل تعتقد أن الناس فقدوا الثقة في المطبوعات القومية ؟ لو أن الناس فقدت الثقة لما كانت جريدتا الأخبار والأهرام علي رأس قائمة التوزيع الخاصة بالصحف اليومية، ودار أخبار اليوم والأهرام في المقدمة كأكبر أول وثاني مؤسستين صحفيتين، في الأهرام17 إصدارا وفي أخبار اليوم 13 إصدارا. هذه مؤسسات صحفية عملاقة، لو أنها فقدت ثقة الناس لكانت "فلست وقفلت" لكن الأخبار والأهرام علي وجه التحديد مؤسستان ناجحتان تحققان أرباحاً وتصرفان أرباحاً مجزية للعاملين فيها. ❊ الصحافة الإلكترونية تحتل اليوم مكانة مميزة لدي القراء، ألا يمثل ذلك خطراً علي مستقبل جريدة الأخبار وأرقام توزيعها؟ أنا لست مع مقولة أن الصحافة الإلكترونية ستقضي علي الصحافة الورقية هذا غير صحيح ، فالجريدة ستظل الوسيلة التي يمكن أن تطلع عليها علي سبيل المثال وأنت تنتظر المترو أومستلقياً علي سريرك وهكذا. ❊ لماذا الخلط لدي الناس بين الصحافة القومية والصحافة الحكومية؟ الناس لا تفرق بين الدولة والحكومة، كما أن هناك بعض رؤساء التحرير ملكيين أكثر من الملك، أو هذه هي قناعتهم، وتجدهم في بعض الأحيان يدافعون عما لا يجب الدفاع عنه، ولا أظن أن القيادة السياسية تدعو الصحفيين للدفاع عن الحكومة "عمال علي بطال" هذا غير صحيح. بدليل أن القيادة السياسية تعتبر الصحافة إحدي الأدوات المهمة في كشف الفساد. والرئيس مبارك في لقاءاته وكلماته يؤكد علي حرية الصحافة في إطار القانون والرئيس لا يتدخل في الصحافة مطلقاً بل علي العكس هو داعم لها ولحريتها. كذلك ما المشكلة لدي كصحافة قومية أنني مملوك للناس، أليس هذا أفضل من أن أكون مملوكاً لرجال أعمال أو أشخاص؟ أنا كجريدة ملك الناس وملك الدولة وليس علي رأسي أي بطحة، لا أعمل لدي أحد، أنا أعمل فقط لدي الناس. أنا هنا لا أهاجم الصحافة الخاصة ولكن بالتأكيد المواد التي تنشر فيها متأثرة بمصالح أصحابها وهذا أمر طبيعي.