ماذا تعني كثرة الزيارات والوفود المستمرة إلي مصر، من ملوك ورؤساء وكبار مسئولين وأعضاء برلمانات ومستثمرين، ماذا تعني تصريحات المسئولين في البنك الدولي، بأن البنك يدعم الإصلاحات المصرية، ويرحب بتقديم التمويل اللازم، وأن التحديات الاقتصادية لمصر يمكن تجاوزها، ماذا تعني كثرة المشروعات التي يتم الإعلان عنها في جبل الجلالة وغيرها، وتلك التي تتم بدون إعلان، ماذا يعني مرور الصيف الماضي وكان ساخنا جدا بلا انقطاع في الكهرباء، ووعود من المسئولين أن الصيف الذي بدأت تباشيره تم الاستعداد له جيدا ليمر كسابقه دون انقطاع للتيار، ماذا يعني النجاح في منظومة الخبز والمواد التموينية، رغم التجاوزات وحصول بعض من لا يستحقون عليها، نجاح منقطع النظير شعر به الناس الغلابة وهم كثر في المجتمع، فلأول مرة منذ سنوات يشعر المواطن البسيط بآدميته يذهب إلي البقال التمويني، أو إلي أي جمعية استهلاكية ليختار ما يريد من السلع، دون إجباره علي سلع معينة، ناهيك عن جودة السلع، مقارنة بما كان يحدث في الماضي، يحدث قصور أحيانا ولكن يتم تجاوزه، وتستمر المنظومة من نجاح إلي نجاح، المعني الذي أقصده له أكثر من وجه، فهو يعني أنه ليس بمقدور أي أحد أن يكسر إرادة مصر، أو ينال من عزيمتها، ودليل واضح علي أن مصر مستقرة، وأن العالم بدأ يثق في قيادتها، وأن الاستثمار أصبح فيها آمنا، وهو ما يمهد لمرحلة اقتصادية هامة وجديدة في مصر، ودليل يبشر بالخير، وهو ما تؤكده العديد من التقارير السياسية، والاقتصادية، في المقابل هناك معني آخر، وهو أن قوي الشر التي تتربص بنا في الداخل والخارج، لن ترضي بذلك، وللأسف الحكومة تساعدهم علي ذلك بسوء إدارة الأزمات، من ريجيني إلي تيران وصنافير، وتترك الأمور لتدار الدولة من علي الفيسبوك، ومن وراء الكيبورد، وهناك معني يهم الذين يتمنون الاستقرار، وهو أن المصريين يمضون في الطريق الصحيح، مهما فعل الجاهلون والحاقدون والمتآمرون، المجاهيل منهم والمشاهير، وأقصد بالمصريين، ملايين الكادحين، من العمال والفلاحين، الذين لا يعنيهم ما يدار علي الفيسبوك ولا علي الشاشات، ولسان حالهم يقول لكل المغرضين والفاسدين: موتوا بغيظكم، لن تنالوا من مصر مهما فعلتم.