تحلم كل فتاة بليلة عرس تشبه ليالي ألف ليلة، وهو ما نجح في تحقيقه مصمم الأزياء محمد سامي، من خلال أفكار تصاميم جديدة ومبتكرة، مستوحاة من الخيال والأجواء الساحرة، وهو ما بدا في اختياره لأفكار التصميم وحتي في طريقة تصوير مجموعته الجديدة في أجواء رومانسية حالمة تحلم بها كل فتاة في يوم فرحها. تخرّج محمد سامي في كلية التربية الفنية وعمل خمس سنوات في مجال طباعة المنسوجات، لكنه تفرّغ منذ 12 عاما لتصميم الأزياء. أما فكرة سامي ديزاين فقد بدأت منذ عام واحد، وتهدف إلي إحياء التراث بالخامات المصرية بشكل مودرن لتحاكي الوقت المعاصر. وقد استوحي فكرة مجموعته الجديدة، من أقمشة التلِّي وهو تراث جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج ويقول: لم أستطع استخدامه بشكل مبتذل، فلا يجوز المحافظة علي القماش وإهانة التقاليد لقرية يستخدم نساؤها القطن المصري، ويطعمونه بخيوط النيكال ويستغرق وقتا طويلا ومجهودا كبيرا لمزجه مع الأقمشة. يتابع: كانت النساء ممن يستخدمن هذا القماش قديما هن عِلية القوم وكان عبارة عن "توب" أسود مصنوع من القطن المصري وينسج معه خيوط الفضة وكان التاجر يعطي العاملة خيوط الفضة بالوزن ويستلم منها الأقمشة أيضا بنفس الطريقة. أما الآن فاستبدلت الفضة نظرا لارتفاع أسعارها بخيوط من النحاس مطلية بالفضة تعطي نفس اللمعة ولكن بقيمة أقل بل وتتميز بأن لونها ثابت لا يحدث له أكسدة مع مرور الوقت كما هو الأمر مع الفضة. وكان التُل أيضا يُستخدم في صناعة الشال قديما أو بدل الرقص التي ترتديها هند رستم وغيرها من راقصات الأفلام القديمة. يهدف سامي لتوصيل مجموعته الأخيرة خارج البلاد فهو لا يخاطب مصر فقط بل يهتم بإظهار ما يقوم به للعالم كله، لافتا الأنظار إلي أننا نمتلك صناعة نسيج رغم توقف معظم المصانع ونمتلك خيرا وفيرا، فمصر تضم 28 محافظة في كل منها مشغولات لا توجد في أي مكان آخر في العالم. ويأسف لمن يعملون في مجال التراث ويهينونه بشكل كبير فمن يعيش في سيوة وغيرها يبيعون أقمشتهم لينفقوا علي حوائجهم في حين أن تلك الأقمشة تُباع في الدول الأوروبية بمبالغ خيالية. ويرفض سامي الظهور بالعباءات التراثية التقليدية خارج مصر لكنه قرر تصدير فكرهم وما يناسبهم بأقمشتنا وصناعتنا، وقد أصابت مجموعته الجديدة الكثيرين بالدهشة والإعجاب. كما استطاع سامي أن يبرز جماليات أخري لافتة علي مستوي فساتين الزفاف التي جاءت لافتة ببساطتها وأناقتها، بما يجعل أي عروس، ترتدي من تصاميمه، أكثر تميزاً وإشراقاً ورومانسية.