هل انتهي ربيع تنظيم داعش الإرهابي في العراقوسوريا؟ السؤال تردد كثيراً خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة مع تصريح للرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد فيه أن التنظيم الآن في وضع دفاعي.. وتصريح آخر لوزير خارجيته كيري يؤكد فيه أن داعش وأخواته في أضعف حالاتهم منذ ظهورهم منذ عامين.. أما الواقع علي الأرض فيقول إنه رغم الخسائر الفادحة التي مُني بها التنظيم في الرمادي بالعراق وفي وسط سوريا وبالتحديد في مدينة تدمر الأثرية.. إلا أنه يبحث عن ملاذات جديدة أبرزها: في سرت الليبية.. وفي لبنان حيث أعلن التنظيم عن ميلاد ولاية خراسان! وداعش.. بدأ السيطرة الفعلية علي الأراضي السورية منذ يناير من العام 2014.. بينما بدأ سيطرته علي أراضٍ عراقية منذ يونية من نفس العام.. ففي العراق يسيطر التنظيم علي مدينة الموصل ثانية أكبر المدن العراقية.. وهي عاصمة نينوي في أقصي الشمال.. وتقع علي بعد نحو 350 كيلومتراً من العاصمة بغداد وتضم أكثر من مليون ونصف مليون عراقي أغلبيتهم من السنة. ويبدو أن قوات التحالف الدولي مدعمة من قوات من الجيش العراقي ومن الحشد الشعبي الموالي للشيعة، تعد هجوماً كاسحاً منذ عدة أشهر لاستعادة تلك المدينة الهامة، وقد بدأت ذلك بالفعل.. كما تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية.. بالسيطرة علي سد الموصل الهام، وعلي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المدينة التي تعرضت للنهب وتدمير كنوزها من الأضرحة السنية والآثار التي تعود إلي عصور تمتد لآلاف السنين.. تماماً كما في مدينة تدمر السورية.. وفي هذا الزمن لاستعادة المدينة.. تبرز أهمية القوات الكردية التي تحاصر المدينة بالفعل استعداداً لتحريرها بالكامل. وهناك مدينة تل عفر.. وأغلب سكانها من الشيعة وتقع علي الحدود بين كل من الموصل والحدود السورية العراقية.. وتبرز هنا قوات كردية تحاول استعادتها من يد تنظيم داعش.. ويضاف إليها الفلوجة وهي من أكبر المدن العراقية السنية وتقع علي بعد نحو 60 كيلومتراً فقط غرب بغداد.. وآخر تلك المدن الكبري التي مازال التنظيم يسيطر عليها هي تكريت مسقط رأس صدام حسين.. وهي عاصمة ولاية صلاح الدين وعلي بعد 160 كيلومتراً من شمال العاصمة.. وهي ذات موقع استراتيجي هام.. وبالإضافة لهذه المدن المحاصرة هناك مدن تم تحريرها بالفعل في الأنبار وهيت وبييجي وبعض القري الصغيرة من قبضة التنظيم وبجهود مشتركة ما بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي توفر دعماً جوياً أساسياً وتدريبياً لبعض قوات من الجيش العراقي والحشد الشعبي.. بالإضافة لقوات كردية تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، التي تسيطر بالفعل علي مساحات بالقرب من الحدود مع سوريا. وفي سوريا يختلف الوضع كثيراً فقد سيطر التنظيم في وقت الأزمات علي أكثر من نصف مساحة التراب السوري، وتقلصت المساحة مؤخراً إلي نحو 35 بالمائة فقط، مع توالي الضربات من الجيش السوري النظامي مدعوماً من القوات الروسية والضربات الجوية الحكومية والروسية وحلفائه من إيران وبخاصة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.. بالإضافة لقوات حماية الشعب الكردي التي أنجزت عدة انتصارات ضد داعش وبالذات في مدينة عين العرب.. كوباني.. ويضاف إليها أيضاً انتصار لا يقل أهمية وهو تحرير مدينة تدمر الأثرية من قبضة داعش مؤخراً. ومازالت رغم ذلك.. كما تقول صحيفة الواشنطن الأمريكية.. عدة مدن رئيسية سورية في قبضة التنظيم أبرزها علي الإطلاق: الرقة التي تبعد نحو 200 كيلومتر علي الحدود السورية.. العراقية.. وكانت تضم نحو ثلاثة أرباع مليون سوري.. ويضاف إليها مدن مثل: دير الزور الغنية بالبترول.. وعدة قري ومدن صغيرة قريبة من العاصمة دمشق ومن ريفها.. بالإضافة لمناطق أخري قريبة من درعا في الجنوب أو علي الحدود مع الأردن.. حيث تتمركز علي الجانب الآخر مخيمات اللاجئين السوريين وأشهرها: الأزرق التي ترتبط بعلاقات قبلية علي الجانبين السوري والأردني.. وهناك عدة نقاط متفرقة خاصة علي الحدود مع تركيا يحاول التنظيم السيطرة عليها لضمان وصول المساعدات والسلاح من الجانب التركي.. مقابل بيع حصص من البترول أو المتاجرة في الآثار السورية. ومنذ نهايات 2014.. كما تقول صحيفة الجارديان البريطانية.. بدأ تنظيم داعش وأخواته وأبرزهم النصرة في فقد المزيد من الأراضي في العراقوسوريا ويبدو أن توالي الضربات الجوية من جانب كل من قوات التحالف الدولي والقوات الروسية أفقدته الكثير من قدراته.. وهو ما دفع التنظيم إلي انتهاج سياسات جديدة منها: فتح باب التطوع لقواته في البلدين عبر وسائل إعلامه علي مواقع التواصل الاجتماعي.. وتجنيد المزيد للانضمام إليه خاصة من بين هؤلاء المسلمين الذين هاجروا إلي أوروبا أو ولدوا فيها وبخاصة من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا.. وبعض بلدان الشمال الأوروبي.. والاتحاد السوفيتي سابقاً، كما لجأ وهذا جديد لنقل ثقله العسكري مع اشتداد الضربات لدول أخري أبرزها: ليبيا حيث يبرز تواجده الآن في مدن ليبية بعينها منها سرت وفي لبنان حيث أعلن تأسيس ولاية «خراسان» التابعة له.. وهو مجرد إجراء رمزي هناك.